السلطات التركية تمنع مسرحية كردية في إسطنبول

السلطات التركية تمنع مسرحية كردية في إسطنبول

14 أكتوبر 2020
الممثلة روغيش كيريدجي: "كنا على المسرح لما وصلنا قرار المنع" (Getty)
+ الخط -

منعت السلطات التركية، يوم أمس الثلاثاء، عرض مسرحية باللغة الكردية كان مقرراً أن تُعرض في مسرح بلدي في إسطنبول للمرة الأولى في التاريخ الحديث لتركيا، وفق ما قال المنظمون.

وكانت مسرحية "بيرو"، وهي ترجمة كردية لمسرحية "الأبواق والتوت البري" للكاتب الإيطالي داريو فو، مدرجة في برنامج أكتوبر/تشرين الأول في المسرح البلدي في إسطنبول الذي يضم عشرات القاعات الموزعة في أنحاء المدينة كافة، وأُسس عام 1914.

وكان يفترض أن يجري العرض الذي تقدمه الفرقة المستقلة "تياترا جيانا نو" أو "مسرح الحياة الجديدة" مساء الثلاثاء وللمرة الأولى في القاعة الواقعة في حيّ غازي عثمان باشا.

وقالت الممثلة روغيش كيريدجي: "كنّا على المسرح، ومستعدين لبدء العرض وبانتظار المشاهدين حين وصلنا قرار المنع".

وبعدما كانت ممنوعة لوقت طويل، سمحت السلطات التركية باستخدام اللغة الكردية جزئياً خلال التسعينيات، وبشكل أوسع بداية الألفية. وسمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان رئيساً للوزراء بين عامي 2002 و2014 باستخدام أكثر حرية للغة الكردية. وحاول أردوغان أيضاً الدخول في عملية سلام مع "حزب العمال الكردستاني" الذي يخوض منذ أكثر من 30 عاماً تمرداً مسلحاً ضد السلطة التركية، لكنه تخلّى عنها عام 2015.

وأكد الممثل عمر شاهين، قائلاً: "لم نكن نتوقع أن يمنع العرض. حصلت حالات مماثلة في التسعينيات، لكننا كنا نعتقد أن هذا أمر مضى عليه الزمن".

واعتبرت كيريدجي أن "هذا عار على البلاد. هذه المسرحية عرضت بكل اللغات في العالم. لماذا سيشكل عرضها بالكردية تهديداً للنظام العام؟ كنا سنضحك معاً على مسرحية كوميدية، لكن لم يسمح بذلك".

لكنّ السلطات التركية ما لبثت أن نفت أن يكون سبب منع المسرحية لغتها، مؤكّدة أنّ المنع سببه تضمّن المسرحية "دعاية لحزب العمال الكردستاني".

وقال المتحدّث باسم وزارة الداخلية، إسماعيل كاتاكلي، إنّ "العروض المسرحية باللغة الكردية مسموحة طبعاً. لكن لا يمكن المرء أن يتساهل مع مسرحية تحتوي على دعاية لحزب العمال الكردستاني".

وتُرجمت مسرحية داريو فو إلى لغات عدة، وعُرضت في بلدان كثيرة حول العالم. لكنّ قرار المنع يبدو أنّه يتعلّق بالفرقة التي تؤدّيها أكثر ممّا يتعلّق بمضمون المسرحية نفسه، إذ إنّ السلطات تأخذ على الفرقة المسرحية انتماءها إلى مركز ثقافي تعتبره قريباً من "حزب العمال الكردستاني".

وعزّز هذه الفرضية الهجوم العنيف الذي شنّته صحف مقرّبة من الحكومة على بلدية إسطنبول التي تديرها المعارضة. وكانت هذه الصحف اتّهمت البلدية بأنها فتحت أبواب مسارحها أمام "الفرقة المسرحية لحزب العمال الكردستاني".

وأدى فشل عملية السلام وتجدد النزاع بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني عام 2015 إلى تشديد السلطات قبضتها على المنظمات الكردية. ومنذ محاولة الانقلاب في عام 2016، قمعت الحكومة الأوساط السياسية والثقافية الكردية، وأوقفت السلطات أو عزلت عشرات من رؤساء البلديات التابعين لحزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد في جنوب شرق تركيا.

(فرانس برس) 

المساهمون