"قضية كولونيالية": قصة محاكمة في مستعمرة فرنسية

"قضية كولونيالية": قصة محاكمة في مستعمرة فرنسية

01 أكتوبر 2020
مبنى البريد الفرنسي القديم في بونديشيري، تصوير: سلطان فردرديك، Getty
+ الخط -

في عام 1716 أدانت المحكمة الكولونيالية الفرنسية رجل من التاميل يدعى نانيابا وكان رئيس الوسطاء التجاريين لشركة بونديشيري الهند، بتهمة إساة السلطة والفتنة وتحريض الموظفين على الثورة، وجُلد في السوق العام، وجرت مصادرة أملاكه ونفي أبناؤه الثلاثة من بونديشيري، ومات في السجن بعد ذلك بعدة أشهر وظلت ظروف وفاته موضع شبهة.

بعد ثلاثة أعوام من ذلك تحول ابنه الأكبر إلى المسيحية ومنحته فرنسا وسام فارس وعاد بصفته الفارس شارل فيليب إلى بونديشيري وأعيدت إليه ثروة والده وشغل نفس المنصب الذي كان يشغله. وأصبحت هذه القضية تعرف في فرنسا والهند بقضية نانيابا.

الباحثة دانا أغامون تميط اللثام عن طبقات من هذه القصة، ومن خلالها تقوم بكشف قصة استعمارية فرنسية في الهند في كتابها "مسألة كولونيالية: تجارة وتحول وفضيحة في الهند الفرنسية" وقد صدر حديثاً عن منشورات جامعة كورنيل.  

الجزء الذي تختاره أغامون من الحكايات في مستعمرة بونديشيري، وما حدث فيه من المصائر المفاجئة والمتغيرة لنانيابا وعائلته، تجد فيه الكاتبة أساساً لدراسة سياسات الاستعمار الفرنسي المليئة بالتجار والمبشرين والوسطاء المحليين والإداريين الحكوميين وحتى العائلة المالكة الفرنسية.

الصورة
غلاف الكتاب

 

قصة أغامون مدعمة بالوثائق التي تكشف طبيعة التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية التي حددت التجربة الاستعمارية الأوروبية في الهند وأماكن أخرى، وقد أتاحت الكاتبة من خلال استعادتها تصوير ملابسات السيادة الإمبراطورية في مستعمرات فرنسا كما ظهرت في حياة عائلة محاصرة بالتفاعلات بين المسؤولين الاستعماريين والسكان المحليين.

الكتاب يأتي في ثلاثة أقسام كل منها يحتوي عدة فصول؛ في الأول "عالم القضية" تعيد الكاتبة بناء الحياة الاجتماعية والسياسية وتعقيدات بونديشيري، وعلاقات القرابة وعلاقتها بالسياسة وكيف حديث القضية أصلاً.

وفي القسم الثاني "كشف القضية"، تدخل الباحثة إلى المحكمة وتعيد بناء قصة المحاكمة وتستعيد ملفاتها ومن دافع عن المتهم وكيف أدين.

أما القسم الثالث "الحياة ما بعد القضية" فتتناول تنقل الابن الأكبر بين باريس وبونديشيري، ومصائر الأبناء الآخرين، وعلاقة التحول من إلى المسيحية بالعودة والسلطة، ثم تخصص فصلاً لكيفية حفظ أرشيف القضية وكل سجلاتها.

المساهمون