مطالبات لشيخ الأزهر بعدم التصعيد في قضية "الإساءة للرسول"

مطالبات لشيخ الأزهر بعدم التصعيد في قضية "الإساءة للرسول"

28 أكتوبر 2020
يتحدث الطيب اليوم عن الإساءة للرسول (Getty)
+ الخط -

علمت "العربي الجديد" أن شيخ الأزهر أحمد الطيب، استقبل في مكتبه بالمشيخة قبل أيام السفير الفرنسي لدى مصر ستيفان روماتيه، في زيارة غير معلنة، تناولت الأزمة المتصاعدة بسبب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام والنبي محمد. وقال مصدر من داخل المشيخة، لـ"العربي الجديد"، إن الطيب عبّر للسفير الفرنسي عن غضبه الشديد من الهجوم على الإسلام من قبل مسؤولين فرنسيين على رأسهم ماكرون، وحذره من أن التمادي في الأمر قد يتسبب في أزمات كبرى لفرنسا، وقد يعطي الفرصة لخصوم باريس للهجوم عليها، وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفاً أن مثل هذه المواقف تخلق حالة عدائية ضد الغرب بشكل عام.

احتفال المولد النبوي المرتقب، قد يشهد سجالاً جديداً بين الطيب والسيسي

وفي مقابل مطالبات شعبية بإصدار "بيانات شديدة اللهجة" من السلطات، أكد المصدر أن الحكومة المصرية طلبت من شيخ الأزهر عدم التصعيد في المسألة. وأضاف أن احتفال المولد النبوي المرتقب، قد يشهد سجالاً جديداً بين الطيب والرئيس عبد الفتاح السيسي، لا سيما أن الطيب قد أعد خطاباً قوياً للمناسبة، قد لا يعجب السيسي، مضيفاً أن الرئيس قد لا يحضر الاحتفال لهذا السبب.
وأضاف المصدر أن الحكومة في إطار محاولاتها لتهدئة حدة تصريحات الإمام ومنعه من تصعيد الموقف ضد فرنسا، لا سيما في ظل دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية، لوحت له بأن موقفه الصارم ضد التصريحات الفرنسية المسيئة تضعه في جبهة واحدة مع أردوغان، وهو أمر غير مقبول على المستوى الرسمي.

وكشف مصدر آخر من داخل مشيخة الأزهر، أن الطيب سيلقي اليوم الأربعاء، كلمة متلفزة يتحدث فيها عن موضوع "الإساءة للنبي"، ويحذر فيها من مدى خطورة هذا الأمر على السلام العالمي، ولكن من دون التطرق إلى موضوع المقاطعة والتشجيع عليه. وأكد المصدر أن الطيب يحظى باحترام وتقدير في العالم الغربي، لا سيما في الأوساط الدينية وعلى رأسها بابا الفاتيكان، وأن هذا الأمر يعطي أي تصريح يصدر عنه أهمية كبرى، ولذلك فسوف تخرج كلمته اليوم الأربعاء "متوازنة".

في السياق، قالت مصادر سياسية، لـ"العربي الجديد"، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ألغى زيارة إلى القاهرة كانت متوقعة خلال أيام، بعد لقاء سفيره بشيخ الأزهر.

من ناحية أخرى، قال مصدر في السفارة الفرنسية في القاهرة إن السفير ستيفان روماتيه، التقى الأربعاء الماضي مجموعة من المراسلين الأجانب والصحافيين، وتحدث مطولاً عن التحركات التركية في شرق المتوسط، ومدى خطورة ذلك، من دون التطرق إلى تصريحات ماكرون المسيئة للإسلام، أو دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية في الدول الإسلامية وعلى رأسها مصر.

وكان الطيب قد ألقى خطبة في العام الماضي، قالت مصادر سياسية إنها أغضبت السيسي. وخرج شيخ الأزهر، في آخر صدام بينه وبين السيسي، منتصراً عندما أرجأ مجلس النواب مناقشة مشروع قانون "تنظيم دار الإفتاء" الجديد إلى فصله التشريعي المقبل، استجابة للضغوط التي مارسها الطيب على البرلمان، بوصف القانون جاء مخالفاً للمادة السابعة من الدستور، وكذلك لأحكام قانون إعادة تنظيم الأزهر، وهيئاته.

وكان الطيب قد غرّد قبل أيام قائلاً: نشهد الآن حملةً ممنهجةً للزج بالإسلام في المعارك السياسية، وصناعةَ فوضى بدأت بهجمةٍ مغرضةٍ على نبي الرحمة... لا نقبل بأن تكون رموزنا ومقدساتُنا ضحيةَ مضاربةٍ رخيصةٍ في سوق السياسات والصراعات الانتخابية. وأقول لمَن يبررون الإساءة لنبي الإسلام: إن الأزمة الحقيقية هي بسبب ازدواجيتكم الفكرية وأجنداتكم الضيقة، وأُذكِّركم أن المسؤولية الأهم للقادة هي صون السلم الأهلي، وحفظ الأمن المجتمعي، واحترام الدين، وحماية الشعوب من الوقوع في الفتنة، لا تأجيج الصراع باسم حرية التعبير.

الطيب: نشهد الآن حملةً ممنهجةً للزج بالإسلام في المعارك السياسية

يُذكر أن فرنسا كانت قد دعت حكومات الدول المعنية، إلى "وقف" الدعوات لمقاطعة السلع الفرنسية والتظاهر، معتبرة أنها تصدر من "أقلية راديكالية". وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن "الدعوات إلى المقاطعة عبثية ويجب أن تتوقف فوراً". وتحدى ماكرون من جانبه تلك الدعوات وقال في تغريدة له نشرها بالعربية على صفحته في موقع "تويتر": "ما من شيء يجعلنا نتراجع، أبداً. نتعلق بالحرية، ونضمن المساواة، ونعيش الإخاء بزخم. تاريخنا تاريخ النضال ضد كل أشكال الطغيان، والتعصب، وسنستمر". وأضاف "نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام. لا نقبل خطاب الحقد وندافع عن النقاش العقلاني. وسنستمر. سنقف دوماً إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية".