رحيل الروائي السوداني إبراهيم إسحق

رحيل الروائي السوداني إبراهيم إسحق

25 يناير 2021
(إبراهيم إسحق، 1946 - 2021)
+ الخط -

بدأ الروائي والقاصّ السوداني إبراهيم إسحق (1946 – 2021) الذي رحل أول أمس السبت في الولايات المتحدة بعد صراع مع المرض، الكتابة في عقد الستينيات الذي شهد نقلة نوعية في الرواية السودانية، على يد الطيب صالح، إلى جانب السر حسن فضل وأمين محمد زين ومحمد مختار محمد وآخرين.

واستطاع الراحل التخلّص من النزعة الرومانسية التي كانت مهيمنة آنذاك على المشهد السردي في بلاده، وسار في خط موازٍ مع صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال"، منذ أن أصدر روايته الأولى "حدث في القرية" عام 1969، وعكَس من خلالها الواقع بما يحتويه من مرارات وانكسارات وأحلام وأحداث جسام تترك أثرها على الريف السوداني، واستخدم فيها العديد من المفردات والتراكيب التي استعارها من اللهجة المحكية.

وُلد إسحاق في قرية ودعة شرق دارفور، وتلقى تعليمه الأساسي في مدينتي الفاشر وأم درمان، ثم انتقل إلى العاصمة حيث تخرّج من "معهد المعلمين العالي" (الذي تحوّل إلى كلية التربية التابعة لجامعة الخرطوم) سنة 1969، ودرس في "معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية" في جامعة الخرطوم أيضاً.

تخلّص الراحل من النزعة الرومانسية التي كانت مهيمنة آنذاك على المشهد السردي في السودان

بدأ إبراهيم إسحاق حياته بكتابة الشعر، ومنه توجّه إلى الرواية والقصة القصيرة، وكتب الكثير من المقالات في الجرائد والمجلات السودانية والعربية، وأصدر روايته الثانية "أعمال الليل والبلدة)" عام 1971، وفيها قدّم صورة عميقة عن طبيعة الصراع الاجتماعي والحياة في غرب السودان، ولاقت استحساناً نقدياً وانتشاراً في الأوساط الأدبية.

تضمّنت أعماله نبوءات بتلك الكوارث التي ستحلّ في مسقط رأسه بدارفور، من خلال رؤية وسرد يستندان إلى الواقع الذي لم تتراءَ أزماته للجميع وتنكشف قبل حصولها، وتوالت إصداراته الروائية التي اشتملت على جانب واسع من التجريب، خاصة في ما يتعلق بالمزاوجة بين الفصيحة والدارجة التي استحق عليها العديد من تهم التخريب، وأسهم ذلك في تهميشه في الصحافة الثقافية ببلاده.

كتب العديد من المقالات والدراسات، بالإضافة إلى اشتغاله في الأدب، ومنها "نكات السخرية بين المجموعات السكانية"، و"كيوبيد السفاح، مقارنات في ظاهرة القتل العشقي"، و"الرواية السودانية: ناضجة ومجهولة"، و"تحقيق خطاب السلطان محمد الفضل إلى محمد علي باشا"، و"الرواية الشفهية بين مناهج التراثيين الشفهيين والمؤرخين التقليديين"، و"السيرة الهلالية بين التاريخ والأسطورة"، و"مدونات التراث الشعبي: ملاحظات في الأنسنة والتوحش"، و"مواقف من الاستشراق الأفريقاني"، و"التوراة واليهود في فكر ابن حزم"، و"ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز في القرن الرابع عشر".

وأصدر في الرواية: "أخبارُ البنت مياكايا" (1980)، و"وبال في كليمندو" (1999)، و"فضيحةُ آل نورين" (2004)، كذلك نشر مجموعتين قصصيتين، هما: "ناس من كافا" (2006)، و"عرضحالات كباشية" (2011).

المساهمون