الحوثيون يعتمدون سفير إيران بعد 10 أيام من وصوله الغامض إلى صنعاء

الحوثيون يعتمدون سفير إيران بعد 10 أيام من وصوله الغامض إلى صنعاء

27 أكتوبر 2020
اعتبرت إيران أنّ إيفاد سفير جديد لليمن "استعراض قوة" (Getty)
+ الخط -

تسلمت حكومة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، غير المعترف بها دولياً، اليوم الثلاثاء، أوراق اعتماد السفير الإيراني الجديد حسن إيرلو، وذلك بعد 10 أيام من وصوله الغامض إلى العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة الجماعة منذ 6 سنوات.

وقالت وسائل إعلام حوثية إنّ وزير الخارجية في حكومة صنعاء، هشام شرف، تسلم نسخة من أوراق اعتماد حسن إيرلو سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الجمهورية اليمنية، رغم رفض الحكومة المعترف بها دولياً لذلك واعتباره عنصراً بـ"الحرس الثوري" الإيراني.  

ووفقاً لوكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للحوثيين، فقد ثمّن شرف "موقف إيران الداعي لإنهاء العدوان والحصار المفروض على اليمن"، كما أعرب عن تطلعه لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.  

وأكد الوزير الحوثي "استعداد وزارته لتقديم كافة التسهيلات اللازمة للسفير الإيراني لأداء مهامه خدمة للعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين"، وفقاً لتعبير الوكالة. 

وأشارت الوكالة إلى أنّ السفير الإيراني أعرب عن سعادته بتعيينه في اليمن، وأكد أن إيران "لن تدخر جهداً في سبيل تحقيق السلام في اليمن وإنهاء معاناة الشعب اليمني".

"استعراض قوة"

من جهتها، أكدت وكالات الأنباء الإيرانية تقديم السفير إيرلو أوراق اعتماده لوزير خارجية حكومة "الإنقاذ الوطني" التابعة لجماعة "الحوثيين" في صنعاء، هشام شرف.

واعتبر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، البرلماني المحافظ جواد كريمي قدوسي، في مقابله مع وكالة "خانه ملت" البرلمانية، أنّ إيفاد بلاده سفيراً جديداً لليمن "استعراض قوة"، قائلاً إنه "على ضوء الحصار المفروض على اليمن براً وبحراً وجواً من قبل أميركا والسعودية دخل السفير الإيراني لليمن".

وأضاف قدوسي أنه "بعد قصف السفارة الإيرانية من قبل نظام آل السعود في بداية الحرب، استدعت إيران سفيرها من صنعاء، لكن السفارة الإيرانية في اليمن لم تكن خالية من الدبلوماسيين الإيرانيين".  

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقال إنّ "الجمهورية الإسلامية تمكنت من دعم الشعب اليمني المحاصر والمظلوم وتعزيز قدراته الدفاعية، حيث يتمكن اليوم الشباب اليمني من صناعة الطائرات المسيرة وتطوير صواريخ سكاد التي كان يمتلكها".  

واعتبر أنّ حلفاء بلاده في اليمن "في وضع أفضل"، مؤكداً أن "اليمن له سواحل على امتداد 2700 كيلومتر ولا يمكن محاصرتها، والشعب اليمني لديه بحارة متميزيون ولا يمكن تحت أي ظرف فرض حظر تجاري على اليمن".

وقال إنّ "اليمن هو البلد المظلوم في العالم الإسلامي يتعرض للعدوان والظلم والجرائم من قبل أميركا والكيان الصهيوني وآل سعود"، مشيرا إلى أن "قيادة السياسة الخارجية الإيرانية هي من صلاحيات القائد (علي خامنئي)، حيث أكد بعد الحرب على اليمن ضرورة دعم الشعب اليمني بأي طريقة كانت".

