"لمحة من الطبيعة": عشر تجارب

"لمحة من الطبيعة": عشر تجارب

26 نوفمبر 2020
(من المعرض)
+ الخط -

شكّلت الطبيعة الموضوع الأساسي لفن الرسم بعد أن هيمنت الموضوعات الدينية على الفن في أوروبا لعدّة قرون، ومع بدايات عصر النهضة بدأ الفنانون برسم الزهور والنباتات بشكل أكبر ضمن توّجه إلى ثيمات أكثر إنسانية وأقرب إلى الحياة اليومية.

ورغم تطوّر الفنون وظهور العديد من المدارس الحديثة وصولاً إلى استخدام التكنولوجيا اليوم، فإن المناظر الطبيعية والمفردات المستوحاة من البيئة المحيطّة، لا تزال عنصراً مهماً في العمل الفني، خاصة مع التغيّر الدائم في النظر إليها فلسفياً وجمالياً.

حتى الخامس من الشهر المقبل، يتواصل في "مطافئ: مقرّ الفنانين" بالدوحة معرض "لمحة من الطبيعة" الذي افتتح بداية الشهر الماضي، بمشاركة عشرة فنانين هم: مي المناعي، وعائشة المهندي، وفاطمة النعيمي، ونجلا آل ثاني، وأمينة اليوسف من قطر، ونوربانو حجازي من السعودية، ومريم رفاعي من ألمانيا، ومايكل بيروني من الولايات المتحدة، وغيوم روسيريه من بريطانيا، وتيتيكا ستامولي من اليونان.

الصورة
(عمل للفنان غيوم روسيري)
(عمل للفنان غيوم روسيري)

المعرض الذي تنظّمه كلّ من سعيدة الخليفي، وآمال زياد علي، ومها السبيعي، يضمّ مجموعة متنوعة من الممارسات والعمليات التي تقدمها مجموعة من فناني برنامج الإقامة الفنية في "مطافئ" منذ عام 2015، والذين يعرضون نتاجات إقامتهم الممتدّة ستّة أشهر. 

يشير بيان المعرض إلى أنه يستكشف "الإمكانيات اللامحدودة للطبيعة كونها سفينة ووسيلة للإبداع. فالطبيعة كانت ولا زالت مصدرًا للإلهام وكذلك مصدرًا للخامات الفنية. الطبيعة نفسها، واللحظات التي نقضيها فيها، سريعة الزوال، ولكن يمكن تخليدها من خلال الرؤية الفنية".

ويضيف: "لا تقتصر الطبيعة على تصورنا المسبق لها، حيث يمكن إعادة تصورها بشكل فني من خلال التقنيات التقليدية والرقمية. عند التفكير في الطبيعة، فإنه من الصعب نسيان كيفية تأثر الأماكن الطبيعية بالبشر. تمامًا مثل حياة الإنسان، يمكن للبيئة أن تتغير وتتبدل وتتحول".

الصورة
(عمل للفنانة عائشة المهندي)
(عمل للفنانة عائشة المهندي)

تتفاوت أساليب المشاركين في تقديم الطبيعة بين التقليد والمراقبة وإعادة التدوير، وبين تقديم طبيعة رقمية، حيث تجمع الفنانة المناعي بين الرسومات التقليدية والرقمية وصناعة ألوان مائية يدوية، بينما تركّز المصوّرة ومخرجة الأفلام المهندي على التجارب الثقافية والطبيعة والناس.

وترصد الفنانة البصرية النعيمي معاني الأشكال من خلال اللوحات والتركيبات الفنية، في حين تتنوّع أعمال المصمّمة والباحثة آل ثاني لتشمل تصميم الأزياء والتكنولوجيا والتصميم الحيوي وطباعة الأقمشة ثلاثية الأبعاد والأزياء الخاصة بالمعارض وفنون الأداء.

كما تقدّم الرسامة اليوسف لوحات أتت نتيحة دراسة مستمرة لخلق التواصل مع الطبيعة وفهم عزلة المجتمع الحديث عنها، وتسعى الفنانة حجازي إلى استكشاف الظروف الإنسانية من خلال أفكار سريالية وأسطورية، أما الفنان بيرون فيقترب من محاكاة الطبيعة في أعماله.

وحاول المصمّمة رفاعي خلق عوالم بديلة في الواقع الافتراضي ليتعرف المشاهد من خلالها على تجربة تغاير المألوف والسائد، ويستكشف الفنان الصوتي روسيري تأثير الصوت على مشاعر الناس ضمن البيئة التي يعيشون فيها، وتذهب الفنانة البصرية وصانعة الأفلام ستامولي إلى المزج بين الرسم والتركيب والأداء لاستكشاف القضايا الاجتماعية والسياسية والبيئية التي تؤثر على حياتنا المعاصرة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون