المحطات اللبنانية في رمضان: لا جديد على "الجديد"

المحطات اللبنانية في رمضان: لا جديد على "الجديد"

09 مايو 2021
يشارك رشيد عسّاف في بطولة مسلسل "الباشا" الذي تعرضه قناة "الجديد" مؤخّراً (Getty)
+ الخط -

لطالما اعتمدت القنوات اللبنانية على المسلسلات التركية والمحلية، واتخذتها ركيزة للعرض في الأيام العادية من السنة. بينما تترك الأعمال السورية مضافًا إليها الأعمال المشتركة، التي أخذت تتغلغل في السوق العربي منذ قرابة عقد من الزمن، لعرضها في المواسم الرمضانية. هذه المعادلة تركت المحطات اللبنانية تدخل في نفق المداولات الشرائية لعرض أهم الأعمال على شاشاتها.

غير أن تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد منذ أكثر من عامين، جعل عمليات العرض ترزح تحت نير الإمكانيات المادية، ليرتبط سوق العرض بحجم هذه الإمكانيات. فتبرز قناة على حساب الأخرى بعدد الأعمال المعروضة أو بتنوعها. وقد كان لافتًا، خلال الموسم الرمضاني الحالي، اختلاف العروض وعددها، غير أن قناة "الجديد" سلكت طريقًا مختلفًا، يتسم بالحنكة والذكاء في التحايل على الأزمات المادية، لتثبيت متابعيها وجذبهم. يمكن وصف البرمجة الخاصة للقناة خلال شهر رمضان الجاري، بالبرمجة الملفتة.

مسلسلات تركية ولبنانية وسورية. وهي أعمال لا ترتبط مشاهدتها بحجم أهميتها، بقدر ما ترتبط بحجم تنوعها وقدمها. ويمكن تقسيم هذه المسلسلات، بحسب قدمها إلى درجتين متفاوتتين. الأولى وهي فئة المسلسلات التركية واللبنانية التي انطلق عرضها قبل حلول شهر رمضان وما زالت مستمرة. إذ لا يزال كل من المسلسلين التركيين "الحب لا يفهم الكلام" و"حلو ومر 2" يبثّان إلى جانب المسلسل اللبناني "موجة غضب" الجزء الثاني. باستثناء مسلسل "الباشا" الذي انطلق عرض جزئه الثالث لأول مرة مع بداية شهر رمضان. وهو من بطولة الممثل السوري رشيد عساف وعدد من النجوم اللبنانيين. الفئة الثانية تتعلق بالأعمال السورية. وهي صاحبة النصيب الأكبر من البرمجة الرمضانية للمحطة. ولعل موقع هذه الأعمال عند الجمهور اللبناني والعربي يمثل أفضل اختيار تسوقه القناة إلى شاشتها. فقد فوجئ متابعو الجديد بهذه الأعمال منذ بدأت الأخيرة بالإعلان عنها كمسلسلات مشاركة خلال شهر رمضان.

المفاجأة الأولى كانت بإعلان عرض مسلسل "ضيعة ضايعة" الجزء الأول (تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو) الذي عرض لأول مرة عام 2008، وقد حقق هذا العمل الكوميدي شهرة واسعة ونجاحًا كبيرًا في السوق العربية، واحتفظ بمكانته، رغم مرور السنين، على أنه أحد أفضل المسلسلات الكوميدية السورية التي تم طرحها في العقدين الأخيرين.

والمفاجأة الثانية كانت بإعلان عرض مسلسل "يوميات مدير عام" الجزء الأول (تأليف زياد الريس وإخراج هشام شربتجي). وهو من الأعمال السورية التي لا تزال أيضًا تحتفظ بقدر كبير من النجاح، رغم مرور أكثر من خمسة وعشرين عامًا على عرضه.

إضافة لهذين المسلسلين، أضافت الجديد للقائمة الرمضانية، المسلسل الكوميدي "عيلة ثمن نجوم" (تأليف ممدوح حمادة وإخراج هشام شربتجي). وهذا العمل لا يقل شأنا عن سابقاته بحجم نجومه وشهرته. وبذلك تكون المحطة اختارت تشكيلة كوميدية من نخبة الأعمال السورية لتملأ بها ساعات بثها، وتستقطب إليها جماهير متنوعة لا تقف فقط على الجمهور اللبناني. 

المسلسل السوري الوحيد، من خارج قائمة النوستالجيا السورية، التي حصلت عليه الجديد لعرضه، هو مسلسل "باب الحارة" الجزء الحادي عشر (تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب). وهو اختيار مناسب جدًا لاستكمال القائمة. إذ يحظى هذا العمل، رغم المشاكل التي تعتريه، بتفاعل كبير لدى الجمهور اللبناني والعربي. وربما بالإمكان إدراج مكانة هذا العمل، كواحد من المسلسلات القديمة، إلى جانب الأعمال المشار إليها أعلاه، رغم إنتاجاته الجديدة المتوالية، باعتبار أن هذه السلسلة قد انطلقت منذ أكثر من خمسة عشر عامًا.

المساهمون