وأكد أنّ بلاده "فعلت ما بوسعها في اليمن وكان بإمكانها أن تفعل أكثر من ذلك، لكن حصلت غفلة في السابق"، مشيرا في السياق إلى "توجه عدة سفن لإيصال مساعدات للشعب اليمني، لكن بعد اتصال جون كيري (وزير الخارجية الأميركي السابق) تم إيقاف هذه السفن"، في إشارة غير مباشرة إلى اتصاله مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما.

وأضاف أنّ البرلمان الإيراني في دورته السابقة "اختار عدداً من النواب لمرافقة سفن نقل مساعدات للتوجه نحو ميناء الحديدة، لكن بعد وصولها إلى باب المندب أصدرت الحكومة الإيرانية أمرا بعودتها"، بعد اتصال كيري.

ورأى أنه "لو كانت السفن قد وصلت بالفعل إلى الحديدة فما كان يمكن أن تخضع هذه المنطقة لحصار اليوم"، داعياً إلى تسيير سفن أخرى نحو اليمن. وقال أيضاً إن برلمانيين أصدروا بياناً لهذا الغرض، في إشارة إلى بيان وقع عليه عدد من النواب الإيرانيين خلال سبتمبر/ أيلول الماضي، معلنين أنهم سيرافقون قافلة سفن إغاثة إلى اليمن، مع دعوة نظرائهم في العالم ووسائل الإعلام إلى مشاركتهم في ذلك.  

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت، يوم 17 من الشهر الجاري، وصول "سفير فوق العادة بصلاحيات مطلقة" إلى صنعاء، مشيرة إلى أنه "سيقدم قريباً أوراق اعتماده للسيد هشام شرف، وزير خارجية حكومة الإنقاذ الوطنية، والسيد مهدي مشاط، رئيس المجلس الأعلى السياسي اليمني".

وأثار الوصول "الغامض" للسفير الإيراني الجديد إلى العاصمة صنعاء علامات استفهام وسط انتشار أنباء متواترة أنه وصل ضمن رحلة جوية عمانية أقلّت نحو 245 جريحاً وعالقاً حوثياً كانوا يتلقون العلاج في مسقط منذ قرابة عامين.

ورجحت مصادر أن يكون قد وصل السفير الإيراني بإذن سعودي، بناء على صفقة بضغوط أميركية تم بموجبها الإفراج عن عناصر من جماعة الحوثيين، حيث شملت الصفقة رهائن أميركيين، وعودة 240 جريحاً وعالقاً حوثياً من مسقط إلى مطار صنعاء.

وبعد تداول أنباء عن دور الأمم المتحدة في نقل السفير الإيراني إلى صنعاء، نفى مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، صحة هذه الأنباء، حيث أوضح مكتبه أن المنظمة لم تنظم رحلات جوية إلى صنعاء منذ يوم 5 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

واحتجاجاً على الخطوة الإيرانية، اشتكت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لمجلس الأمن الدولي مما سمّته بـ"التصرفات الإيرانية المختلة"، وقالت في رسالة موجهة إلى المجلس، إن "قيام النظام في إيران بتهريب أحد عناصره إلى الجمهورية اليمنية وتنصيبه (سفيراً) لدى مليشيا الحوثي الانقلابية، يُعد مخالفة صريحة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار رقم 2216".

واعتبرت الحكومة اليمنية أنّ "استمرار النظام الإيراني بهكذا تصرفات، والتي تشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي، وإخلالاً بالتزامات إيران الدولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة، يعتبر تحدياً فاضحاً للمجتمع الدولي، ويشكل سابقة خطيرة تمسّ بجوهر حقوق الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة".

ويوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس طهران بتهريب عضو "الحرس الثوري الإيراني" إلى اليمن تحت غطاء أنه سفير، قائلة في تغريدة عبر "تويتر"، إنّ "نوايا إيران واضحة لاستغلال الحوثيين من أجل توسيع نفوذها الخبيث"، بحسب قولها، داعية اليمنيين إلى رفض سفير إيران ودورها في اليمن.