إسبانيا في المونديال... منتخب مُدجج بالنجوم لا يرحم

إنه منتخب إسبانيا واحد من أفضل منتخبات العالم حالياً وبطل مونديال 2010، ومن أبرز المرشحين للتتويج بلقب مونديال 2018 في روسيا. إسبانيا تملك عدداً كبيراً من النجوم القادرين على صناعة الفارق في المنافسات العالمية، خصوصاً لاعبي برشلونة وريال مدريد. المنتخب الإسباني يُشارك للمرة الـ 14 ويسعى لصناعة التاريخ انطلاقاً من مشواره في المجموعة الثانية.

التاريخ في المونديال
يحتل المنتخب الإسباني المركز الثامن في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وشارك في بطولات كأس العالم في 13 مرة سابقاً وستكون المشاركة الرقم 14 في المونديال الروسي. بدأ منتخب "لا فوليا روخا" مشواره المونديالي في مونديال 1934 ومنذ عام 1978 حتى 2018 لم يغب عن البطولة العالمية.

حقق المنتخب الإسباني إنجازات كبيرة في المونديال ولعل أبرزها التتويج باللقب في عام 2010، كما أنه حل في المركز الرابع مرة واحدة عام 1934، ووصل إلى الدور ربع النهائي في ست مرات، والدور نصف النهائي في مرتين تاريخياً. خاضت إسبانيا خلال مشاركتها 59 مباراة (29 فوزاً و12 تعادلا و18 خسارة)، بينما سجل المنتخب 92 هدفاً وتلقت شباكه 66.

وعن التتويج بلقب كأس العالم الوحيد في عام 2010، بدأ المنتخب الإسباني رحلته آنذاك بكارثة إثر الخسارة أمام المنتخب السويسري في أول مباراة ضمن دور المجموعات. لكنه بعد ذلك تفوق على هندوراس والمنتخب التشيلي وتأهل إلى الدور الثاني. هناك واجه منتخب البرتغال وتفوق عليه بهدف نظيف، ثم واجه في الدور ربع النهائي منتخب الباراغواي وتخطاه بهدف نظيف أيضاً وكرر نفس الأمر أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي، وصولاً إلى المباراة النهائية التي تُوج بها على حساب هولندا بهدف نظيف.

التصفيات ونقاط الضعف والقوة
تأهل المنتخب الإسباني عبر التصفيات الأوروبية بعد أن لعب في المجموعة السابعة إلى جانب منتخبات إيطاليا، ألبانيا، الكيان الصهيوني، مقدونيا، ليشتنشتاين. تصدر المجموعة عن جدارة واستحقاق بعد أن جمع 28 نقطة من تسعة انتصارات وتعادل وحيد كان ضد إيطاليا الوصيفة. سجلت إسبانيا 36 هدفاً مقابل ثلاثة أهداف في شباكها فقط.

تملك إسبانيا الكثير من النقاط الإيجابية، ولعل أبرزها الحفاظ على الكرة والسيطرة على اللعب من البداية حتى النهاية، وهو الأمر الذي بدا واضحاً في المباريات الدولية الرسمية والودية. واستعاد المنتخب مع المدرب لوبيتيغي ميزة الضغط العالي واستعادة الكرة سريعاً بعد خسارتها. ويملك المنتخب عناصر خبرة مثل سيرجيو بوسكيتس، أندريس إينييستا، ديفيد سيلفا وغيرهم الذين سيلعبون دوراً كبيراً في تحقيق النجاح للمنتخب الإسباني.

في المقابل هناك نقطة ضعف كبيرة ظهرت في بعض المباريات، وهي القدرة على ترجمة الفرص والسيطرة الكبيرة إلى أهداف، وهو الأمر الذي يعني أن لاعبي إسبانيا يعرفون جيداً أنهم قادرون على السيطرة خلال المونديال، لكن التفوق بالأهداف لا يمكن حسمه الآن. كما أن غياب الرأس الحربة يؤثر سلباً فهناك دييغو كوستا، ألفارو موراتا، رودريغو مورينو وأياغو أسباس.

