اعتقال الأكاديمي المصري أحمد تهامي عبد الحي

اعتقال الأكاديمي المصري أحمد تهامي عبد الحي

04 أكتوبر 2020
أحمد تهامي عبد الحي (العربي الجديد)
+ الخط -

ألقت قوات الأمن المصرية القبض على أستاذ السياسة المقارنة بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية في جامعة الإسكندرية، أحمد تهامي عبد الحي، بدعوى التحقيق معه في قضية ترتبط بنشاط الحقوقي الأميركي من أصل مصري محمد سلطان، والذي أقام دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد رئيس الوزراء المصري السابق حازم الببلاوي، اتهمه فيها بـ"محاولة إعدامه خارج نطاق القانون، أثناء احتجازه في القاهرة بين عامي 2013 و2015".

وعبد الحي حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة درهام في المملكة المتحدة، ومن كتبه: "حراك الأجيال السياسية في مصر-دراسة في الدور السياسي لجيل السبعينات" و"السياسات الشبابية في مصر" (باللغة الإنكليزية)، وهو أحد أبرز الأكاديميين في جامعة الإسكندرية المصرية، ولم تعلن السلطات في مصر، حتى الآن، عن أية تفاصيل تتعلق بواقعة اعتقاله.

وتحت عنوان: "لماذا تم سجنك يا أحمد؟!"، قال الكاتب المصري حمدي عبد العزيز: "د. أحمد تهامي تم سجنه في قضية ملفقة لها علاقة بمحمد سلطان (الذي نجا من السجن بفضل جوازه الأميركي، ويتابع قضية ضد الحكومة المصرية أمام القضاء هناك)، وهو لا يعرف سلطان من الأساس حتى يتم سجنه، أو محاكمته، بعد أن عاد الأخير للولايات المتحدة بعد فترة طويلة من سجنه ظلماً".

وأضاف عبد العزيز، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، يوم الأحد: "تهامي له دراسات عميقة وموضوعية عن النظم السياسية والشباب، ولم نتقابل منذ سنوات طويلة، ولكنني متأكد أن معظم نشاطه السياسي يتعلق بالتدريس والبحث العلمي الرصين. والجامعة المصرية اقتحمت في ظروف قمعية، فقدمت أهل الثقة من الطلاب وهيئات التدريس، وأهدرت الكفاءات مثله ومثل أستاذ الاقتصاد د. عبد الله شحاتة (مستشار الرئيس الراحل محمد مرسي) من قبل".

وتابع: "آمل أن يكون حالك يا أحمد أفضل من حال د. شحاتة، الذي عُذب، وتم تصوير اعترافات له بالإرهاب، ونال حكماً قاسياً بالسجن. وأحن إلى ذكرياتنا في الكلية والمدينة الجامعية معاً، وأتذكر جدك واجتهادك، حتى حصلت أنا على تقدير (جيد) في عام 1995، وحصلت أنت على تقدير عام (جيد جداً مع مرتبة الشرف) في العام التالي".

وزاد عبد العزيز: "أتذكر أنني كتبت ورقة عن الشباب العربي والمجتمع المدني، فاستفدت من كتاباتك، وانبهرت بتحليلاتك، وتعلمت. ثم طالت المسافات بيننا، ولكنني كنت أتابعك على مواقع التواصل الاجتماعي، حينما تكتب على فترات طويلة عن إنجازاتك البحثية، ففهمت أنك تركز على عملك، وأنك على العهد بك: متميز نافع لطلابك".

وختم متسائلاً: "لماذا سجنوك، وافتروا عليك يا صديقي، رغم أنك لا تمثل، ولم تمثل، مشكلة أمنية لوطنك الغالي؟، أظن أن النموذج الأكاديمي المطلوب هو الذي يطبل (ينافق) بلا ضمير، وأنت يا صديقي متميز، ومستقل، وذو ضمير. وأظن أن مناخ الانتقام أنتج مسؤولين (يتسلون) بسجن الأبرياء، وأصحاب الرأي، والأكاديميين، وتلفيق التهم إليهم".

وفي يونيو/ حزيران الماضي، شنت أجهزة الأمن المصرية "غارة" على منازل أعمام الناشط محمد سلطان في محافظة المنوفية بدلتا مصر، على خلفية اتهامه الحكومة المصرية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن نائب مدير "هيومن رايتس ووتش" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جو ستورك، قوله، إن "المداهمات الأمنية على منازل أقارب سلطان في مصر تتبع نمطاً واضحاً من استهداف أقارب المعارضين في الخارج".

وكان سلطان، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي يعيش حالياً في ولاية فرجينيا الأميركية، قد استند إلى قانون أميركي صادر في عام 1991، ويسمح لضحايا التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء الذي يرتكبه مسؤولون أجانب في الخارج، بالتعويض عن طريق نظام المحاكم الأميركية.

المساهمون