المدرب النفطي ينثر سحره في إسبانيا ويتربع على عرش المدربين

المدرب النفطي ينثر سحره في إسبانيا ويتربع على عرش المدربين في أسبوعين

02 نوفمبر 2020
مهدي النفطي يُقدم عروضاً قويةً (تويتر)
+ الخط -

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع تلك البداية الرائعة والتاريخية للمدرب التونسي الشاب مهدي النفطي (41 سنة) في دوري الدرجة الثانية الإسباني لكرة القدم، وذلك بعد أن حقق نتائج مبهرة مع فريقه ديبورتيفو لوغو.
وصنعت الصدفة قصة النفطي في الملاعب الإسبانية، ولم تكن وقائعها تخطر في ذهنه عند بداية الموسم، فنجم تونس السابق اختار في البداية التوجه نحو موطنه الأصلي علّه يحصد الألقاب التي تنقص مسيرته التدريبية الفتيٌة، بعد تجارب خاطفة مع فرق إسبانية هاوية.
وفي الثامن من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أعلن نادي النجم الساحلي التونسي تعاقده مع مهدي النفطي للإشراف على العارضة الفنية للفريق، وذلك بعد اعتذار الفرنسي العجوز، روجي لومار، عن تدريب النجم في آخر لحظة.
ويحكى في أوساط النجم الساحلي أن لومار نصح إدارة النادي بضم النفطي بدلاً منه، وهو الذي دربه في منتخب تونس سابقاً، لكن المدرب الشاب خدع الجميع واختار فسخ عقده مع الفريق بعد تلقيه عرضاً تدريبياً من ديبورتيفو لوغو الإسباني.
ونزل الخبر كالصاعقة على جماهير النجم الساحلي، التي هاجمت مهدي بقوة وأطلقت عليه لقب "الهارب" واتهمته بالتكبر على الفريق العريق، بعد أن غادر النادي في سرعة البرق دون أن يقود له تدريباً واحداً، وسط ذهول الجماهير ومحللي البرامج التلفزيونية في تونس.
ولم يكترث مهدي النفطي لحملة النقد هذه، وكان واثقاً في قراره وأدى الشرط التسريحي بقيمة 30 ألف يورو، لشراء عقده من النجم الساحلي، والانتقال بصفة رسمية إلى ديبورتيفو لوغو الإسباني.
وفور فسخ عقده مع النجم، صرح النفطي لوسائل الإعلام التونسية، قائلاً: "أعتذر من الجميع، لقد تلقيت عرضاً لا يُرَدّ من إسبانيا، وأنا أدرك جيداً ما أفعل ولست نادماً، درست جيداً اختياري، وأنا جاهز للتحدي".
وفي اليوم التالي، قاد المدير الفني التونسي التدريب الأول لفريقه الجديد ديبورتيفو لوغو، استعداداً لمواجهة فريق ديبورتيفو كاستيلون بعد 3 أيام، وذلك في الأسبوع السادس من دوري الدرجة الثانية الإسباني.
واستهل النفطي مسيرته الرائعة مع لوغو بالفوز في 3 لقاءات توالياً، إذ هزم ديبورتيفو كاستيلون بهدف يتيم، وجيرونا بثلاثية نظيفة قبل أن يحقق انتصاراً مثيراً على فريق لوغرونيس بنتيجة (3 – 2).
ولم ينتصر لوغو في الأسبوع الثامن، إلا أنه خطف تعادلاً دراماتيكياً بنتيجة (1 – 1) من ميدان تينيريفي، وذلك في الثواني الأخيرة من المباراة، رغم أن الفريق تعرض لحالة طرد منذ الدقيقة التاسعة.
وعاد ديبورتيفو لوغو إلى الانتصارات، الأحد بإطاحته برايو فاليكانو بهدف لصفر، ومباشرة إثر نهاية المباراة نشرت الصفحة الرسمية للدوري الإسباني "ليغا" على موقع "فيسبوك" صورة للنفطي معلقة باللغة العربية: "التونسي مهدي النفطي أول مدرب عربي في الدوري الإسباني".
وبهذا الانتصار حقق لوغو قفزة كبيرة في الترتيب العام، ليحتل المركز الخامس بالشراكة مع رايو فاليكانو برصيد 16 نقطة، بعد أن كان الفريق يحتل المركز الـ20 برصيد ثلاث نقاط في خمس مباريات، أي قبل قدوم المدرب التونسي.
وقبل التعاقد مع النفطي، اكتفى الفريق بانتصار وحيد خلال 5 مباريات سجل فيها 3 أهداف فقط، وقبل دفاعه 8، لكن هذه الأرقام تحسنت كثيراً خلال الخمس مباريات الأخيرة، ونجح لوغو في تسجيل 9 أهداف وتلقى 3 فقط.

ونتيجة لهذا التألق اللافت، حصل التونسي النفطي على لقب أفضل مدرب في دوري الدرجة الثانية الإسباني لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر في استفتاء الجماهير الذي نظمه موقع "غول دي بلاتا" الإسباني، متفوقاً على مدرب جيرونا، فرانسيسكو رودريغاز وممرن كاراتنيا بورخا خيمينز.
ويتأهب لوغو لمواجهة مضيفه متصدر الترتيب برصيد 20 نقطة، النادي العملاق إسبانيول برشلونة، السبت في الأسبوع الـ 11 من منافسات الدوري، في مباراة يسعى خلالها النفطي إلى تقليص فارق الـ 4 نقاط وإعلان فريقه كأحد المرشحين البارزين للصعود إلى الدوري الإسباني الممتاز.

المساهمون