برامج المنوعات الفنية تتراجع في ظل أزمة المحطات العربية

برامج المنوعات الفنية تتراجع في ظل أزمة المحطات العربية

31 أكتوبر 2020
لا معلومات حتّى الآن حول عرض مواسم جديدة من برنامج "ذا فويس سينيور" (فيسبوك)
+ الخط -

هل استنفدت برامج المنوعات الفنية أفكارها؟ سؤالٌ يُطرَح هذه الفترة ضمن المحطات العربية الفضائية المحاصرة بين سلاح المنصات الإلكترونية وقلة الميزانيات المالية المخصصة لهذا النوع من البرامج.

في لبنان، الوضع ربما لا يختلف عن الدول العربية الأخرى. بعض البرامج ذات التكلفة البسيطة ستعرَض خلال فصلي الخريف والشتاء، بعدما توقف إنتاج برامج ذات الميزانيات الضخمة. وربما تستعيد بعض الشاشات اللبنانية تقليد "التوأمة" مع الفضائيات العربية، وذلك لعرض بعض الإنتاجات الخاصَّة ببرامج المنوعات.

شهدت بداية القرن الحالي ثورة قوية في إنتاج وعرض برامج المنوعات والترفيه، خصوصاً تلك المستوردة من الغرب، وبلغت ذروة نجاحها منتصف العقد الحالي بعد أن غزت المحطات الفضائية، وحققت أرباحًا ونسبة متابعة عالية جداً.

نستطيع القول إنَّ الأفكار الخاصة ببرامج المنوعات باتت مُقتصرة على بعض المحطات المحلية العربيَّة فقط. وهذا ما سمَحَ، قبل أسابيع، بعرض برنامج "ذا فويس سينيور" الذي يهتم بمواهب من هم فوق الستين عامًا. ويبدو أنَّ المحطة التي تبنَّت البرنامج في موسم أول لم تكن تتوقع أن يحقق نسبة متابعة عالية، وما أثاره من جدل واسع، خصوصاً أن بعض المشاركين يعرفون بحرفيَّتهم ومهنيتهم العالية في الغناء. لكن القدر لم يبتسم لهم في زمن السبعينيات، ليعودوا اليوم ويقفوا كمتبارين أمام لجنة مدربين، قد تقل عنهم موهبة في كثيرٍ من الحالات.

بعيداً عن مضمون "ذا فويس" والجدل المُثار حوله، مددت المحطة البرنامج الذي كان لأربع حلقات فقط إلى سبع، وذلك لكسب مزيد من المتابعة.

والواقع أن برامج المنوعات الفنية تعيش اليوم في مأزق حقيقي بسبب قلة الميزانيات المصروفة للمحطات الفضائية، وبالتالي لا يمكن استغلال هذه البرامج اليوم لعرضها على المنصّات الإلكترونية، كما هو الحال بالنسبة للمسلسلات والمنصات الخاصة بالصناعة الدرامية التي تحولت إلى مصدر مالي أساسي بالنسبة للمحطات نفسها، وخُصصَت لها ميزانيات مُستقلة للإنتاج والعرض.

ولم يكن برنامج "قعدة رجالة" الذي بدأ قبل خمسة أسابيع أفضل حالاً، اذ أعلنت شبكة OSN عن توقف البرنامج، واكتفت بستّ حلقات فقط صورت في بيروت، بتكلفة مالية مرتفعة. لكن البرنامج لم يحقق نسبة مشاهدة متوقعة، وخلا من أي محتوى بإمكانه إضافة معلومة ولو حتى من باب التسلية بين المحاورين الثلاثة، خالد سليم وقيس الشيخ نجيب ونيكولا معوض.

ويبدو أنَّ الحل كان بإيقافه. في حين أن معلومات تقول إنَّ في ذمة الشبكة ست حلقات أخرى مع شركة الإنتاج التي قدمت ونفذت فكرة "قعدة رجالة"، لكن من دون إعطاء تاريخ محدد لعودة التصوير.

الواضح أنّه لا إنتاجات لبرامج منوعات هذا الشتاء، في ظل أزمات متلاحقة تسيطر على الوضع العام عمومًا، من اجتياح الموجة الثانية من فيروس كورونا للعالم، وثقل الأوضاع الأمنية والسياسية في العالم العربي، خصوصاً في لبنان، وتوقّف تمويل دول خليجية كانت تؤمن ميزانيات مرتفعة لهذه الإنتاجات.

المساهمون