فرنسا تحث على اتخاذ إجراءات بحق تركيا في قمة الاتحاد الأوروبي

فرنسا تحث على اتخاذ إجراءات بحق تركيا في قمة الاتحاد الأوروبي

27 أكتوبر 2020
تواصل الانتقادات التركية لماكرون بسبب تصريحاته حول الإسلام (أوريلين موريسارد/Getty)
+ الخط -

حثت فرنسا الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، على اتخاذ إجراءات بحق تركيا، بعد أن شكك رئيسها رجب طيب أردوغان في الصحة العقلية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ودعا إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

وقال وزير التجارة فرانك ريستر للمشرعين: "فرنسا متحدة وأوروبا متحدة. في اجتماع المجلس الأوروبي المقبل، سيتعين على أوروبا اتخاذ قرارات تسمح لها بتعزيز توازن القوى مع تركيا للدفاع بشكل أفضل عن مصالحها والقيم الأوروبية"، وفق "رويترز".

 

انتقاد ماكرون

في المقابل، أظهر البرلمان التركي وحدة نادرة الثلاثاء بإدانة تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن رسوم النبي محمد، واصفا تصريحاته بأنها "خطاب مريض" يحمل في طياته احتمال انقسام عالمي. وأصدرت أربعة أحزاب، هي حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحليفه حزب الحركة القومية، وحزب الشعب الجمهوري (وهو حزب علماني)، وحزب الخير، إعلانا مشتركا تضمن أن تصريحات ماكرون يمكن أن تكون السبب في "صراعات مدمرة" بين أتباع الديانات المختلفة.

وتفجر النزاع بعد قيام رجل من أصل شيشاني بذبح صامويل باتي، وهو مدرس عرض الرسوم على تلاميذه خلال درس في التربية المدنية عن حرية الرأي.

وعرضت الرسوم في فرنسا على سبيل التضامن، وقال ماكرون إنه سيكثف جهوده من أجل "الحيلولة دون أن تفسد المعتقدات الإسلامية المحافظة القيم الفرنسية"، وهو ما أغضب دولا إسلامية كثيرة.

وقالت الأحزاب الأربعة في بيانها المشترك: "بتصرفاته الطائشة تحت ستار (دعم حرية التعبير) يشعل (ماكرون) صراعا وانقساما يمكن أن تؤثر تداعياته العالمية بشدة وسلبيا على أتباع الأديان".

إلى ذلك، قال المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي عمر جليك، الثلاثاء، إن تصريحات ماكرون تعد "ذخيرة أيديولوجية لتنظيم داعش الإرهابي" ، بحسب ما أوردت "الأناضول".

وأضاف جليك، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الحزب بالعاصمة أنقرة، أن "تصريحات ماكرون تعد ذخيرة أيديولوجية ودعما لوجستيا لتنظيمات إرهابية مثل داعش، فضلا عن أنها تعكر صفو المجتمع الفرنسي". واعتبر أن "محاولة ماكرون استصدار نص تحت مسمى قانون يربط الإسلام بالإرهاب، ينم عن قصر نظر كبير".

وأشار إلى أن ماكرون، عقب فشل سياساته في ليبيا، بدأ يتبنى نهج زعيمة حزب الوحدة الوطنية المتطرفة مارين لوبان في مهاجمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتابع: "أحيانا يزعم ماكرون أنه وجه تحذيرات للرئيس أردوغان في لقاءاتهما الثنائية، أؤكد لكم أن تلك التصريحات ليست صحيحة، ماكرون لا يستطيع استخدام لغة التحذير والتصعيد في وجه أردوغان".

عمر جليك: تصريحات ماكرون تعد ذخيرة أيديولوجية ودعما لوجستيا لتنظيمات إرهابية مثل داعش، فضلا عن أنها تعكر صفو المجتمع الفرنسي

ولفت إلى أن ماكرون يوجه تهديدات مبطنة لبعض الدول التي تدعم تركيا، أو تتبنى سياسات مطابقة لسياسة أنقرة الخارجية.

وأكد أن سياسة ماكرون الخارجية القائمة على استهداف تركيا ورئيسها لن تتكلل بالنجاح، وأن إرساله سفنا ومقاتلات إلى المتوسط لن يجدي نفعا.

وشدد على أن "مواقف ماكرون حيال إعادة هندسة الأديان تؤجج العنصرية وجرائم الكراهية ومعاداة الإسلام والسامية".

كما أعرب جليك عن حزن تركيا لجريمة قتل المدرس الفرنسي صامويل باتي. واستطرد: "ندين قتل المدرس الفرنسي، لكننا نعتبر نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام على واجهات بعض المباني خطوات استفزازية لملايين المسلمين، وما يقوم به ماكرون لا يتوافق مع مبدأ حرية التعبير".

تظاهرات

كما شهدت معظم الولايات التركية، الثلاثاء، تظاهرات واسعة نصرة للرسول الكريم.

وشارك آلاف الأشخاص في التظاهرات التي دعا إليها اتحاد نقابات موظفي القطاع العام في تركيا (مأمور ـ سان) للاحتجاج على التصريحات الفرنسية بحق الإسلام.

كما ندد المشاركون في التظاهرات بالصور والرسوم الكاريكاتورية التي تشكل تطاولا على الرسول محمد، مستنكرين في الوقت نفسه دفاع الرئيس الفرنسي عنها.

ومن الولايات التي شهدت تظاهرات، إسطنبول وإزمير وموغلا وموش وهكاري وبيتليس ووان وغيراسون وغوموش خانة وبايبورت وأوردو وأرتفين وأضنة وأفيون قرا حصار وغازي عنتاب.

كما خرجت تظاهرات في شانلي أورفة وملاطية وأدي يامان وكيليس ويوزغات ونيدة وقرق قلعة، وسيواس وقيصري وقرشهير ونوشهير وزونغولداق وصقاريا وقوجة إيلي وبولو وقرابوك وبارطن ودوزجة وتكيرداغ.

والاثنين، دعا الرئيس التركي شعبه إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية على خلفية دعوات فرنسية لمقاطعة المنتجات التركية.

ووجه الرئيس أردوغان دعوة إلى كافة زعماء العالم للوقوف بجانب المسلمين المظلومين في فرنسا. وأشار إلى أن التهجم على الإسلام والمسلمين "بدأ بتشجيع من زعيم فرنسا (ماكرون) المحتاج لعلاج عقلي". وتابع قائلا: "العداء للإسلام والمسلمين أصبح سياسة مدعومة على مستوى الرؤساء في بعض الدول الأوروبية".

المساهمون