موت المثقف في المنفى: دراسة سودانية

موت المثقف في المنفى: دراسة سودانية

05 نوفمبر 2020
إبراهيم الصلحي / السودان
+ الخط -

تحت عنوان "موت المثقف في المنفى: دراسة لحالة المثقف السوداني في فرنسا"، نشرت دار "جيل جديد" دراسة للباحث السوداني حمد جمال، والمقصود بالدراسة هنا المثقّف السوداني الذي دفعته ظروف الحياة لأن يصبح لاجئاً وتحديداً في فرنسا، والذي بحسب الكاتب "تتوافق الأدبيات على وصفه بالمأزقي كيانياً، وما يؤكده المشهد العام أيضاً، كما يتجلى للعامة والخاصة سواء بسواء. إذن لا بّد من الوعي بديناميات هذا المأزق الكياني والقوى الفاعلة فيه والمحركة له فيما وراء الموت والتشظي التي تصاحب المثقف السوداني في المنفى".

بحسب المؤلف "تندرج هذه الدراسة في محاولة خدمة المجتمع السوداني ذاته بذاته في قضايا البحوث والدراسات، على الرغم من محدودية القدرات والإمكانيات، على أن هذا لا يستثنينا من مسؤوليتنا والتزامنا الأخلاقي تجاه خدمة المجتمع، علماً بأنه لم يتشكل الحس بالوعي والمسئولية حتى الآن من قبل الباحثين والمثقفين السودانيين بأهمية البحوث والدراسات وذلك لأسباب".

الصورة
غلاف الكتاب

تقوم الدراسة بحسب الكاتب "على الملاحظة الميدانية، وعلى أخذ كمية مناسبة من الشهادات من أشخاص مثقفين متعددي المشارب والمستويات الفكرية والمهنية حول قضايا المنفى والوجود". 

يقول المؤلف "إن ما يدفعنا أيضاً إلى الخوض في هذه المغامرة لفهم طبيعة المثقف في المنفى هو تاريخه الفكري والنضالي، إذ أن تاريخ المثقفين هو تاريخ فكري بامتياز، وتاريخ سياسي نضالي كذلك، كما أن المثقفين لعبوا أدواراً هامة في حركة التاريخ الإنساني، من خلال انخراطهم في الأنشطة الثقافية والسياسية". 

يشرح المؤلف "إن الوجود في أوروبا وخاصةً في فرنسا يفرض عليك إعادة صياغة كل الأسئلة الوجودية من اللحظة التي يصل عندها الفرد، وبمجرد الخوض في إعادة صياغة الأسئلة ستكتشف بأنك لست ذاك الشخص الذي كنت تعرفه، بمعنى أنك ستكتشف شخصاً جديد وبهويةً جديدة، هذه الهوية الجديدة ليست بالضرورة أن تكون متناسقة ومتطابقة مع الهوية القديمة، بل أحياناً تكون مختلفةً كلياً لدرجة أنك قد لا تجد رابطاً واحداً يجمع بينهما".

يدرس الباحث أبرز العوامل والأسباب التي أدّت إلى موت المثقف في المنفى، والتي توضح حالة الموت الجماعي الذي يشهده المثقفون في المنفى، فالكثير من المثقفين لهذه الأسباب أو لغيرها أُصيبوا بحالة من الكسل والخمول سواء للإحساس بالفشل الناتج من فشل المشاريع الثورية التحررية، إضافة إلى الشعور بالفشل في الاندماج في المجتمع المضيف، وهنالك الكثير من النقاط، كالعنصرية والخسائر النفسية المتكررة، والتهميش والاستبعاد القسري من المشاركة الاجتماعية والثقافية والفكرية". 

موقف
التحديثات الحية

المساهمون