لا مكان للمسلسل السوري في 2014!

لا مكان للمسلسل السوري في 2014!

13 فبراير 2014
+ الخط -

ثلاث سنوات من القتل والتدمير والتهجير، وما زالت الدراما السورية ناشطة، تتحدث عن الطبخ والعاشقات، وتنسج متخيّلات باسم البيئة الشامية. وها هم منفّذو الإنتاج يتحوّلون إلى مخرجين، والمخرجون يكتشفون مواهب في عائلاتهم، والمنتجون يكتشفون النجومية في صديقاتهم!

ويعود هذا العام عدد من الفنانين بعد انقطاع، منهم: كاريس بشار، مرح جبر، أيمن زيدان، سلوم حدّاد، فيما يتوزع الآخرون شخصيات وأدواراً، تتشابه أو تتناقض، في أعمال تتنوع بين اجتماعي وكوميدي وتاريخي، و"بيئة شامية."

في البيئة الشامية يحضر "باب الحارة" الشهير في جزئه السادس، ليعيد بعث الحياة في شخصية أبو عصام، بمشاركة عدد من العائدين، منهم الفنان أيمن زيدان، ومرح جبر. إضافة إلى مسلسل "خان الدراويش"، من إخراج سالم سويد، و"الدومري" للمخرج سيف الدين سبيعي، بطولة سامر المصري وباسم ياخور، ومسلسل "دهب عتيق" للمخرج مؤمن الملا.

على تخوم التاريخي، مسلسل "أبواب الريح"، الذي يتحدث عن "الفتنة التي حدثت في جبل لبنان عام 1860 بين الدروز والموارنة"، للمخرج المثنّى صبح، ومسلسل "طوق البنات" للمخرج محمد زهير رجب، ويتناول تاريخ دمشق من عام 1927 وحتى الاستقلال. ومسلسل "خاتون" الذي تجري أحداثه فترة الانتداب الفرنسي. كما تم الإعلان عن مسلسل يروي قصّة حياة الشاعر بدوي الجبل، من بطولة بسام كوسا، إضافة إلى العمل التاريخي الضخم "خامس الخلفاء"، الذي يروي حياة الخليفة عمر بن عبد العزيز، للمخرج حاتم علي.
في الدراما الاجتماعية ينشغل حاليا المخرج حاتم علي بتصوير مسلسل "قلم حمرة"، سيناريو "يم مشهدي"، في دراما لا يغيب عنها ما يجري في سوريا اليوم، بغضّ النظر عن زاوية التناول، وشكل الرسالة والهدف.

ولا ننسى مسلسل"نساء من هذا الزمان"، للمخرج أحمد ابراهيم الأحمد، و"خواتم" للمخرج ناجي طعمي، و"فوق الموج"، إخراج هيثم الزرزوري، و"القربان" للمخرج علاء الدين كوكش، و"الأخوة" للمخرج الليث حجو، و"أوهام جميلة" من إخراج عماد نجار في تجربته الأول. إضافة إلى جزء ثانٍ من مسلسل "بنات العيلة"، وجزء ثانٍ من "صرخة روح"، وجزءٍ سادس من "صبايا". ويصنّف ضمن الاجتماعي أيضاً: "زنود الستّ"، الذي يقدم جزءاً جديداً هذا الموسم، وهو برنامج طبخ في قالب درامي، للمخرج تامر اسحاق.

أول الأعمال المعلن عنها في دراما رمضان المقبل مسلسل حمل عنوان "نساء من هذا الزمان"، وصفته إحدى الصحف بأنّه "الأجرأ في تاريخ الدراما السورية". ولعلّه توصيف صحيح، حين نعلم أنّ العمل يروي حكايات نساء حالمات عاشقات. فمن الجرأة منقطعة النظير أن "تقتحم" الدراما السورية عالم العاشقات، في زمن الثكالى والمغتصبات والشهيدات، فلا النساء هنّ النساء، و لا "هذا الزمان"، هو "هذا الزمان"، وبالطبع ذاك الإنكار، والغرق في "كذبة" العصافير المزقزقة، يشمل الغالبية العظمى من أعمال هذ العام، التي تتجاهل الثورة السورية وضجيجها.

الغائب الأكبر في أعمال هذا العام هو المكان. فمعظم الأعمال تختار أماكن تصويرها خارج سوريا، وتفبرك حاراتٍ وأزقّة وشجيرات ياسمين، في مساحات غريبة عنها. فتسقط الدراما، كما نصف الشعب السوري، في غربة قسرية. لكنّها لدى الدراميين مجرد فرصة عمل تتجاهل تماماً معاناة ملايين المهجرين والنازحين، الذين فقدوا بيوتهم وبلداتهم وذكرياتهم، وما تبقّى لهم مجرّد أحلام، تتخلف الدراما "الجماهيرية" عن إدراكها.

 

 

دلالات

المساهمون