الجزائر: بيان لـ"الإسلامي الأعلى" بشأن الإساءة للنبي ولا تعليق رسميا

الرئاسة الجزائرية تتبنى بيان "المجلس الإسلامي الأعلى" بشأن الإساءة للنبي... ولا تعليق رسمياً

27 أكتوبر 2020
في تولوز الفرنسية (Getty)
+ الخط -

تبنت الرئاسة الجزائرية بياناً أصدره المجلس الإسلامي الأعلى، (هيئة تتبع الرئاسة الجمهورية في الجزائر) يدين فيه تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و"الحملة الفرنسية على الإسلام"، لكنها لم تصدر حتى الآن تعليقاً رسمياً، إضافة إلى أنّ البيان المذكور تجنب ذكر فرنسا وماكرون، ولم يشر إليهما في متن البيان.

ونشرت الصفحة الرسمية للرئاسة على "فسبوك"، مساء الاثنين، بيان المجلس، والذي أكد أنّ "الإساءة للإسلام ورسوله تعتبر إساءة للإنسانية برمتها"، وأعلن استنكاره "بشدة الحملة المسعورة على شخصية سيدنا محمد خير خلق الله رمز التسامح والتعارف والتعايش"، ودعا "عقلاء العالم والمنظمات الدينية وهيئات حقوق الإنسان وحوار الأديان إلى مجابهة هذا الخطاب المتطرف اللاإنساني، وللمسلمين قاطبة إلى أن يدفعوا بالتي هي أحسن لأن ذلك هو جوهر الجهاد".

ولفت تجنب البيان ذكر الرئيس الفرنسي أو فرنسا نظر الكثير من المعلقين، الذين اعتبروا أنّ ذلك يضعف مضمون الموقف الرسمي الجزائري إزاء الإساءة الفرنسية، خاصة أنه لا الرئاسة الجزائرية ولا وزارة الخارجية أصدرتا تعليقاً رسمياً على الموضوع، رغم وجود ملايين الجزائريين المقيمين في فرنسا. 

وفي نفس السياق، أصدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بياناً دانت فيه الإساءة للنبي الكريم والهجمة على الإسلام، من دون أن تذكر فرنسا أو الرئيس ماكرون.

وذكر البيان أنّ "المكانة العظيمة التي يُكنـها كل الجزائريين والأمة الإسلامية لحبـيب الحـق وسيـد الخلق، لا يمكن أن تزعزعها إساءات المسيئين إلى شخصه الكريم، ولا أن يُنقص من مقامه الازدراء ولا الاستهزاء".

ووصفت الوزارة السلوك الفرنسي بأنه "يدخل ضمن خطاب الكراهية، وينشر الحقد والعنصرية بين الأسرة الإنسانية، ونحن نكره الإساءة ونشجبها، وننبذ الشتيمة ونستنكرها، مهما كان مصدرها، ومهما كان مبررها. ذلك لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم، صاحب الذكرى العطرة علّمنا أن نحترم ونقدّس جميع الأنبياء والرسل، وأوجب علينا الإيمان برسالاتهم، ونهانا عن التعرض لهم أو لسِيرهم بسوء، وهو ما تدل عليه الشرائع السماوية، وتدعو إليه مكارم الأخلاق، وتحتفي به الأسرة الإنسانية، وتجرّمه القوانين والمواثيق الدولية".

من جهتها، دعت جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، الدول العربية إلى سحب سفرائها من العاصمة الفرنسية باريس، وإعادة النظر في حجم المعاملات التجارية والاقتصادية والثقافية التي تربط دول العالم الإسلامي بفرنسا، على خلفية التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي ماكرون، المسيئة للنبي الكريم، ووصفت هذه التصريحات، في بيان، مساء الاثنين، بأنها جزء من "حملة كراهية وعنصرية يقودها الرئيس الفرنسي، ضد فئة كبيرة من مواطنيه، والمساهمين في النهوض باقتصاد وطنه، ومشاعر المسلمين في العالم كله".

وأكدت أنّ "الأعراف الدولية والقانون الفرنسي، تقتضيان العمل بمبدأ الحياد الديني الذي تدّعيه اللائكية المطبقة في فرنسا، بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية والثقافية، والتجارية التي تربط فرنسا بالعالم الإسلامي، وما تدره هذه العلاقات على فرنسا بالذات من مصالح ومكاسب، وهذه العوامل قد تبخرت على لسان الرئيس الفرنسي".

المساهمون