صفعة برلماني لشرطي تشعل ضجة في إيران

صفعة برلماني لشرطي تشعل ضجة في إيران

25 يناير 2021
صفع النائب شرطي المرور (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

يجتاح مقطع مصور شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في إيران، منذ السبت الماضي، ويثير ضجة واسعة، إذ يُظهر جندياً في شرطة المرور يدعى عابد أكبري يشرح واقعة تلقيه صفعة من برلماني بعد منع سيارته من العبور من خط سير خاص للحافلات وسيارات الإسعاف في أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة طهران.  

وفي الفيديو، فيما يحتج شرطي المرور على سلوك النائب البرلماني غلامرضا عنابستاني، يؤكد أن ما قام به كان تنفيذاً للقانون وأنه رفض عبوره من خط السير الخاص لعدم امتلاكه ترخيصاً بذلك.  

كذلك يظهر الفيديو اعتراض المواطنين وسائقي السيارات على سلوك النائب الذين هاجموا سيارته ليضطر السائق إلى تغيير المسار والعبور من الشارع العادي.

وعلّق رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، على الحادث بتغريدة عبر "تويتر" قال فيها إن "الجميع أمام القانون متساوون"، مشيراً إلى أن البرلمان "يعتز بمن يقوم بواجبه القانوني وهو أول جهة تدافع عن حقوقهم"، معلناً إصداره أوامر للتحقيق بشأن ما حصل.  

كذلك ندد عدد كبير من النواب بسلوك زميلهم. لكن النائب المحافظ مصطفى ميرسليم، اعتبر في تغريدة عبر "تويتر" أن الواقعة "مشكوك في أمرها"، ملمحاً إلى أنها مصطنعة لتشويه مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الذي يسيطر عليه المحافظون، إذ دعا "هيئة الرقابة على سلوك النواب إلى ضرورة التحقق مما حدث لعل يريد أشخاص من ورائه النيل من المجلس". 

غير أن النائب عنابستاني أمام الضجة التي أثارها سلوكه، نفى صحة أقوال الشرطي، متهماً إياه بإهانته، وقال إنه سيصدر لاحقاً بياناً يشرح الواقعة. والبيان الذي أصدره اليوم الاثنين نفى ضرب الجندي صفعة، وقال إنه استخدم كلمات سوقية بحقه وسائقه، إلا أن الشرطة الإيرانية أكدت توجيه النائب صفعة أحد جنودها، ناشرة الفيلم الذي سجلته كاميرات المرور حول الحادث. 

ولقي تصرف الجندي في منع عبور سيارة النائب والشجاعة التي أبداها في تنفيذ القانون، إعجاباً كبيراً على الشبكات ووسائل الإعلام الإيرانية من مختلف التوجهات السياسية، وسط تساؤلات عن ممارسة هذه التصرفات من قبل شخص مشرّع يجب أن يكون مدافعاً عن القانون، لكنه يهاجم منفذ القانون بهذه الطريقة لأنه منعه من انتهاكه.  

ومن خلال انتشار وسم #سيلي_به_سرباز (صفعة الجندي)، دافع مغردون إيرانيون عن الجندي، وسط دعوات لمحاكمة النائب واستقالته. 

واستذكر مستخدمون، منهم إصلاحيون، مواقف النائب المحافظ عنابستاني السياسية ضد الحكومة ولقاحات كورونا الأجنبية التي حظر استيراد بعضها إلى داخل إيران، معتبرا أنها "مسرطنة" و"تتسبب بالعقم"، فضلاً عن أن آخرين أكدوا أن هذا الجندي الشرطي هو الممثل الحقيقي للشعب، وليس البرلماني الذي بدا منه هذا السلوك المنتهك للقانون.  

وقال المغرد علي إنه بعد سماع نبأ صفعة النائب عنابستاني للجندي الشرطي، شكك في صحة الحادث، لكنه بعد الاطلاع على نفيه هذا الفعل تأكد أن فعل ذلك.

ونقل نادي "المراسلين الشباب" التابع للتلفزيون الإيراني عن والدة الجندي الإيراني، وهي تعيش في شمال إيران، قولها إنها "فخورة بابنها الذي منع انتهاك القانون وتلقى صفعة في هذا السبيل من نائب"، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها لم تقدر على النوم ليلة سماعها نبأ الحادث بسبب الحزن الذي انتابها لضرب ابنها.  

وقالت إن "ابني يعلم أنني ووالده سنحزن كثيراً إذا علمنا بأنه تعرض لضرب. لذلك لم يخبرنا عن ذلك"، مشيرة إلى أنها علمت بالموضوع عبر أحد الأقارب. 

وسبق أن صدر سلوك عنفي مماثل لنواب آخرين خلال السنوات الماضية، أثار ضجة، لكنها لم تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه الضجة الأخيرة. فقبل نحو عامين أيضاً، أساء النائب باسط درازهي لفظياً مع موظف بالجمارك، فضلاً عن ضرب النائب نادر قاضي بور قبل أربعة أعوام مراسل صحيفة إيران.  

كذلك ضرب محقق في محكمة بشمال إيران جندياً قبل نحو شهر، لعدم معرفته بسبب وضعه الكمامة ومطالبته بإظهار البطاقة لدى محاولته الدخول إلى المحكمة، لكن الهيئة العامة للقوات المسلحة اشتكت لدى السلطة القضائية، وانتهى الحادث باعتذار المحقق من الجندي.  

المساهمون