حزب ميركل يهاجم مرشحة "الخضر" لمنصب المستشار

حزب ميركل يهاجم مرشحة "الخضر" لمنصب المستشار

07 مايو 2021
وصف باربوك بأنها "تفتقر إلى الخبرة السياسية" (هينين شاتش/Getty)
+ الخط -

مع تراجع حضور "الاتحاد المسيحي" في ألمانيا في استطلاعات الرأي، نتيجة عدم الرضا عن سياساته وصراعاته الداخلية لصالح "الخضر"، الحزب المنافس على منصب المستشار عبر مرشحته أنالينا باربوك، يحاول "الاتحاد المسيحي" صدّ هذه الانتكاسة بالتصويب على "الخضر"، لكونه بات بحاجة، وبشكل عاجل، لانطلاقة جديدة على بعد أشهر قليلة من معركة الانتخابات العامة المقررة في الخريف المقبل.

وكأفضل وسيلة للدفاع، اعتمد "الاتحاد المسيحي" الهجوم على "الخضر" باعتباره الخصم الرئيسي في الانتخابات، وصاغ ورقة تضمنت تحليلا موجزا لبرنامج منافسه الانتخابي، وما يود "الخضر" تحقيقه في حال وصل إلى المستشارية، وأرسلها إلى أعضاء حزبه في البوندستاغ، وفيها أنه سيطالب بمعدلات ضريبية أعلى، وضريبة على الثروات، ما يعرض الانتعاش الاقتصادي للخطر، وبأن "الخضر" يريد سحب فرامل الديون، ما سيضع عبئا ثقيلا على الأجيال القادمة، كما أنه يخطط لوضع حد أقصى للإيجارات بموجب القانون الفيدرالي، إلى انتقاده الزيادة المخطط لها للحد الأدنى للأجور، وهذا ما ستكون له عواقب وخيمة، في إشارة إلى أن "الخضر" المنافس يخطط لأخطاء جسيمة.

وعن أسباب تراجع الاتحاد، تبرز التقارير أنه لم يعد يملك القدرة حاليا على إقناع الرأي العام بتوجهاته بفعل الإخفاقات التي حصلت في التعامل مع أزمة كورونا، ما سمح لأحزاب المعارضة بتحقيق بعض المكاسب على حسابه، وهذا أثر على كفاءة وجدراة الاتحاد في إدراة ملفات أخرى، من الاقتصاد إلى الهجرة والرقمنة وسياسة المناخ.

وأمام هذا الوضع، بدأت تتوالى الاتهامات بحق مرشحة الخضر أنالينا باربوك، حيث قال أحد أعضاء فريق المرشح عن "الاتحاد المسيحي السياسي"، المخضرم فريدريش ميرز، لصحيفة "بيلد"، اليوم الجمعة، إن "باربوك تفتقر إلى الخبرة السياسية، وكمواطن ألماني لا أرغب في تسليم قيادة هذا البلد إلى شخص ليست لديه أي خبرة حكومية، ولا خبرة مهنية في السياسة الدولية"، وتحدث عن "مشاكل كبيرة في العمل مع (الخضر)". 

وعن البداية البطيئة للحملة الانتخابية لأرمين لأشيت، اعتبر أنها ليست إشكالية للغاية، مبرزا أن "الصبر الاستراتيجي ذكاء في الأوقات المضطربة"، ومشددا على أن حزبه إذا ما أراد الفوز عليه تحقيق أكثر من 30% من الأصوات في ألمانيا، فيما على الشريك الأصغر، الاجتماعي المسيحي، في بافاريا أن يحقق 40% من الأصوات، و"لذلك علينا العمل معا بجدية كبيرة".

وفي سياق منفصل، تتعرض باربوك لتعليقات تتسم بالكراهية على الإنترنت، حيث نشرت صورة عارية مزعومة لها، تبين في ما بعد أنها لعارضة أزياء روسية.

وفي هذا الإطار، لفتت المتحدثة باسم الحزب نيكولا كابيل إلى أنه ومنذ إعلان ترشيح باربوك لمنصب المستشارة، تتعرض للانتقادات والإهانات على الإنترنت، وأن حزبها قدم خلال الأسبوعين الماضيين 15 تقريرا بموجب القانون حول تصرفات تتسم بالكراهية عبر الإنترنت بحق مرشحته، علما أنها حصلت أخيرا على عناصر حماية شخصية. 

وعن طبيعة هذه التصرفات، قالت مؤلفة كتاب "الرجولة السياسية"، في حديث مع "شبكة التحرير الألمانية"، إنه "مع إعلان ترشيح باربوك للمنصب، رأينا فيضا من الكراهية ومن الإهانات والتهديدات والتشهير ضدها، وهذا ليس من قبيل الصدفة، ولكن للتصويب على المرأة النموذجية التي أثبتت نفسها في المجال الذكوري كسياسية تتمتع بالسلطة والنفوذ، والهدف إبعادها عن أعين الجمهور". 

ولفتت إلى أن "الكراهية المنظمة تعتبر ظاهرة جديدة نسبيا"، واستذكرت ردود الفعل عند انتخاب أنجيلا ميركل مستشارة، إذ "باتت أكثر النساء كراهية في العالم، وعلى رأس قوائم الموت للإرهابيين اليمينيين".

وبحسب "بوليبارومتر" القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، فإنه إذا ما حصلت الانتخابات الأحد المقبل، فإن "الاتحاد" سيحصل على 25% من الأصوات، أي بتراجع 6 نقاط عن انتخابات العام 2017، و"الاشتراكي" على 14%، و"البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي على 11%، أما "الليبرالي الحر"، فسينال 10%، فيما يحقق حزب "الخضر" تحسنا ملحوظا بنسبة 26%، وهذا يعني أن كلا من "الاتحاد المسيحي" و"الخضر"، أو ائتلاف "الخضر" و"الاشتراكي" و"الليبرالي الحر"، يمكن أن يشكلوا أغلبية. 

وبالمقارنة بين المرشحين باربوك ولاشيت، فإن مرشحة الخضر ستنال 31% من الأصوات، بينما لاشيت 17% فقط.

في المقابل، اختلفت نسبة مؤيدي المرشحين الثلاثة داخل أحزابهم، إذ أيد 82% من مناصري "الخضر" مرشحتهم باربوك، فيما لم يؤيد لاشيت داخل الاتحاد المسيحي إلا 51% فقط، ونال مرشح الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولز ما نسبته 63% من الأصوات من بين مؤيدي حزبه. 

والمفارقة أنه، ووفق الاستطلاع، فإن 50% من المستطلعين ما زالوا يرغبون في حكومة يقودها "الاتحاد المسيحي" بعد الانتخابات العامة، بينما فضل 39% منهم حكومة بقيادة حزب "الخضر"، حتى أن التفضيلات اختلفت بين شرق وغرب البلاد، حيث يتبين أنه في شرق البلاد هناك تفضيل لحكومة بقيادة حزب المستشارة ميركل على الخضر.

المساهمون