مساعٍ عراقية للسيطرة على المنافذ الحدودية غير الرسمية

مساعٍ عراقية للسيطرة على المنافذ الحدودية غير الرسمية

09 نوفمبر 2020
بعض المنافذ خارج سيطرة الدولة(فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من مرور نحو 5 أشهر على انطلاق الحملة الأمنية للسيطرة على المنافذ الحدودية العراقية التي يخضع بعضها لسيطرة فصائل مسلحة وجهات خارج إطار الدولة، إلا أن هذه الحملة لم تحقق نتائج تذكر، إذ لا يزال الحديث عن وجود منافذ حدودية غير رسمية قائماً، ما دفع الحكومة للحديث مجدداً عن ضرورة إغلاق هذا النوع من المنافذ، بالتزامن مع مطالبات نواب للحكومة بوضع يدها على جميع المنافذ الحدودية. 

وشدّد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال لقائه رئيس هيئة المنافذ الحدودية عمر الوائلي، أمس الأحد، على ضرورة إغلاق المنافذ غير الرسمية، مؤكداً أهمية التنسيق بين الجهات العاملة في المنافذ الحدودية من أجل مكافحة التهريب والتزوير والهدر بالمال العام. 

ونقل بيان لهيئة المنافذ الحدودية عن الوائلي تأكيده خلال اللقاء ضرورة تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء بفرض هيبة الدولة في جميع المنافذ، مبيناً أن الدور الرقابي والتدقيقي للهيئة نتج عنه ضبط عدد من المخالفات.

ودعا عضو مجلس النواب، جمال فاخر، الحكومة إلى وضع يدها على جميع المنافذ الحدودية غير الرسمية، وخصوصاً تلك الواقعة في إقليم كردستان، مشيراً في إيجاز صحافي إلى وجود نحو 20 منفذاً غير رسمي في الإقليم.

ولفت إلى صعوبة السيطرة على المنافذ الحدودية غير الرسمية، مبيناً أنها تمثل مناطق لتهريب العملة الصعبة. 

في المقابل، أكد عضو في البرلمان العراقي أن الخروقات لا تحدث في المنافذ الحدودية غير الرسمية وحدها، مشيراً في حديث، لـ"العربي الجديد"، إلى وجود خروقات أخرى تحدث في المنافذ الرسمية التي لا يزال بعضها يخضع لسيطرة فصائل مسلحة، وعصابات التي تعمل خارج إطار الدولة.

وبيّن أن الحملة الأمنية التي أطلقتها الحكومة قبل 5 أشهر لم تحقق نتائجها المرجوة في ظل وجود جهات تتحكم بعدد من المنافذ، موضحاً أن ضبط أمن المنافذ سيوفر للدولة عائدات مالية مهمة يمكن أن تساهم بشكل مباشر في التخفيف من الأزمة المالية التي يعاني منها العراق. 

واعتبر عضو البرلمان السابق، خالد الأسدي، أن حكومة الكاظمي لم تتمكن بالوفاء بأي من التزاماتها، مبيناً خلال مقابلة متلفزة أن رئيس الوزراء أطلق كثيراً من الوعود، وخلق أملاً واسعاً لدى الناس، إلا أنه لم يتمكن من الإيفاء بوعوده.

وتابع أن "الكاظمي أطلق حملة السيطرة على المنافذ الحدودية، وحظي بدعم كبير من مختلف القوى السياسية والفعاليات الشعبية، إلا أنه لم يتمكن إلا من زيارة منفذين فقط، وعاد من دون أي نتائج يمكن أن يعرضها على  الرأي العام"، موضحاً أن هذا الأمر مثّل خيبة أمل لكثير من المتابعين لتحركات رئيس الوزراء.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أطلق الكاظمي حملة أمنية لفرض هيبة الدولة من خلال السيطرة على المنافذ الحدودية، ووجه الجيش بحماية 14 منفذاً برياً وبحرياً، وأصدر توجيهات بتخويل القوات الماسكة للمنافذ بجميع الصلاحيات، ومحاسبة أية جهة تتجاوز القانون.