كبسولة "سبيس إكس" تلتحم بمحطة الفضاء الدولية

كبسولة "سبيس إكس" تلتحم بمحطة الفضاء الدولية: حقبة جديدة من الاستكشاف

24 ابريل 2021
رائدا الفضاء الأميركيان شين كيمبروه وميغان ماك آرثر (أوبري جيمينياني/Getty)
+ الخط -

التحمت كبسولة "كرو دراغون" التابعة لمجموعة "سبيس إكس" التي تتولى نقل الطواقم البشرية إلى الفضاء لحساب الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، اليوم السبت، بمحطة الفضاء الدولية، حاملة أربعة رواد؛ هم الفرنسي توما بيسكيه، والأميركيان شين كيمبروه وميغان ماك آرثر، والياباني أكيهيكو هوشيدي.

وهذه المهمة الثالثة من نوعها لشركة "سبيس إكس" الخاصة، منذ معاودة الولايات المتحدة الرحلات المأهولة إلى الفضاء. وكانت المركبة قد أقلعت فجر أمس الجمعة من "مركز كينيدي للفضاء" وسط التصفيق في غرفة التحكم في "سبيس إكس". وعلّق مؤسِس "سبيس إكس" ومجموعة "تِسلا" لتصنيع السيارات، إيلون ماسك: "نحن في فجر حقبة جديدة من استكشاف الفضاء".

تتعاون "سبيس إكس" مع "ناسا" في مجال النقل الفضائي، في وقت تراكم مركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة "بوينغ" التأخيرات في رحلاتها التجريبية. وأدى نجاح أول رحلة تجريبية مأهولة لـ"سبيس إكس"، في مايو/ أيار عام 2020، إلى إنهاء الاحتكار الروسي للرحلات إلى محطة الفضاء الدولية، وأعاد للأميركيين القدرة على إنجاز هذا العمل بعد انتهاء برنامج المكوكات الفضائية "شاتل" عام 2011.

وسجلت هذه الرحلة سابقة باستعمال المحرك الذي استُخدم في أول مهمة تجريبية غير مأهولة، علماً أن مركبة "كرو دراغون" الفضائية هي نفسها التي استعين بها في الرحلة التجريبية المأهولة في مايو/ أيار 2020.

وبهذه الرحلة، أصبح بيسكيه أول أوروبي يطير في كبسولة "كرو دراغون". وسيكون الألماني ماتياس ماورير الأوروبي الثاني الذي سيشارك في مهمة "سبيس إكس" الخريف المقبل، تليه الإيطالية سامانتا كريستوفوريتي، العام المقبل.

وخلال مهمته التي تستغرق ستة أشهر، سيكون الفريق مسؤولاً عن إجراء نحو 100 تجربة علمية، تشمل رصد الإشعاعات الضارة وتسيير عربة جوالة من بُعد وتحسين النوم والاهتمام بالجسم، في إطار الاستعداد لمهمات أبعد إلى القمر وما بعده. ومن بين الأمور المفضلة، وفقاً لتوما بيسكيه، فحص تأثيرات انعدام الوزن على عضيات الدماغ (أدمغة صناعية صغيرة أنشئت في المختبر). ويأمل العلماء أن تساعد هذه البحوث وكالات الفضاء في الاستعداد للمهمات التي سيواجه الرواد خلالها صعوبات في الفضاء لفترات طويلة، وحتى في مكافحة أمراض الدماغ على الأرض.

ومن الهزال العضلي إلى التعرض للإشعاع إلى الآثار النفسية الناجمة عن الانعزال، يشكّل السفر إلى الفضاء ضغطاً كبيراً على صحة المشاركين في الرحلات. وقال طبيب الرحلات في وكالة الفضاء الأوروبية أدريانوس غوليميس، لوكالة "فرانس برس" إنّ الجاذبية في محطة الفضاء الدولية تكاد تكون صفرية، وهو ما له عواقب على العظام والعضلات. وأضاف أنّ الإشعاعات تمثل مشكلة كبيرة، إذ إنّنا على الأرض محميون بالغلاف المغناطيسي (المجال المغناطيسي الأرضي) والغلاف الجوي، لكن كلما ابتعدنا، تلاشت هذه الحماية. 

وأشار غوليميس إلى أنّ "ثمة أموراً بدأنا للتو في فهمها، منها على سبيل المثال أمراض العين والتخثر الوريدي (تجلط دموي) التي يصاب بها بعض رواد الفضاء الأصحاء". ولفت إلى أنّ "من الممكن على الأرجح المشاركة في مهمتين أو ثلاث مهام، مدة كلّ منها ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية، من دون تسجيل أيّ تأثير ملحوظ على الصحة. هدفنا هو ضمان ألا يكون من يشارك في مهام فضائية معرّضاً أكثر من غيره لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة تفوق ثلاثة في المائة".

وعن ضرورة الاستمرار في إجراء الفحوص لرواد الفضاء أو عدمها، في حال تلقيهم اللقاح ضدّ كورونا، أوضح الطبيب: "إنّهم في الحجر الصحي، لكنّنا لحظنا فحصين، للتأكد بنسبة مائة في المائة من أنّهم لا يحملون الفيروس. في ظلّ انعدام الجاذبية، يكون جهاز المناعة أقل كفاءة. يمكن للأشخاص أن يصابوا بعدوى لم يكونوا ليصابوا بها في وضع طبيعي".

يمضي أعضاء الطاقم ساعتين يومياً يمارسون التمارين بواسطة المعدات الرياضية. ووفقاً لغوليميس فإنّ وكالة الفضاء تجري "مكالمة فيديو روتينية مدتها 15 دقيقة مرة واحدة أسبوعياً. في بداية الرحلة، نرصد أيّ علامات تشير إلى الإصابة بداء الفضاء الذي يحصل عند الانتقال من (1 جاذبية) إلى (صفر جاذبية). يواجه الدماغ صعوبة بسيطة في التعود، وينتج من ذلك تضارب حسي بين الأذن الداخلية وما تدركه العينان، ويمكن أن يتسبب ذلك بالغثيان. في وقت لاحق من المهمة، نركز على أمور أخرى، خصوصاً على المستوى النفسي أو على الأداء المعرفي".

المساهمون