فرنشيسكو دي ثوربران: مسحة روحانية في عتمة اللوحة

فرنشيسكو دي ثوربران: مسحة روحانية في عتمة اللوحة

27 فبراير 2021
لوحة لـ ثوربران
+ الخط -

كثيراً ما يرتبط مصطلح "العصر الذهبي الإسباني" (1492-1681) بسطوة ملوك المملكة الإسبانية في العالم الغربي، وذلك بفضل المكانة الرمزية التي نالوها إثر "حروب الاسترداد"، والإمكانيات المادية التي صارت تحت تصرّفهم مع اكتشاف القارة الأميركية ومناجم المعادن الثمينة فيها. 

كان لهذا الرخاء الذي عرفته إسبانيا أثرُه على الفنون بشكل واضح، وقد اعتبرت عمارة القصور والكاتيدرائيات أبرز تجلّيات هذا الرخاء. كما تجلّى "العصر الذهبي" أيضاً في الأدب، ولا سيّما في رواية "دون كيخوته" لـ ميغيل دي ثربانتس.

وكان للفنون التشكيلية نصيبها من هذا "العصر الذهبي" أيضاً، وهو أمرٌ طبيعي، حيث أنّ ثراء البلاط كان يخلق طلباً على الفنانين لـ"تخليد" الملوك، وقد كان ذلك سبباً في تنافس الرسّامين على إتقان صنعتهم، وكان أشهرهم دييغو فلاسكيز (1599 - 1660)، وخوان دي ميراندا (1614 - 1685)، وأنطونيو دي باريدا (1611-1678).

ومع هؤلاء لا يمكن إغفال فرنشيسكو دي ثوربران (1598-1664) الذي ستكون تجربته الفنية، غداً الأحد، موضوع محاضرة تلقيها افتراضياً الباحثة الفرنسية مارلين غرو بتنظيم من متحف "دار إي ديستوار" (فرنسا)، تحت عنوان "ثوربران: القوة الروحانية".

لعلّ هذا العنوان يمثّل مدخلاً جيّداً إلى عوالم الفنّان الإسباني، حيث حضرت في أعماله لمسة روحانية في ملامح الوجوه خصوصاً، والتي كثيراً ما يقترحها في وضعيات متضرّعة، ولكنّ هذه المسحة الروحانية تحضر أيضاً في الأغراض التي يصوّرها وكأنه يمنحها روحاً هي الأخرى.

يسود في أعمال ثوربران اللون الأسود، حيث يحضر الظلام كإطار للعناصر التي يصوّرها، وهو في ذلك يُشبه كثيراً الفنان الهولندي رمبرانت، كما يشبهه في تفنّنه في توزيع الضوء على العنصر الرئيسي للوحة، خصوصاً في ملامح الوجوه.

المساهمون