حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية تتسع في دول الخليج

حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية تتسع في دول الخليج

24 أكتوبر 2020
أعلنت جمعيات تعاونية في الكويت رفع المنتجات الفرنسية من أسواقها (فرانس برس)
+ الخط -

موجة غضب عارمة اجتاحت الدول الإسلامية بسبب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المسيئة للإسلام، وإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، فيما انتفض عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد الإساءات، وسط مطالبات واسعة بمقاطعة المنتجات الفرنسية، وقد لاقت هذه الدعوات استجابة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي أعقاب الدعوات الواسعة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، شهدت بعض الدول الخليجية إجراءات فعلية، إذ بدأت حملات للمقاطعة انطلقت من القواعد الشعبية والجمعيات التعاونية والشركات التجارية والأسواق والمتاجر، احتجاجاً على الإجراءات الفرنسية الأخيرة.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وفرنسا يبلغ نحو 59 مليار دولار، كما تبلغ القيمة الإجمالي للاستثمارات الخليجية في فرنسا ما يقرب من 300 مليار دولار.
من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي نايف الحجرف أن تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، غير المسؤولة عن الإسلام والمسلمين تزيد من نشر ثقافة الكراهية بين الشعوب، ولا تخدم العلاقات القوية بين الشعوب الإسلامية وشعب فرنسا الصديق.

 

الكويت.. مقاطعة جادة
 أعلنت أكثر من جمعية تعاونية رفع جميع السلع والمنتجات الفرنسية من أسواقها والأفرع التابعة لها.
يأتي ذلك فيما شهدت منصات التواصل الاجتماعي مطالبات بوقف استيراد البضائع والسلع الفرنسية إلى البلاد، ورفعها من الأسواق التجارية المركزية، فيما تم إطلاق أكثر من وسم منها «إلا رسول الله»، و«مقاطعة المنتجات الفرنسية».
كذلك قال اتحاد الجمعيات التعاونية في الكويت إنه "بعد عرض الرسومات المسيئة للرسول في ميادين عامة بفرنسا، وإيماناً بالدور التعاوني الذي لا يتجزأ ولا يقبل القسمة على الثوابت الإسلامية ومن منطلق المسؤولية المجتمعية لرؤساء وأعضاء مجالس إدارات الجمعيات، فقد قرر الاتحاد مقاطعة كافة السلع والمنتجات الفرنسية، ورفعها من كافة الأسواق المركزية والفروع التابعة للجمعيات".
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن غرفة التجارة والصناعة الكويتية، يبلغ حجم التبادل التجاري بين الكويت وفرنسا ما يقرب من 21 مليار دولار، كما يستثمر الصندوق السيادي الكويتي أكثر من 6 مليارات دولار في فرنسا.
من جانبه، قال رئيس وحدة البحوث في المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية في الكويت عبد العزيز المزيني لـ "العربي الجديد"، إن مقاطعة المنتجات الفرنسية هي الرد الأمثل على التجاوزات الفرنسية، مشيراً إلى أن دول الغرب لا تعرف سوى لغة المادة.
وأوضح المزيني أن الكويت يجب ألا تكون وحدها في المواجهة مع فرنسا، مشيراً إلى أن الخطوات الكويتية يجب أن تتبعها خطوات خليجية، وقد أكد أن الأسواق الخليجية مهمة جداً بالنسبة للدول الغربية التي تسعى إلى ترويج منتجاتها من خلالها.


قطر: مقاطعة شعبية واسعة
شهدت قطر منذ اللحظة الأولى خطوات شعبية غير مسبوقة، إذ دشّن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملات واسعة لمقاطعة المنتجات الفرنسية والتي تُرجمت بخطوات فعلية على أرض الواقع، بعد أن أعلنت بعض الجهات بالفعل عدم التعامل مع المنتجات الفرنسية.

 

كذلك أعلن كثير من الأسواق والمتاجر القطرية عن رفع المنتجات الفرنسية، ووقف استيرادها. 
بدوره، قال المحلل السياسي القطري نايف بن نهار  إن "الدعوات يجب أن تشمل وقف استيراد الأسلحة الفرنسية، وسحب السفراء، من أجل توصيل رسالة واضحة مفادها بأن الأديان والمعتقدات خط أحمر".

 

السعودية.. إجراءات خجولة
دشن نشطاء في السعودية حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية وأطلقوا وسم #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه على مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً لتحريض النظام الفرنسي ضد المسلمين، وقد طالبوا بتكبيد فرنسا خسائر اقتصادية.
وأظهرت صورٌ نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قيام بعض المتاجر برفع المنتجات الفرنسية من الأسواق، بعد قيام العديد من المحال التجارية بمبادرات فردية لمقاطعة المنتجات الفرنسية، وسط تجاهل من السلطات السعودية.

 

بدوره، قال رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الاقتصادية عبد العزيز الخالدي إن السعوديين قاموا في الفترة الأخيرة بحملات ضد المنتجات التركية بسبب توتر العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن ما حدث من فرنسا يستدعي إعلان المملكة احتجاجها ووقف استيراد المنتجات الفرنسية ردّاً على الإساءات غير المسبوقة من جانب السلطات الفرنسية.
وبحسب وزارة المالية السعودية، فإن حجم التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا يبلغ ما يقرب من 20 مليار دولار، فيما يتعاون البلدان في العديد من المجالات، من بينها الدفاع والغذاء والنفط والتكنولوجيا وغيرها من المجالات.


الإمارات.. غياب تام
تفاعل عدد قليل من النشطاء الإماراتيين مع الحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد الانتفاضة الشعبية الخليجية ضد الإساءات الفرنسية، فيما غاب رد الفعل الرسمي وبيانات التنديد.

 

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وفرنسا نحو 8 مليارات دولار، بحسب وزارة الاقتصاد الإماراتية، كما تحتل فرنسا المرتبة الـ 19 من حيث أكبر الشركاء التجاريين للإمارات.


تفاعل بحريني – عماني
تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان والبحرين مع الدعوات الخليجية لمقاطعة المنتجات الفرنسية، فيما شارك الآلاف منهم في الحملات الواسعة ضد الاستفزازات الفرنسية، وأعلنوا عن البدء بمقاطعة المنتجات الفرنسية.
وشارك العديد من الرواد البارزين في البحرين بصور تكشف عن أسماء السلع والمنتجات الفرنسية لتنبيه النشطاء إلى المنتجات التي تجب مقاطعتها.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين فرنسا والبحرين ما يقرب من 1.8 مليار دولار، فيما يبلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عمان وفرنسا نحو ملياري دولار.