ترامب يشكك في عد الأصوات المتأخرة وبايدن يدعو للوحدة

ترامب يشكك في عد الأصوات المتأخرة وبايدن يدعو للوحدة

28 أكتوبر 2020
تجاوز التصويت المبكر، سواء بالبريد أو بالحضور الشخصي 70 مليوناً يوم الثلاثاء (Getty)
+ الخط -

شكّك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نزاهة الانتخابات الأميركية مرة أخرى يوم الثلاثاء، قائلاً إنه سيكون "من غير المناسب" استغراق وقت إضافي لفرز عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع بالبريد في سباقه أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وفي حين شكك ترامب، الذي يتأخر في استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني، في التصويت عبر البريد، قدم بايدن رسالة من أجل الوحدة في تجمعين انتخابيين بولاية جورجيا، في سعيه لغزو منطقة مؤيدة تقليدياً للجمهوريين، وذلك قبل أسبوع من الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتجاوز التصويت المبكر، سواء بالبريد أو بالحضور الشخصي 70 مليوناً يوم الثلاثاء، أي أكثر من نصف إجمالي الإقبال في انتخابات 2016، وفقاً لمشروع الانتخابات الأميركية بجامعة فلوريدا. ويسارع الأميركيون إلى الإدلاء بأصواتهم بأرقام قياسية، في الوقت الذي يتطلعون فيه لتجنب التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا.

يقول الخبراء إن الحجم الضخم من بطاقات الاقتراع بالبريد، قد يستغرق أياماً أو أسابيع حتى يتم فرزها

ويقول الخبراء إنّ الحجم الضخم من بطاقات الاقتراع بالبريد، أكثر من 46 مليوناً أدلوا بأصواتهم بالفعل، قد يستغرق أياماً أو أسابيع حتى يتم فرزها، مما يعني أنه قد لا يتم إعلان الفائز ليلة الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما تغلق مراكز الاقتراع.

وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض قبل مغادرته للمشاركة في تجمعات انتخابية في ثلاث ولايات: "سيكون من المناسب جداً واللطيف للغاية أن يتم إعلان الفائز في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، بدلاً من فرز بطاقات الاقتراع لمدة أسبوعين، وهو أمر غير مناسب على الإطلاق، ولا أعتقد أن هذا مسموح به بموجب قوانيننا". وأضاف "سنرى ماذا سيحدث".

وأشار ترامب مراراً، وبدون أدلة، إلى أنّ زيادة التصويت عبر البريد ستؤدي إلى زيادة التزوير، على الرغم من أن خبراء الانتخابات يقولون إن هذا أمر نادر الحدوث في الانتخابات الأميركية. والتصويت عبر البريد هو سمة قديمة العهد في الانتخابات الأميركية، وأدلى ناخب من كل أربعة ناخبين بصوته بهذه الطريقة في انتخابات عام 2016.

ترامب يعد بانتعاش "خارق" للاقتصاد

وأمام تجمّع لمئات من مناصريه في ميشيغن، الولاية التي منحته الفوز في انتخابات 2016، قال ترامب "عليكم الاختيار بين مشروعنا لقتل الفيروس، ومشروع بايدن لقتل الحلم الأميركي". وتابع ترامب أنّ بايدن "يريد أن يفرض إغلاقاً جديداً"، وأضاف "هذه الانتخابات هي خيار بين انتعاش خارق بقيادة ترامب وكساد بقيادة بايدن".

ويدهم الوقت مساعي المرشّح الجمهوري لقلب مسار الأمور. من واشنطن إلى لاس فيغاس مروراً بميشيغن وويسكونسن ونيبراسكا، يواصل ترامب تنظيم العدد الأكبر من التجمّعات الانتخابية.

بايدن: استعدوا لتغيير الأولويات

في المقابل، اكتفى خصمه الديمقراطي بزيارة ولاية جورجيا في الجنوب المحافظ حيث لم يكن أحد، حتى الأمس القريب، يتصوّر أن ترامب يمكن أن يُهزم. وقال بايدن "يمكننا السيطرة على الفيروس وسنفعل ذلك"، مستغلاً تصريحاً أطلقه كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز في نهاية الأسبوع الماضي قال فيه "لن نسيطر على الجائحة، سنسيطر على واقع تلقي اللقاحات".

وأضاف بايدن في خطاب ألقاه في الهواء الطلق لعشرين دقيقة أمام عدد قليل من الحاضرين الذين تقيّدوا بقواعد التباعد المادي "إذا منحتموني شرف أن أكون رئيسكم استعدوا لتغيير في الأولويات. لأننا سنتحرك من اليوم الأول لولايتي الرئاسية لاستعادة السيطرة على وباء كوفيد-19".

