مصر في يوم "اللاعنف" الدولي... انتهاكات متكررة وقوانين مطاطة

مصر في يوم "اللاعنف" الدولي... انتهاكات متكررة وقوانين مطاطة

02 أكتوبر 2020
انتهاكات تكررها الشرطة المصرية (GETTY)
+ الخط -

يتزامن احتفال العالم، الجمعة، باليوم الدولي للاعنف مع وقائع عنف متكررة تمارسها الشرطة في مصر، وزادت حدتها خلال الأحداث الأخيرة التي رافقت الموجة الثانية من احتجاجات سبتمبر/أيلول الماضي، والتي شهدت اعتقالات وانتهاكات مختلفة لحقوق المتظاهرين.

قبل يومين، قُتل المصري عويس الراوي، في قرية العوامية بمحافظة الأقصر (جنوب)، بعد أن أطلق ضابط شرطة الرصاص على رأسه، ردا على تصديه لمداهمة منزله بالقوة والاعتداء على أهله، وفي السابع من سبتمبر، قتل المصري إسلام "الأسترالي" داخل قسم شرطة المنيب بمحافظة الجيزة، بعد يومين من القبض عليه، واتهم أهله أمناء وضباط الشرطة بضربه وتعذيبه حتى الموت.

وينص قانون العقوبات المصري على أن "كل موظف أو مستخدم عمومي أمر بتعذيب متهم، أو فعلَ ذلك بنفسه لحمله على الاعتراف، يعاقب بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث سنوات إلى عشر سنوات، وإذا مات المجني عليه يحكم بالعقوبة المقررة للقتل عمدًا".

واستخدمت السلطات المصرية أشكال عنف عدة في التعامل مع الموجة الثانية من احتجاجات سبتمبر، والتي رفعت مطالب اقتصادية واجتماعية بجانب المطالب السياسية المنددة بالنظام الحاكم. وفرضت السطات إجراءات وتضييقات أمنية تعسفية، من بينها الانتشار الواسع لأفراد الشرطة وسيارات الأمن المركزي في الشوارع الرئيسية، خاصة في محيط وسط القاهرة، فضلًا عن زيادة عدد الكمائن بين المحافظات، والتي تقوم باستيقاف الأشخاص عشوائيًا وتفتيش هواتفهم الشخصية، كما قامت بحملات أمنية على بعض المقاهي، وهو الأمر الذي أسفر عن القبض على عدد من المواطنين.

واحتجزت قوات الأمن المعتقلين في أقسام الشرطة ومعسكرات الأمن المركزي في محافظاتهم، وأخفتهم لأيام قبل ظهورهم في نيابة أمن الدولة، وظهر بعضهم حفاة وملابسهم ممزقة، في مشهد أقرب لمشهد التحقيق مع المتهمين في قضية احتجاجات سبتمبر 2019، ولا تزال السجون وأماكن الاحتجاز التي سيتم ترحيل المتهمين إليها مجهولة.


وزاد العنف والتعذيب في مقار الاحتجاز في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووثق مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، خلال العام الأول من حكم السيسي، 289  حالة تعذيب، و272 حالة وفاة، و119 حالة اختفاء قسري، و97 حالة إهمال طبي، و63 حالة إصابة نتيجة إطلاق نار في الشارع،  و27 حالة تعذيب جماعي، و27 حالة ضرب، و16 حالة اعتداء جنسي، و15 حالة اعتقال رهائن، و10 حالات إهمال طبي لإصابات نتجت عن التعذيب، و8 حالات تحرش جنسي، وحالتي اعتقال ثم وفاة وادعاء مطاردة الأمن لهم.

ووثقت مؤسسة "كوميتي فور جستس"  11290 انتهاكًا في 94 مقرًا للاحتجاز خلال عام 2019، لتتعالى المطالبات بتغيير تعريف عقوبة التعذيب في القانون المصري، وفق ما هو وارد باتفاقية مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، والتي صادقت عليها مصر، والتي عرّفت التعذيب، بأنه "أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد جسديًا كان أو عقليًا، يلحق عمدًا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص أو من شخص ثالث على معلومات، أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه، أو يشتبه في أنه ارتكبه، هو أو شخص ثالث، أو تخويفه، أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث".

وخصص اليوم الدولي للاعنف، في ذكرى يوم ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند، ويرتكز على المبدأ المعروف باسم "المقاومة اللاعنيفة"، وهو شكل من أشكال الكفاح الاجتماعي الذي كثيراً ما يوصف بأنه "سياسة الناس العاديين"، وتبنته الناس في مختلف أنحاء العالم في حملات ترمي إلى تحقيق العدل الاجتماعي.

المساهمون