#إنسولین_نیست: مرضى السكري في إيران يستغيثون عبر "تويتر"

#إنسولین_نیست: مرضى السكري في إيران يستغيثون عبر "تويتر"

20 أكتوبر 2020
يعاني الإيرانيون من نقص الأدوية وغلائها (Getty)
+ الخط -

المرضى في إيران هم الضحايا الرئيسيون للعقوبات الأميركية التي لم تستثنِ شيئاً إلا طاولته بشكل مباشر أو غير مباشر. ولا يخفى أنّ ضعف أداء السلطات أيضاً قد ضاعف تداعيات هذه العقوبات. المرضى الإيرانيون، فضلاً عن أنهم يواجهون كبقية أبناء الشعب الإيراني وضعاً معيشياً صعباً للغاية هذه الأيام، وتضخماً غير مسبوق في الأسعار والخدمات، تبقى معاناتهم أكبر من غيرهم، نظراً أولاً لغلاء أسعار الأدوية، وثانياً لانعدام أصناف مهمة من هذه الأدوية تتوقف حياتهم عليها، من بينها الإنسولين لمرضى السكري.  

خلال الأسابيع الأخيرة، عانى مرضى السكري في الحصول على قلم الإنسولين، الذي يُعَدّ دواءً أساسياً لهم، فعدم استخدامهم له لعدة أيام يعرضهم للموت، وذلك بسبب نقص حاد لهذا الدواء في البلاد. 

ومنذ أيام بدأ هؤلاء المرضى وعوائلهم يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة "تويتر" لبثّ شكاويهم والحديث عن معاناتهم، عسى أن تُسمع استغاثاتهم، ويوجَد حلّ لها. وعليه، اجتاح وسم #إنسولين_نيست (الإنسولين غير موجود) "تويتر" منذ يومين تقريباً. 

وكتب المغرد هاني رستغاران متحيراً: "كلما مرّ الوقت، تحدث حولنا أحداث أكثر إيلاماً من ذي قبل. لم تكن مشاكل كورونا كافية حتى أضيف إليها نقص الإنسولين"، متسائلاً: "لماذا لا يتوافر الإنسولين؟". 

وكتبت مغردة مصابة بالداء السكري، قائلة: "إنني أعاني من 16 عاماً من السكري من النوع A، ولا يمكنني كبحه من خلال تناول الحبوب، لذلك أستخدم قلم الإنسولين. أنا فتاة عمري 25 عاماً، ولديّ أمانٍ وآمال. من دون الإنسولين لا يمكنني البقاء حية إلا ليومين أو ثلاثة أيام. لذلك، فانعدام الإنسولين يعني إطلاق رصاصة الرحمة عليّ وعلى أمثالي".  

كذلك وجه مغردون انتقادات إلى الحكومة الإيرانية، متسائلين عن جدوى رفع الحظر الأممي التسليحي على البلاد في ضوء هذه المشاكل، ليخاطبها مغرد قائلاً: "أتصور أنكم لا تعلمون. الإنسولين لنا نحن، نحو 6 ملايين إيراني مصابين بالسكري، مثل الأوكسيجين للإنسان والماء للسمك والأسلحة لكم. نحن من دون الإنسولين سنموت". 

في الأثناء، سارع بعض مرضى السكري إلى مدّ يد العون إلى الآخرين، من خلال إهداء ما يتوافر عندهم من أقلام الإنسولين، من دون أن يأخذوا في الحسبان أنهم هم  أنفسهم سيواجهون المشكلة نفسها خلال الأسابيع المقبلة. وفي السياق، كتبت مهسا المصابة بالسكري في تغريدة: "لديّ عدد من أقلام الإنسولين، لست بحاجة إليها الآن. في ظل نقص هذا الدواء، أرجو مَن يحتاج إليها أن يرسل إلي صورة عن وصفته الطبية لكي أرسل له الإنسولين مجاناً".  

وفي مقابل انتشار هشتاغ #إنسولين_نيست (الإنسولين غير موجود) نشر البعض وسماً آخر هو "إنسولين_كجاست (أين الإنسولين؟)، وذلك بعد انتشار أنباء عن ضبط كمية كبيرة من الأدوية المهربة إلى العراق، مصدرها إيران، حسب السلطات العراقية، لكن نفت الجمارك الإيرانية صحة ذلك، وقالت إنّ الأدوية ليست إيرانية، بل التجار العراقيون اشتروها من دول أخرى للاستهلاك المحلي في العراق، وأدخلوها عبر الأراضي الإيرانية.  

واستخدم مغردون الوسمين في تغريداتهم، حيث ختم بهما محمد رضا تغريدته، قائلاً إنّ "أبي وأمي كلاهما مصابان بالسكري، حيث إن قدم والدي ملتهبة، ولم يبق منها إلا العظام، وبسبب كورونا لم نحصل على موعد في المستشفى لإجراء عملية جراحية له. الآن ماذا أفعل؟ الإنسولين غير موجود. أين الإنسولين؟".  

في المقابل، تعاطف مستخدمو شبكات التواصل مع مرضى السكري، وسط إعراب البعض عن  أسفهم على هذا الوضع ومساعي آخرين للبحث عن الإنسولين لمرضى قالوا إنّ وضعهم الصحي متدهور. وهناك من دلّ هؤلاء المرضى على أماكن وصيدليات، قالوا إنها تمتلك كميات.  

وفي مواجهة الانتقادات لأداء حكومته، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الثلاثاء، إنّ "الحفاظ على صحة المواطنين وأرواحهم أولويتنا القصوى"، مضيفاً أن أجهزة الدولة "ملزمة بمضاعفة جهودها لتوفير السلع والأدوية اللازمة للمواطنين". وقال روحاني إنه "في الظروف الراهنة لا مبرر للنقص في السلع والأدوية الضرورية"، محمّلاً العقوبات الأميركية مسؤولية المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها إيران.

المساهمون