مصير مجهول لمشروع نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا

مصير مجهول لمشروع نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا

24 أكتوبر 2020
العقوبات الأميركية تحاصر غازبروم (Getty)
+ الخط -

مرت أسابيع على التهدئة الدبلوماسية ما بين ألمانيا وروسيا، بعد إعلان برلين عن تسميم المعارض الروسي، أليكسي نافالني، بغاز أعصاب روسي المنشأ، وعادت التساؤلات حول مصير خط أنابيب "السيل الشمالي-2" الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، حيث بات يواجه عقبات جديدة مع توسيع واشنطن قائمة الشركاء الأجانب للشركة الروسية "غازبروم" الذين قد تستهدفهم العقوبات.

ولم يبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه بمنأى عن القضية، موجها انتقادات إلى الاتحاد الأوروبي لعجزه عن استكمال المشروع المجدي له اقتصاديا بسبب الضغوط الأميركية. ومع ذلك، يتوقع نائب مدير صندوق أمن الطاقة الوطني في موسكو، أليكسي غريفاتش، استكمالا لمشروع "السيل الشمالي-2".

ويقول غريفاتش في حديث مع "العربي الجديد": "قد تمس العقوبات الأميركية شركات بعينها وتزيد من صعوبة البحث عن الشركاء أو المقاولين لتنفيذ بعض الأعمال، ولكنه على الأرجح لن يتم تعليق المشروع بشكل عام، وسيتم استكماله وتشغيله".

ويضيف الخبير الروسي: "هذا هو أسلوب الإدارة الأميركية في هذه المسألة، أي خلق أقصى درجة من الغموض وتعقيد العمل على استكمال المشروع. لكن أعتقد أن خط الأنابيب سيتم تشغيله في نهاية المطاف".

ومع ذلك، لا يستبعد غريفاتش أن تواصل واشنطن تضييق الخناق على شركاء "غازبروم" حتى بعد استكمال المشروع، قائلا: "قد توسع الولايات المتحدة قائمة العقوبات، لتشمل الشركات التي تخدم تشغيل خط أنابيب الغاز بشكل مباشر. لذلك يتعين على "غازبروم" التفكير من الآن في ضمان الاستمرارية التكنولوجية لتشغيل وصيانة المقاطع البحرية من السيل الشمالي-2 بواسطة إمكانياتها الخاصة، وربما تكوين مجموعة من الشركات تقدم الخدمات اللازمة متجاهلة العقوبات".

من جهتها، أكدت نائبة رئيس "غازبروم"، يلينا بورميستروفا، بذل أقصى جهود ممكنة لاستكمال المشروع في أسرع وقت رغم تسييسه. وقالت بورميستروفا في حوار مع مجلة "غازبروم" التي يصدرها عملاق الغاز الروسي: "تعتمد مواعيد الانتهاء من بناء خط أنابيب الغاز على عوامل كثيرة، بما فيها المواصفات التقنية للسفن والمعدات، وكذلك الظروف الجوية في فترة إجراء الأعمال بالمقطع البحري".

يذكر أن مشروع "السيل الشمالي-2" يشمل مد أنبوبين بطاقة تمريرية إجمالية قدرها 55 مليار متر مكعب سنويا لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرة عبر قاع بحر البلطيق، وقد تم استكمال أعمال البناء بنسبة 94 في المائة حتى الآن. ويعود تعطل تحقيق المشروع إلى توقف شركة "أولسيز" السويسرية عن أعمال البناء وسحبها سفنها بسبب العقوبات الأميركية في نهاية العام الماضي.