مجموعة المونديال والتشكيلة
يلعب المنتخب الإسباني في المجموعة الثانية في مونديال روسيا 2018، وذلك إلى جانب منتخبات البرتغال، المغرب وإيران. تبدأ إسبانيا مشوارها ضد المنتخب البرتغالي في قمة باكرة على ملعب "فيشت" الأولمبي في مدينة سوتشي في 15 حزيران/ يونيو، ثم تلعب مع المنتخب الإيراني في ملعب "كازان" يوم 20 يونيو، وأخيراً تواجه المنتخب المغربي في ملعب "كالينينغراد" في حزيران 25 يونيو.

وبالنسبة لتشكيلة المنتخب الإسباني فهناك في حراسة المرمى ديفيد دي خيا، بيب رينا وكيبا. في وقت يضمُ خط الدفاع كل من جوردي ألبا، سيزار أزبلكويتا، داني كارباخال، ناتشو، مونريال، أودريوزولا، جيرادر بيكيه وأخيراً سيرجيو راموس نجم ريال مدريد.

بينما ضم خط الوسط كلا من إيسكو، تياغو ألكانتارا، سيرجيو بوسكيتس، ديفيد سيلفا، أندريس إينييستا، ساؤول، كوكي، ماركو أسينسيو. أما في خط الهجوم فيضمُ كلا من إياغو أسباس، دييغو كوستا، رودريغو، لوكاس فاسكيز.

نجوم المنتخب
يملك المنتخب الإسباني الكثير من الأسماء اللامعة، ولعل أبرزها نجم خط الوسط أندريس إينييستا الذي ستكون كل الأنظار موجهة نحوه لأنه يخوض آخر بطولة كأس عالم له، خصوصاً بعد إعلانه الرحيل عن فريق برشلونة نهاية موسم 2017-2018.

ومن الأسماء الأخرى المُميزة والتي تُصنف في خانة نجوم "المونديال" هناك سيرجيو راموس مدافع فريق ريال مدريد وزميله الآخر داني كارباخال. ويمكن اعتبار لاعب خط الوسط إيسكو واحدا من نجوم المنتخب الإسباني دون شك، خصوصاً بسبب الأداء الذي يقدمه مع النادي "الملكي" مؤخراً، وساهم في تتويج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

في المقابل هناك ديفيد دي خيا أفضل حارس في بطولة الدوري الإنكليزي، والذي سيكون سداً منيعاً أمام هجمات الخصم، وسيحاول المساعدة في الحفاظ على نظافة منتخب "لا فوريا" روخا في المونديال. يُذكر أن الحارس دي خيا حافظ على نظافة شباكه مع مانشستر يونايتد في الموسم الحالي خلال 22 مباراة، وهو رقم قياسي غير مسبوق في "البريميرليغ" وبسبب هذه الأرقام يُصنف دي خيا كواحد من أبرز نجوم المنتخب الإسباني.

المدرب
سجل المدرب يولن لوبيتيغي الكثير من النتائج الكبيرة مع المنتخب الإسباني منذ تسلمه مهمة التدريب في عام 2016، خلفاً للمدرب فيسنتي ديل بوسكي الذي أخفق في تخطي الدور الأول في بطولة كأس العالم الأخيرة، وخرج من دور الـ 16 في يورو 2016 أمام المنتخب الإيطالي.

عمل لوبيتيغي مع المنتخب الإسباني تحت 17 سنة كمساعد مدرب، ثم درب فريق رايو فاييكانو في العام نفسه. ودرب فريق ريال مدريد الثاني في موسم 2008-2009، ثم درب منتخب إسبانيا تحت 19 سنة من عام 2010 حتى 2013، وبعد ذلك منتخب إسبانيا تحت 20 سنة، وبعد ذلك منتخب إسبانيا تحت 21 سنة بين أعوام 2012 و2014، وفي عام 2014 درب فريق بورتو البرتغالي واستمر معه حتى 2016.

لم يحصد لوبيتيغي الكثير من الألقاب كمدرب وحقق أكثر ألقابه كلاعب، فهو حصد لقب الدوري الإسباني مع برشلونة، ولقب "السوبر" الإسباني عام 1994. وعلى الصعيد التدريبي حقق لقب يورو 2012 مع منتخب إسبانيا تحت 19 سنة ولقب يورو 2013 مع منتخب إسبانيا تحت 21 سنة، فهل ينجح في تحقيق أول لقب رسمي مع المنتخب الأول خلال مسيرته التدريبية ويثبت أنه المدرب المناسب في المكان الصحيح؟