أميركا وروسيا وفرنسا تدعو لوقف فوري للقتال في كاراباخ

أميركا وروسيا وفرنسا تدعو لوقف فوري للقتال في كاراباخ

05 أكتوبر 2020
تواصل المعارك في الإقليم لليوم التاسع على التوالي (Getty)
+ الخط -

نددت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، الأعضاء في مجموعة مينسك، اليوم الاثنين، باستمرار المعارك في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، داعية لوقف فوري لإطلاق النار.

وتزامن ذلك بالتزامن مع دعوة جديدة للأمم المتحدة لوقف القتال أيضاً، فيما أكدت أذربيجان أنها تريد مشاركة تركيا في أي عملية سلام مستقبلية بالقوقاز. أما حلف شمال الأطلسي فتوقع من أنقرة أن تستخدم نفوذها لتهدئة النزاع.

وأكد وزراء خارجية دول فرنسا وروسيا والولايات المتحدة في بيان: "من دون أي تحفظ، إن الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت مدنية" و"الطابع غير المتكافئ لهذه الهجمات تشكل تهديدا غير مقبول لاستقرار المنطقة"، مجددين دعوة طرفي النزاع إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار".

وفي سياق مواز أيضاً، جددت الأمم المتحدة مطالبتها الأطراف المعنية بضرورة الوقف الفوري للقتال على طول خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده المتحدث الرسمي باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.

وقال دوجاريك "أبلغني مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم، أنه لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء الأعمال العدائية الجارية على طول خط التماس في منطقة النزاع في إقليم كاراباخ. وطالب المكتب بوقف فوري للقتال".

وأردف قائلا: "كما أبلغنا زملاؤنا العاملون في المجال الإنساني أن استمرار الأعمال العدائية تسببت في مصرع وإصابة المدنيين، فضلاً عن إلحاق أضرار بممتلكاتهم والبنية التحتية".

وتابع: "منذ بداية الأعمال العدائية حتى اليوم، أفادت التقارير بمقتل أكثر من 40 مدنياً وجرح أكثر من 200 آخرين من الجانبين، ولحقت أضرار جسيمة بمئات المنازل".

وأكد المتحدث الرسمي أن "الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، لا سيما من خلال ضمان حماية السكان المدنيين ومنع إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية الأساسية".

وأضاف: "تقف فرق الأمم المتحدة القطرية في كل من يريفان وباكو على استعداد للاستجابة للاحتياجات الإنسانية فور ظهورها، ولم تطلب أي من الحكومتين مساعدة دولية منا".

وكان المفوض الأوروبي للأمن والسياسات الخارجية جوسيب بوريل قد دعا، الأحد، إلى وقف القتال فوراً بين أرمينيا وأذربيجان، داعياً إلى بدء المفاوضات بينهما في أقرب وقت تحت مظلة مجموعة "مينسك".

وقال في تغريدة عبر "تويتر"، أشار فيها إلى إجرائه اتصالات بوزراء في كلّ من أذربيجان وأرمينيا، "إن ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين أمر غير مقبول".

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت خلال اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم الجمعة الماضي، إن قادة الاتحاد الأوروبي ناقشوا تجدد القتال بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناغورنو كاراباخ، والسعي للتوصل لوقف إطلاق نار في أقرب وقت ممكن.

في غضون ذلك، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف، في مقابلة تلفزيونية اليوم، إن تركيا يجب أن تشارك في عملية السلام في الإقليم بعد وقف إطلاق النار في المستقبل.

وقال علييف لمحطة تي.آر.تي خبر التلفزيونية التركية "من المؤكد أن تركيا يجب أن تكون في أي عملية سلام مقبلة، ومن المؤكد أيضا أن عملية سلام ستبدأ، ولا يمكن أن تستمر الاشتباكات إلى الأبد، لذا كلما كان ذلك أسرع كان أفضل".

وفي هذا السياق، توقع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الاثنين، من تركيا، الحليف الوثيق لأذربيجان، أن تستخدم نفوذها لتهدئة النزاع في إقليم كاراباخ.

وجاءت تصريحات ستولتنبرغ بعد مباحثات أجراها مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، فيما دخلت المعارك بين الانفصاليين الأرمن والجيش الأذري الاثنين أسبوعها الثاني، مسفرة عن مقتل نحو 250 شخصا.

وقال ستولتنبرغ "أتوقع أن تستخدم تركيا نفوذها الكبير لتهدئة التوتر".

وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان استقبل ستولتنبرغ مساء.

وأعلن الرئيس الأذري، اليوم، السيطرة على ثلاث قرى وتلال استراتيجية جديدة في إقليم كاراباخ.

وتستمرّ الاشتباكات في إقليم ناغورنو كاراباخ بين الجيشين الأذري والأرميني، للسيطرة على مدن فوزولي وجبرائيل وترتر. ومع سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك القوانين الدولية، ومهاجمة أهداف مدنية.

واشترط الرئيس الأذري إلهام علييف، أمس الأحد، أن تضع أرمينيا جدولاً زمنياً لانسحابها من إقليم ناغورنو كاراباخ والمناطق الأذرية المحيطة قبل أن توقف باكو العمل العسكري.

وقال علييف، في خطاب بث عبر التلفزيون، إن أذربيجان انتظرت 30 عاماً لاستعادة أراضيها. وأضاف "ناغورنو كاراباخ إقليم أذربيجاني لا بد من استرداده وسنسترده".

وفي المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أن أرمينيا تواجه "ربما أكثر اللحظات مصيرية في تاريخها" المعاصر، داعياً إلى التعبئة من أجل تحقيق "النصر".

(العربي الجديد، وكالات)

 

 

 

المساهمون