توقعات بتراجع سعر الدولار في حال فوز بايدن

توقعات بتراجع سعر الدولار في حال فوز بايدن

23 أكتوبر 2020
محل صرافة في العاصمة الفرنسية باريس
+ الخط -

بات السؤال المطروح من قبل بنوك الاستثمار والمضاربين الدوليين في العملات: كيف سيكون مستقبل الدولار الذي يشهد تراجعا حالياً في أسواق الصرف في حال فوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل؟ خاصة وأن توقعات العديد من المصارف الاستثمارية الكبرى رجحت أن تتكبد العملة الأميركية المزيد من الخسائر في حال خسارة دونالد ترامب. 

وحسب التقارير الصادرة من مصرفين عالميين كبيرين هما كريدي أجريكول الفرنسي و"يو بي أس" السويسري، فإن الدولار سيشهد المزيد من الخسائر في حال فوز بايدن، وقال خبير أسواق الصرف بمصرف أجريكول، فالنتين مارينوف، إن "الدولار استفاد من السياسة الحمائية للرئيس دونالد ترامب، وإن هذه السياسة ستنتهي في عهد بايدن". 
على صعيد سعر الفائدة الأميركية، تتجه معظم التوقعات إلى أن مصرف الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي" سيحافظ على سعر الفائدة المنخفض الحالي الذي يتراوح بين صفر إلى 0.25 في المائة خلال السنوات المقبلة بغض النظر عن اسم الفائز بالانتخابات الأميركية، وبالتالي فإن معدل الفائدة ربما لن يكون ذا تأثير يذكر على سعر الدولار خلال العام المقبل. 
لكن خسارة الدولار ربما لن تكون كبيرة بسبب جاذبية الأصول الأميركية. في هذا الشأن يقول تحليل لشركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" البريطانية، إن "الطلب على الأصول الأميركية سيدعم سعر صرف الدولار في العام المقبل". 

ووسط الموجة الثانية من جائحة كورونا، فإن الدول الناشئة وشركاتها ستحتاج إلى الدولار والأصول الدولارية لتغطية انكشافها في سوق الائتمان العالمي. وكان الدولار قد شهد عمليات بيع مكثفة خلال الشهور الأخيرة أدت إلى تراجع سعره بنحو 15%، بعد الفورة التي شهدها خلال فترة إغلاق الاقتصاديات العالمية، والنقص الذي شهدته الأسواق الناشئة في الدولارات لتلبية التزاماتها المالية للمقرضين.
وحتى الآن لا تدخل أسواق الصرف في حساباتها احتمال فوز الرئيس ترامب في الانتخابات المقبلة، رغم أنه في العادة يفوز الرئيس بدورة ثانية واحتمال خسارته حالة استثنائية، لكن "ترامب رئيس استثنائي" كما يراه المحيطون به. 
وفي التاريخ الأميركي خسر ثلاثة رؤساء فقط الفوز بدورة انتخابية ثانية، وهم كل من جيمي كارتر وجيرالد فورد وجورج بوش الأب. وخسروا جميعاً بسبب الركود الاقتصادي الذي ضرب الولايات المتحدة، وربما سينضم إليهم خلال هذه الانتخابات الرئيس ترامب.

وحسب مصرف لومبارد أوديه السويسري المتخصص في إدارة الثروات، فإن الدولار سيخسر مقابل كل من اليوان الصيني وربما الين الياباني، إذ إنه يرى أن فوز بايدن سيسحب عوامل الاضطراب من أسواق الصرف.
من جانبه حذر رئيس الأبحاث العالمية لدى بنك "ستاندرد آند تشارترد"، إريك روبرتسن، من أن العملة الأميركية لا تزال معرضة لانخفاض كبير، خلال حديث أجراه مع "سي إن بي سي" لأن الميزان التجاري في أسوأ حالاته منذ 15 عامًا. 
ووفق روبرتسن فإن الأداء المتفوق للأصول الأميركية كان المحرك الرئيسي لارتفاع الدولار على مدى السنوات العشر الماضية، إذ تفوق أداء مؤشر "إس آند بي 500" على مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة بنسبة 100% خلال تلك الفترة.
وكانت أميركا تتمتع بميزة سعر الفائدة خلال السنوات الماضية، إذ إن أصولها تمنح المستثمرين عائداً أكبر من العائد على الأصول الأوروبية واليابانية.

لكن روبرتسن يرى أن "أميركا خسرت هذه الميزة، ولم تعد تتمتع بميزة فيما يتعلق بسعر الفائدة عن نظرائها في مجموعة الدول العشر". وهذا العامل سيدفع بتراجع قيمة الدولار خلال السنوات المقبلة. 

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وقال الخبير المصرفي إن فوز نائب الرئيس السابق بايدن يعني أن أي تراجع في الدولار سيكون واضحاً جدًا وملحوظاً، وإذا أعيد انتخاب الرئيس دونالد ترامب فإن سعر صرف الدولار سيكون أكثر اضطراباً على المدى القصير. 
وتعافى الدولار من أدنى مستوياته في سبعة أسابيع في تعاملات أمس الخميس، إذ تلقى بعض الدعم بعد أن انهارت مجدداً الآمال في إجازة حزمة التحفيز المالي قبل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويعني التحفيز زيادة العجز في الميزانية وزيادة حجم الدين السيادي، وهو يرفع في الغالب الطلب على الأصول الأكثر مخاطرة.