وعاد الرئيس السابق باراك أوباما بقوة إلى المنابر في الأسبوع الأخير قبل الاقتراع، ليهاجم مجدداً الثلاثاء ترامب، مؤكداً أنه يفتقر إلى الكفاءة. وقال أوباما في أورلاندو بفلوريدا خلال تجمع جديد كان المشاركون فيه داخل سياراتهم: "يدعي هذا الرئيس بان لديه كل الفضل في اقتصاد ورثه ويرفض أي مسؤولية عن جائحة تجاهلها".

وحذر من تكرار ما حصل في انتخابات 2016 عندما هُزمت هيلاري كلينتون على الرغم من أن استطلاعات الرأي كانت تفيد بتصدّرها نوايا التصويت أمام خصمها، في مفاجأة مدوية. وأضاف أوباما "المرة الأخيرة نمنا على أمجادنا. وكان الناخبون كسالى ظناً منهم أن المعركة حُسمت لصالحنا وانظروا ما حصل".

لكن الملياردير الجمهوري حقق الإثنين انتصاراً سياسياً لا جدال فيه، مع تثبيت مجلس الشيوخ القاضية المحافظة إيمي كوني باريت التي اختارها لعضوية المحكمة العليا، في المنصب.

والمحكمة العليا هي أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة، ولها الكلمة الفصل في القضايا الاجتماعية الكبرى كما وفي المنازعات الانتخابية، وهو ما يثير المخاوف من إمكان استغلالها من قبل ترامب الذي يطرح من دون أي دليل، فرضية حصول عمليات غش على نطاق واسع في الاقتراع، خصوصاً مع الإقبال الكبير على التصويت عبر البريد.

وقد يعيد الأسبوع الأخير للحملة الانتخابية إلى الواجهة قضايا تجيّش الشارع الأميركي على غرار عنف الشرطة والعنصرية، التي أطلقت شرارة تحرّكات احتجاجية حاشدة على خلفية مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض في أواخر مايو/أيار في مينيابوليس.

وكانت مدينة فيلادلفيا ليل الاثنين الثلاثاء مسرحاً لأعمال عنف بعد مقتل أفريقي-أميركي في الـ27 من عمره، يعاني مشاكل نفسية/ برصاص الشرطة. وأكدت الشرطة في أكبر مدن بنسيلفانيا، أن الضحية كان يحمل سكيناً.

واعتبر بايدن وكامالا هاريس التي اختارها نائبة له إنه "لا يمكن أن نقبل أن تنتهي في هذا البلد أزمة نفسية بالموت"، مشددين في المقابل على إدانة أعمال النهب والاعتداء على الشرطة.

وأثارت حوادث مماثلة وقعت مؤخرا ودانتها حركة "حياة السود مهمة" ردوداً متناقضة تماماً من قبل بايدن وترامب. ففي حين وعد الأول بإجراءات لإنهاء الظلم الذي تتعرض له الأقليات العرقية، ندّد الثاني بما اعتبره حالة من الفوضى مدبرة من الديمقراطيين.

أول فعالية لميلانيا

إلى ذلك، شاركت السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب، الثلاثاء، في تجمّع انتخابي دعماً لحملة زوجها، في أول فعالية تنظّمها لوحدها من دون أن يحضرها الرئيس الساعي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة بعد أسبوع.

وقالت ترامب أمام حشد من أنصار زوجها في أتغلين ببنسلفانيا، إحدى الولايات المتأرجحة والحاسمة في الاستحقاق المرتقب في الثالث من نوفمبر "أنا لا أتّفق دائماً مع طريقته في قول الأمور". وأضافت في معرض حديثها عن سبب استخدام زوجها لموقع "تويتر" بصورة مستمرة "لكن من المهم بالنسبة له أن يتحدّث مباشرة إلى الناس".

وتابعت ميلانيا ترامب، عارضة الأزياء السابقة، ذات الأصول السلوفينية والبالغة من العمر 50 عاماً، دفاعها عن زوجها بالقول إنّ "دونالد مقاتل. هو يحبّ هذا البلد ويقاتل من أجلكم كلّ يوم. ولأول مرة في التاريخ، يمكن لمواطني هذا البلد سماع رئيسهم بشكل مباشر وفوري كل يوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها السيدة الأولى، من دون زوجها، في تجمّع انتخابي في إطار حملة إعادة انتخابه التي أطلقها في يونيو/ حزيران 2019.

وكانت ترامب عدلت الأسبوع الماضي عن المشاركة في تجمّع انتخابي مع زوجها بسبب "كحّة مستمرّة" كانت لا تزال تلازمها من جراء إصابتها بكوفيد-19.

وفي خطابها في أتغلين، تطرّقت ترامب إلى مرحلة الإصابة بالفيروس والتعافي منه، وقالت "شكراً لكم على كل الحب والدعم الذي قدمتموه لنا". وأضافت "نحن الآن أفضل بكثير"، متعهّدة "الانتصار في مواجهة هذا الفيروس".