تقديرات إسرائيلية: سلام بارد مع السودان ومسائل ستدفع لتطبيع السعودية

تقديرات إسرائيلية: سلام بارد مع السودان و3 مسائل ستدفع السعودية للتطبيع

31 أكتوبر 2020
مركز إسرائيلي: السودان أُجبر على التطبيع (الأناضول)
+ الخط -

تتوقع محافل إسرائيلية أن يكون "السلام" مع السودان "بارداً" بسبب الرفض الشعبي له، وبسبب الخلافات بشأنه داخل أروقة الحكم، فيما رصدت هذه المحافل ثلاث مسائل تترقبها السعودية، قبل أن تقدم على تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

وقال عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، إن السودان أُجبر على التطبيع مع إسرائيل، ولم يُقدم على هذه الخطوة إلا من أجل ضمان إخراجه من القائمة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب.

وأضاف يادلين، الذي يرأس حالياً مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، في برنامج صوتي نشره موقع المركز، أن إسرائيل عرضت على الخرطوم استغلال نفوذها لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإخراجها من دائرة الدول الداعمة للإرهاب مقابل التطبيع.

ولفت إلى أن مسألة التطبيع مع إسرائيل "ما زالت قضية خلافية داخل أروقة الحكم في الخرطوم، تحديداً بين القيادات العسكرية المتحمسة لهذا التطور والقوى المدنية المشاركة في الحكم".

وشدد على أنه بخلاف الواقع في الإمارات الذي يخضع فيه الشعب بشكل مطلق لتوجهات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، فإن الأمور في السودان مختلفة، وليس بوسع أحد احتواء المعارضة لاتفاق التطبيع.

ورأى يادلين أن يستعيد "السلام" مع السودان ذات طابع "السلام البارد" القائم حالياً بين إسرائيل وكل من مصر والأردن.

وأوضح أن قيمة الاتفاق مع السودان الأساسية تكمن في أن إعلانه دلّ على أن مسار التطبيع يكتسب قوة دفع، وأنه لم يعد محصوراً في الخليج، بل انتقل إلى أفريقيا.

وأشار رئيس "مركز أبحاث الأمن القومي" إلى أنه إذا جرى الحفاظ على التطبيع مع السودان، فإنه يمكن "على المدى الطويل" أن يساعد إسرائيل على تعميق تأثيرها في أفريقيا.

السعودية والتطبيع

في سياق موازٍ، وحول مستقبل التطبيع مع السعودية، رصد يادلين ثلاثة ظروف يجب توافرها قبل أن تقدم الرياض على هذه الخطوة، أبرزها نتائج الانتخابات الأميركية، مشيراً إلى أن فوز ترامب سيشجع الرياض على اتخاذ قرار بالتطبيع مع إسرائيل.

وحسب يادلين، فإن نظام الحكم السعودي يأخذ بالاعتبار أيضاً ردود الفعل الجماهيرية داخل السعودية والعالم العربي على اتفاقات التطبيع مع كل من الإمارات والبحرين، والسودان.

وشدد على أن المسألة الثالثة هي انتقال الحكم إلى وليّ العهد محمد بن سلمان تؤدي دوراً مهماً في توفير بيئة تسمح بالتطبيع، على اعتبار أن الملك سلمان يُبدي حتى الآن تمسكاً بالمبادرة العربية التي تشترط حلّ القضية الفلسطينية قبل التطبيع مع إسرائيل.

إلى ذلك، اتهم رجل استخبارات إسرائيلي سابق صحيفة سعودية بفبركة أخبار، بهدف مساعدة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الصعيد الداخلي.

وقال شموئيل مئير، الذي عمل محللا في لواء الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" إن صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية نشرت خبرا مفاده أن الولايات المتحدة وافقت على تزويد إسرائيل بطائرات "أف 22" المتطورة لتعويض إسرائيل بعد الموافقة على بيع الإمارات طائرات "إف 35"، مشيرا إلى أن الصحيفة السعودية استندت إلى "مصادر إسرائيلية" في تسويغ نشر الخبر؛ في حين أن أية وسيلة إعلام إسرائيلية لم تنشر الخبر.

وعد مئير ما نشرته "الشرق الأوسط" في تغريدتين نشرها صباح اليوم السبت على حسابه على "تويتر" أنه يأتي في إطار "الحملة التي يقوم بها نتنياهو للتغطية على أكاذيبه بشأن صفقة الـ إف 35" مع الإمارات. ولفت إلى أن صناع القرار في تل أبيب دأبوا على توظيف صحف أخرى في الخليج للترويج لرسائل الدعاية الخاصة بهم من خلال تسريب أخبار محددة.