قطاع الموسيقى في بريطانيا يئن تحت وطأة الجائحة

قطاع الموسيقى في بريطانيا يئن تحت وطأة الجائحة

26 نوفمبر 2020
عاملون في قطاع الموسيقى ببريطانيا يحتجون على أوضاعهم خلال أغسطس (Getty)
+ الخط -

كان جدول أعمال المغنيين الكلاسيكيين مارك نايثان وشريكته كارولين هولت مليئاً حتى العام المقبل قبل تفشي وباء كوفيد-19 الذي أجبرهما على تعليق أو إلغاء العروض. ومنذ ذلك الحين، أصبح مستقبلهما معلقا مثل مستقبل العديد من الفنانين في المملكة المتحدة. تقول كارولين هولت "إنه أمر مروع وصعب جدا لأن لا يد لنا في ذلك!". 

هذا الثنائي من إبسوم، قرب لندن، ليس وحده الذي يعاني من القيود المفروضة لمكافحة الوباء الذي أودى بحياة ما يقرب من 54 ألف شخص في المملكة المتحدة، وهو أعلى عدد وفيات في أوروبا. إذ تقدر جمعية "يو كيه ميوزيك"، التي تمثل الفنانين وشركات التسجيل وقاعات الحفلات الموسيقية، أن الفنانين سيخسرون ما بين 65 إلى 80 في المئة من دخلهم هذا العام، ناهيك عن أولئك الذين انخفض دخلهم إلى الصفر منذ أول قرار إغلاق للبلاد في آذار/ مارس.

شهدت صناعة الموسيقى في المملكة المتحدة نمواً نسبته 11 في المئة عام 2019، وبالتالي ساهمت بمبلغ 5.8 مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد (الجنيه الإسترليني يساوي 1.34 دولار أميركي)، وفقا للتقرير السنوي الصادر عن المؤسسة. لكن القطاع عانى من "صدمة كارثية" في العام 2020.

وحتى بعد رفع تدابير الإغلاق في آذار/ مارس، بقيت العديد من قاعات الحفلات الموسيقية مغلقة. وتلك التي أعادت فتح أبوابها في حزيران/ يونيو، فعلت ذلك بقدرة استيعابية منخفضة إلى حد كبير، قبل أن تضطر إلى إعادة الإغلاق في تشرين الثاني/ نوفمبر. أما النتيجة فكانت تراجع عائدات هذه القاعات بنسبة 85 في المئة هذا العام مع تداعيات على كل من يعتاش منها. وقال جيمي نجوكو-غودوين، الرئيس التنفيذي لـ"يو كيه ميوزيك": "شعرت كل قطاعات الصناعة بتأثير" الوباء.

استطاعت الصناعة الصمود بفضل مساعدة مقدارها 250 مليون جنيه إسترليني من أصل 1.57 مليار جنيه إسترليني من صندوق الدعم الثقافي الذي أنشأته الحكومة. وتنتظر القاعات الموسيقية الآن لمعرفة متى يمكن إعادة فتح أبوابها بأمان آملة بأن يكون لديها الوقت الكافي للاستعداد.

بالنسبة إلى المواهب الشابة، فإن الفيروس مدمر. أثناء فترة الإغلاق، تمكن نايثان، وهو باريتون يبلغ من العمر 30 عاما، وهولت، وهي مغنية ميتسو سوبرانو تبلغ من العمر 28 عاما، من الحصول على بعض العائدات من خلال تصوير مقاطع فيديو غنائية للاحتفال بأعياد الميلاد على سبيل المثال. وفي هذه المقاطع، أدّيا خليطا من الأغاني المتفائلة على وقع ألحان لسيناترا وموتسارت وإلفيس بريسلي وتشايكوفسكي وبوتشيني وجوني كاش. ورغم أن نسبة العائدات كانت أقل بكثير مما كان يجنيها الثنائي خلال الحفلات المباشرة على المسرح، فإن نايثان يشعر بـ"امتياز" لأنه تمكن من الاستمرار في الغناء.

يشعر مدير جمعية الأوركسترا البريطانية مارك بيمبرتون بالقلق على مستقبل الفنانين الشباب، خصوصاً أن حوالى ثلث الموسيقيين المستقلين، وفقا لجمعيته، لم يكونوا مؤهلين لبرنامج الدعم الحكومي للعاملين لحسابهم الخاص الذي تم إنشاؤه أثناء تفشي الوباء. في كثير من الحالات، كانوا في بداية مسيرتهم المهنية ولم يتمكنوا من إثبات حصولهم على أي دخل سابق. وإذا لم يحصلوا على أي مساعدة فإنهم "سيستسلمون".

ويعبّر بيمبرتون عن قلقه من أن فرق الأوركسترا لن تستطيع الصمود إذا اضطرت للعزف أمام جمهور صغير، وهو ما تتطلبه الإجراءات الصحية خلال فترة عيد الميلاد التي عادة ما تكون مربحة جدا. ويوضح "الحفلة الموسيقية لا تكون مربحة مع 25 في المئة فقط من نسبة الجمهور. إذا استمر هذا إلى ما بعد آذار/ مارس، ستصبح الاستدامة المالية مشكلة كبيرة".

(فرانس برس)

المساهمون