رحيل أحمد ماهود.. الميثولوجيا العراقية في اللوحة

رحيل أحمد ماهود.. الميثولوجيا العراقية في اللوحة

11 ابريل 2021
(ماهود أحمد، 1940 - 2021)
+ الخط -

رحل أمس السبت في أحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمّان، الفنان التشكيلي والباحث العراقي أحمد ماهود (1940 – 2021)، وترك وراءه عشرات اللوحات التي شكّلت الطبيعة في جنوب العراق، وخاصة منطقة الأهوار موضوعها الأساسي، إلى جانب دراساته في تاريخ الفن العراقي.

استند الراحل إلى الميثولوجيا في حضارات الرافدين القديمة في تقديم أعمال تعبيرية واقعية ذات طبيعة رمزية، في تصويره الصراع بين الخير والشر، والقوة والضعف، وعذابات الإنسان الوجودية كما تعكسها ملحمة "جلجامش"، وضمن المناخات ذاتها تناول الأبراج الفلكية في بعدها الأسطوري وتأثيرها في طبيعة الإنسان الذي يتوق إلى معرفة الغيب، وما ينتظره في المستقبل.

الصورة
(من أعمال ماهود أحمد)
(من أعمال ماهود أحمد)

وقدّم ماهود أيضاً العديد من الطقوس التراثية والعادات والتقاليد في الجنوب العراقي، مع تركيز على واقع المرأة ويومياتها المختلفة وما تقوم به من أعمال، حيث مثّل الجسد عنصراً جمالياً في العديد من اللوحات، مبرزاً تفاصيل دقيقة تتعلّق بالوشم والحركة والمشاعر الداخلية التي تظهر على وجوه نسائه، ويغلب على أسلوبه تضخيم منطقة الورك والبطن، لمنح معنى لعظمة الخصب في بناء الكائن، وهو المعنى المنسجم مع قدسية الجسد لكونه منبع الحياة، وفق حضارات سومر وأكد وبابل وآشور.

ومنذ بداية السبعينيات، رسم أعمالاً تبرز طبيعة الأهوار ومسطّحاتها المائية وغاباتها، وتناول طبيعة العلاقة بين أبناء هذه المنطقة وتضاريسها، وتأثيرها بحياتهم وكسبهم للرزق، وكذلك في تلك الصلة المهمة بينهم وبين الماء الذي يمثّل المفردة الأولى في واقعهم.

الصورة
(من أعمال ماهود أحمد)
(من أعمال أحمد ماهود)

وُلد الفنان في منطقة الكسّارة في هور الحويزة بمحافظة ميسان، ونال درجة البكالوريوس من "معهد الفنون الجميلة" في بغداد عام 1961، ثم حصل على درجة الماجستير من "معهد سوريكوف" في روسيا سنة 1967، والدكتوراه في فلسفة علوم الفن من "المعهد العالي للدراسات النظرية في روسيا أيضاً عام 1979.

عمل ماهود مدرساً في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، ومحاضراً في "المعهد المركزي للمعلمين" التابع لـ"جامعة بغداد"، وكذلك في "جامعة صلاح الدين" بأربيل، وحاز العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة مهرجان بغداد العالمي للفنون التشكيلية 2002.

وشارك في تأسيس "مجلتي" للأطفال 1968، وساهم بإخراج وإصدار "مجلة أسفار"، وعمل سكرتير تحرير لمجلة "فن" في بغداد، وواظب على نشر مقالاته في الفن والثقافة في الصحف والمجلات العراقية والعربية، وأصدر العديد من المؤلّفات مثل "تربة زمرد خاتون"، و"الواسطي من خلال مخطوطة المزوق"، و"المنمنمات المندائية في المخطوطات الدينية في العراق"، و"المأمون يحفر في الأهرام"، و"إسماعيل الشيخلي.. حياته وفنه".

المساهمون