الحرب تجبر المسنين في اليمن على العمل في مهن شاقة

الحرب تجبر المسنين في اليمن على العمل في مهن شاقة

صنعاء

العربي الجديد

العربي الجديد
01 ديسمبر 2020
+ الخط -

 

ستة أعوام من الحرب في اليمن، خلّفت العديد من الكوارث التي طاولت كافة فئات المجتمع، إلا أنّ المسنين كانوا الأكثر تضرراً من هذه الحرب، إذ هم فقدوا أعمالهم وتوقّفت رواتبهم، فوجدوا أنفسهم مجبرين على العمل في مهن شاقة، لا تقوى أجسادهم الضعيفة على تحمّلها، وذلك لإعالة أسرهم وتوفير أدنى متطلبات العيش في بلد أثقلت الحرب كاهله.

ومنذ الساعة الخامسة صباحاً، يقف الحاج علي الصلوي (75 عاماً)، في حرج العمّال، وسط العاصمة صنعاء، متحملاً البرد، وهو ينتظر فرصة عمل تعود عليه بالرزق.

 

الحرب تجبر المسنين على العمل- اليمن (العربي الجديد)

يقول الحاج علي لـ "العربي الجديد": "تسبّبت الحرب بإغلاق الشركة التي كنت أعمل فيها لسنوات، ولم أحصل على أيّة مستحقات، في الوقت الذي كانت تُخصم فيه نسبة من أجورنا أثناء عملنا، كي نحصل على التقاعد. لكن الحرب غيّرت كلّ شيء".  ويضيف الصلوي: "كنّا قبل الحرب نعمل وفي ستر، لكن اليوم، أحياناً نحصل على عمل وفي أحيان أخرى، ينقضي الشهر من دون أن أعمل يوماً واحداً. إذ إنّ أرباب العمل يطلبون الشباب للعمل بما أنّه لديهم طاقة أكثر منّا".

صحة
التحديثات الحية

وفي السياق ذاته، يتحدّث، محمد عارف (65 عاماً)، لـ "العربي الجديد" قائلاً: "بعد أن قصفت الطائرات بيوتنا في الملاحيظ بحرض، نزحنا إلى صنعاء ولم نحصل على عمل نعتاش منه، حيث بقينا نفترش الشارع لثلاثة أيام. اضطُررت للعمل في إصلاح الطريق وردم الحفر بالتراب أمام السيارات، وكل يعطي ما يستطيع (50 أو 100 ريال)".

ويضيف عارف: "أعمل من السابعة صباحاً وحتى السادسة مساءً، في البرد والريح. أوقفوا الحرب كي نعود إلى منازلنا المدمّرة ونعتاش من مزارعنا".
من جهته يقول، عبد الحميد السامعي الحرب، لـ" العربي الجديد": "أعمل في مهنة البناء منذ 15 عاماً، وبعدما تقدّم بي العمر، أصبح العمل شاقاً وبالكاد أعمل. فالعمل بالحجارة مرهق". يتمنى السامعي لو أنه باستطاعته تغيير واقعه بمشروع صغير، لكنه لا يمتلك المال الذي يمكّنه من فتح مشروعه الصغير في بيع وشراء المواد الغذائية في قريته التي يزورها، مرة واحدة في العام. إذ هو يعيش الغربة داخل الوطن، حاله حال المئات من اليمنيين المضطرين للعمل بعيداً عن أسرهم.
ويعلّق المهندس، محمد القاضي، وهو خبير اجتماعي لـ "العربي الجديد" قائلاً إنّ "الحرب فاقمت ظاهرة لجوء كبار السن إلى العمل بمهن شاقة، وذلك يعود إلى الظروف الاقتصادية وفقدان الكثير منهم لأعمالهم، في ظلّ عدم وجود دولة تتكفلهم. فالحرب أوقفت كلّ شيء، وبعضهم يعمل في ظروف صحية خطيرة نتيجة نقص التغذية، إضافة إلى الضغوط النفسية والإحباط والقهر، بسب توقّف مرتباتهم والعمل في مهن شاقة أوجدتها الحرب".

ذات صلة

الصورة
مقاتلون حوثيون قرب صنعاء، يناير الماضي (محمد حمود/Getty)

سياسة

بعد 9 سنوات من تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن، لم يتحقّق شيء من الأهداف التي وضعها هذا التحالف لتدخلّه، بل ذهب اليمن إلى حالة انهيار وانقسام.
الصورة
11 فبراير

سياسة

تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة تضمنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية.
الصورة
عيدروس الزبيدي (فرانس برس)

سياسة

أفادت قناة كان 11 العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، مساء الأحد، بأن الانفصاليين في جنوب اليمن أبدوا استعدادهم "للتعاون مع إسرائيل في وجه تهديد الحوثيين".
الصورة

سياسة

خرج آلاف اليمنيين يوم الجمعة في مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات نصرة للشعب الفلسطيني وتنديداً بالقصف والجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان قطاع غزة المحاصر.

المساهمون