هل يسعى بومبيو إلى تنصيب نفسه خليفة لترامب؟

هل يسعى بومبيو إلى تنصيب نفسه خليفة لترامب؟

19 يناير 2021
يمكن أن تلعب علاقة بومبيو المتوترة بوسائل الإعلام دوراً جيداً إذا قرر الترشّح (Getty)
+ الخط -

في الأيام الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب، بقي مايك بومبيو مخلصاً بثبات، حتى عندما نأى الآخرون بأنفسهم أو استقالوا احتجاجاً. بل إن وزير الخارجية ضاعف من دفاعه عن ترامب، منتقداً أولئك الذين انشقوا عن الصفوف وتخلوا عن الرئيس.

مستقبل مرتبط بترامب

ترى شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية أن تحالف بومبيو الوثيق مع ترامب جعل منه خلال فترة ولايته، أكبر دبلوماسي أميركي. ويعتقد كل من مؤيديه ومنتقديه أن بومبيو عمل على وضع نفسه في مركز الخلافة السياسية، سواء ظل ترامب ملكاً أو أصبح صانع الملوك.

وكوزير للخارجية، تبنى بومبيو شكوك ترامب تجاه الحلفاء الأوروبيين والمنظمات الدولية، مستخدماً لهجة حادة رددت أصداء الرئيس. لقد تجاهل قاعدة غير مكتوبة بحسب "إن بي سي نيوز"، حيث كان من المفترض أن يتجنب وزراء الخارجية الخلافات الحزبية، ولم يتردد أبداً في شن الهجوم على الإدارة السابقة أو الديمقراطيين في الكونغرس.

وقد وصف مؤخراً دعم الرئيس باراك أوباما لمعاهدة الحد من التسلح التاريخية، بأنه "غبي"، وهو الدعم الذي أيدته كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية.

لقد حقق بومبيو ما استطاع القليلون تحقيقه داخل الإدارة؛ خطاً مباشراً مع الرئيس على مدى أربع سنوات. انتهى الأمر بسلفه، ريكس تيلرسون، إلى جانب أعضاء آخرين في الحكومة وكبار المسؤولين، بالتصادم مع الرئيس، مما أثار غضب ترامب، وقام بإقالتهم عبر "تويتر" غالباً. لكن بومبيو نجا دون خلافات كبيرة مع ترامب. ونتيجة لذلك، اعتقدت الحكومات الأجنبية أن بومبيو لديه "أذن الرئيس".

يقول المعجبون ببومبيو، وحتى بعض منتقديه داخل السلك الدبلوماسي، إنه قاد الرئيس في اتجاه أكثر إيجابية. حيث يرى مايكل ستيل، الرئيس السابق للحزب الجمهوري والمنتقد الصريح لترامب، إنه بدون بومبيو كان يمكن أن يتسبب ترامب في مزيد من الضرر لمصالح أميركا في العالم. ويضيف لـ "إن بي سي نيوز": "إذا نظرت إلى النتائج مقابل ما كان يمكن أن تكون عليه؛ فأنا سعيد نوعاً ما، لأن مايك بومبيو كان هناك. أعتقد أن الناس يتجاهلون ذلك".

تمهيد الطريق لانتخابات عام 2024

مع اقتراب فترة ولاية ترامب من نهايتها؛ تحاول معظم الشخصيات البارزة في إدارته عدم لفت الأنظار، لكن ذلك لا ينطبق على بومبيو. فقد أصدر سلسلة من القرارات السياسية والتغريدات، حيث صور نفسه على أنه وزير خارجية صنع التاريخ وخادم مخلص للرئيس.

قام بومبيو هذا الشهر بخرق سياسة استمر عليها الحزبان لعقود، ورفع القيود المفروضة على الاتصالات الحكومية مع تايوان، وتجاهل نداءات منظمات الإغاثة الإنسانية ووصف قوات الحوثيين في اليمن بـ"الإرهابيينوصنف كوبا دولة راعية للإرهاب، وأعلن دون تقديم دليل عن أن إيران أصبحت دولة "القاعدة الرئيسية" لتنظيم "القاعدة".

العقوبات سلاحاً مفضلاً

أصبحت العقوبات السلاح الدبلوماسي المفضل لدى بومبيو وإدارة ترامب، لكن العقوبات على فنزويلا فشلت في إسقاط نظام نيكولاس مادورو في كاراكاس. وساعدت العقوبات الدولية في دفع كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات، لكن المحادثات سرعان ما انهارت. واستمرت ترسانة بيونغ يانغ النووية والصاروخية في النمو منذ أن تولى ترامب منصبه.

يرى المعجبون ببومبيو، وحتى بعض منتقديه داخل السلك الدبلوماسي، أنه قاد الرئيس في اتجاه أكثر إيجابية

أما في ما يتعلق بإيران، وهي نقطة تركيز رئيسية لبومبيو، فتشير شبكة "إن بي سي نيوز" إلى أن موجة العقوبات تسببت في إلحاق أضرار اقتصادية خطيرة، لكن النظام لا يزال في السلطة، ولا يزال يحتفظ بوكلائه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهو الآن أقرب إلى تأمين سلاح نووي.

وحقق بومبيو وإدارة ترامب "اختراقاً دبلوماسياً حقيقياً في الشرق الأوسط" بحسب الشبكة، وذلك عندما قامت الإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول العربية الأخرى بتطبيع العلاقات مع إسرائيل لأول مرة. وبينما قاد جاريد كوشنر المبادرات؛ زعمت وزارة الخارجية أن حملة "الضغط الأقصى" على إيران ساعدت في تمهيد الطريق أمام الدول العربية للوصول إلى الاتفاقات.

طمس الخط الفاصل

طوال فترة توليه منصب وزير الخارجية، أثارت نشاطات بومبيو الداخلية، واجتماعاته مع مانحي الحزب الجمهوري والجمهور الإنجيلي، أسئلة حول ما إذا كان يستخدم منصبه للدفع بحياته السياسية.

كما أقام بومبيو عشاء فخماً في قاعة ماديسون الفخمة بوزارة الخارجية، وفقاً لما أوردته شبكة "إن بي سي نيوز"، حيث تمت دعوة مانحين جمهوريين، بالإضافة إلى مشرعين من الحزب الجمهوري وقضاة المحكمة العليا.

لقد أدى تصور أنه كان يطمس الخط الفاصل بين الأعمال الحكومية الشرعية والنشاط السياسي، إلى استفسارات من الكونغرس والمفتش العام بوزارة الخارجية.

أما في تعاملاته مع الصحافة، فقد بدا أن بومبيو يقلد ترامب، منتقداً وسائل الإعلام باعتبارها عصابة يسارية عازمة على تشويه صورة الرئيس. ووصف أسئلة المراسلين في المؤتمرات الصحافية بـ "الجنونية" و "السخيفة"، وفضّل إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام المعروفة بآرائها اليمينية.

وختمت "إن بي سي نيوز" بالقول إنه يمكن أن تلعب علاقة بومبيو المتوترة بوسائل الإعلام دوراً جيداً مع الناخبين الجمهوريين إذا قرر الترشح ليكون مرشّح الحزب الجمهوري في غضون أربع سنوات. في الوقت الحالي، رفض التحدث عما يعتزم فعله بعد انتهاء فترة وجوده في الخارجية، لكنه يشجع متابعيه على "تويتر" على البقاء على اطلاع.