تسجيل عشرات الإصابات بكورونا في المدارس يثير مخاوف السوريين  

تسجيل عشرات الإصابات بكورونا في المدارس يثير مخاوف السوريين

01 أكتوبر 2020
الخطر الأكبر هو على المدرّسين خاصة المتقدمين بالعمر(لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -


تثير إصابة العشرات من الطلاب والمدرّسين بكوفيد-19، في العديد من المدارس المنتشرة في مناطق النظام السوري، بعد أن مضى على افتتاح المدارس نحو 15 يوماً، مخاوف كبيرة لدى المجتمع من أن تتزايد أعداد المصابين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وموسم الإنفلونزا. 
لا تخفي أم عماد غصن (36 عاماً)، وهي تقيم في ريف دمشق الغربي، وهي أمّ لطفلين في الصف الخامس من التعليم الأساسي، قلقها جرّاء تسجيل إصابات بفيروس كورونا في المدارس، وتقول في حديث مع "العربي الجديد": "أعيش يومياً كابوساً مرعباً، من لحظة وداعي لطفليّ ودخولهما مدرستهما، وأوصيهما منذ لحظة استيقاظهما بأن يغسل كل منهما يديه وتعقيم المقعد الخاص بهما، وعدم نزع الكمامة ومحاولة عدم لمس زملائهما، وأن يعقّم كل منهما يديه عند لمس أي شيء، وألا يضع أي منهما يديه على وجهه". 

وتتابع: "يستمر هذا القلق حتى خروجهما من المدرسة. عندها أعقّم يدي كل منهما وثيابهما وأبدّل لهما الكمامة إلى أن يصلا إلى المنزل فأبدّل لهما ثيابهما، التي أغسلها مباشرة، كما أنّهما يستحمّان وأقيس لهما درجة حرارتهما".  
ورغم كلّ الإجراءات التي تحاول غصن اتباعها، إلا أنّ شعور القلق لا يفارقها، لأنها لا تضمن أن يلتزم ابناها بكل تلك الإجراءات ولا أن يكون غيرهما من الطلاب والمدرّسين ملتزمين  الإجراءات ذاتها. 
من جانبه، قال أبو مؤيد حسن (45 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال في المدرسة: "يغيب عن المدارس الكثير من الإجراءات الوقائية، التي أعلنت عنها وزارة التربية، وفقاً لما سمته البروتوكول الصحي، وأوّلها مسألة التباعد الاجتماعي؛ إذ يجلس على المقعد الدراسي ثلاثة طلاب على الأقل، والتعقيم بأقل مستوى له، وحتى مسألة الرقابة الصحية، خاصة قياس درجة الحرارة، لا تتم في غالب الأيام، مكتفين بإرسال الطلاب المشكوك في وضعهم الصحي إلى المنزل إلى أن تتحسن صحتهم". 
وأضاف: "الأهالي يجدون أنفسهم اليوم بين نارين، نار إرسال أبنائهم إلى المدارس وتعرّضهم للإصابة بالفيروس، ونار إبقائهم في المنزل وبالتالي خسارتهم عامهم الدراسي، خاصة أنّ وزارة التربية مصرّة في قرارها على استمرار الدوام في المدارس، دون أن تعمل على تطبيق الإجراءات الوقائية التي تحدثت عنها، بالرغم من أننا نقترب من فصل الشتاء وانتشار أمراض الإنفلونزا والالتهابات الصدرية". 

من جانبه، قال ماهر.ج، وهو مدرّس في مرحلة التعليم الأساسي، حلقة ثانية، في إحدى مدارس دمشق، وقد طلب عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة، في حديث مع "العربي الجديد": "أشعر بخطر يومي جرّاء الازدحام الكبير في المدرسة، في ظلّ عدم القدرة على التعقيم، حيث ينعدم التباعد الاجتماعي في غرفة صفية بالكاد يستطيع الطلاب التنفس فيها، ولا يمكننا وضع كمامة لأنّ الطلاب حينها ونحن بالتأكيد، لا يمكننا إيصال المعلومات بكلمات واضحة". 
وأضاف: "أعتقد أنّ الواقع أكبر من الإمكانات. ووزارة التربية، تدرك، على الأرجح، أنها لن تتحسن قريباً. لذلك قررت الاستمرار بالدوام المدرسي لكي لا تتوقف العملية التعليمية في سورية". واعتبر أنّ "الخطر الأكبر اليوم هو على المدرّسين، خاصة المتقدمين بالعمر، والطلاب في المرحلة الثانوية، والأهم على عائلات الطلاب، خاصة إن كان بينهم كبار في السن أو أصحاب أمراض مزمنة".     
وأعلنت "مديرية الصحة المدرسية في وزارة التربية، يوم أمس الأربعاء، على موقع الوزارة الرسمي، أنّ الإصابات المؤكّدة بفيروس كورونا، ما بين التلاميذ والطلاب والأطر التعليمية والإدارية العاملة في مدارس الجمهورية العربية السورية، حتى يوم الثلاثاء 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، وصلت إلى 41 إصابة. 
وأظهرت أنّ غالبية أعداد الإصابات كانت في مدارس ريف دمشق، وتوزّعت على الشكل التالي: 4 إصابات في محافظة طرطوس، إصابتان في السويداء، 4 إصابات في حلب، إصابتان في حماه، 5 إصابات في حمص، إصابة واحدة في القنيطرة، 6 إصابات في دمشق، و17 إصابة في ريف دمشق. وأشارت إلى أنّه لم تسجّل أي إصابة حتى الآن في محافظات درعا، اللاذقية، الحسكة، والرقة ودير الزور، والوضع الصحي للطلاب والمعلّمين المصابين جيد، وغالبية المصابين أعراضهم خفيفة جداً، لا تتطلب دخول مستشفى وهم بالحجر المنزلي حالياً. 
وكانت أكثر من 13 ألف مدرسة فتحت أبوابها في مناطق سيطرة النظام، في الـ13 من الشهر الماضي، لتستقبل نحو 3 ملايين و800 ألف طالب، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً بين أفراد المجتمع السوري، إذ فضّلت الغالبية تأجيل المدارس إلى حين تراجع عدد الإصابات، وتوفّر الإمكانات اللازمة لتطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا. 
يُذكر أنّ إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا في سورية، بلغ حتى يوم أمس الأربعاء، 4200، تعافى منهم 1103 مصابين، في حين توفي 200 آخرون.

المساهمون