فرح ملحس.. طالبة أردنية "تُحلّي" مطاعم بيروت

فرح ملحس.. طالبة أردنية "تُحلّي" مطاعم بيروت

11 فبراير 2015
من إنستغرام
+ الخط -
يكون الطهي أحياناً هواية يُمارسها البعض، وأحياناً يكون مهنة يستفيد منها البعض الآخر في تأمين قوت يومه، وهي تجعل كثيرين أثرياء حول العالم. كما أنّ هناك أكاديميات تُدرّب على فنون الطهي، وتمتلىء المطاعم والفنادق بالطهاة المحترفين... لكنّ فرح ملحس نوع مختلف تماماً من محبّي الطبخ.

فرح هي طالبة جامعية أردنية تقيم في بيروت. تدرس في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU. لم تدرس فنون الطبخ في أكاديمية رسمية، حيث يدفع الطالب المال مقابل العلم، بل تعلّمت الطبخ من جدّتها عفاف في وطنها الأردن.

في بيروت قرّرت أن تحقّق حلم جدّتها التي عجزت عن افتتاح مطعمها الخاصّ، فتعاونت مع صديقتها جوي زهّار على البدء في صناعة بعض الحلويات وعرضها على مسؤولين في بعض المطاعم البيروتية. تلك المطاعم التي تفضّل شراء الحلويات جاهزة على دفع راتب طاهي حلويات، توفيراً للنفقات. وهكذا كانت تتمّ الصفقات الأولى.

وبالفعل شيئاً فشيئاً بدأت المطاعم تقتنع بحلويات فرح وصديقتها، التي أطلقا عليها اسم "From Grandma With Love"، أي "من الجدّة مع الحبّ"، وذلك عرفاناً بجميل الجدّة التي علّمتها الطهي. وأخذ الزبائن يمتدحون الحلويات ويسألون عن مصدرها، ظنّاً منهم أنّها من متاجر الحلوى الشهيرة في المدينة.

وبدأت شهرة الفتاتين والماركة الجديدة تكبر، فيما الفتاتان تصنعان الحلوى في المنزل، لكن بطريقة محترفة: "أنا طالبة جامعية، والطهو ليست مهنتي الأساسية، بل هو هواية ورثتها عن جدّتي التي أحبّها كثيرا، وكنت أجلس مع شقيقتي في المطبخ لكي نتعلم منها فيما نُشاهد كيف تطهو".

صديقتها جوي، اللبنانية، أيضاً تُمارس الطهي كهواية وتعمل بشكل أساسيّ كعضو في فرقة موسيقية: "نطهو جميع أنواع الحلويات الطازجة وسهلة التحضير في مطبخنا الصغير بالمنزل ونوزعها على المطاعم والمنازل. والأهمّ أنّ أسعارنا معقولة، بحسب الدراسات المحلية التي قمنا بها لتسعير أطباقنا، ونقوم، أنا وصديقتي جوي، بتحضير الطعام، غير الحلويات، بحسب الطلب، ونغلّفه بالتصميم الذي ابتكرناه، ونوزّع الطلبيات بأنفسنا. فنحن نهتمّ بأدقّ التفاصيل وأصغرها".

بدت فرح، في حديثها لـ"العربي الجديد"، شديدة الحبّ والتعلّق بجدّتها، إذ لا تنفكّ تذكرها. والمشروع عمره أربعة أشهر فقط: "جمعتُ وصفات جدّتي التي أحضّرها بنفسي، لكن بالطبع لا أملك قدرتها على الطهو، فهي محترفة بامتياز".

الفتاتان توصلان الحلويات ساخنة إلى الزبائن، الذين ما عادوا يقتصرون على المطاعم: "يجب أن يبلغنا الزبون بطلبه قبل يومين من تاريخ التسليم، لتحضيرها طازجة وساخنة. لأنّ مبدأنا الأساسي هو تقديم حلويات طازجة".

تُقسّم فرح حلوياتها "إلى أربعة أقسام، وهي موجوده في قائمة الطعام، مثل الكوكيز والكايك والتشيز كايك والدوناتس، وقريباً، خلال أسابيع قليلة، سنُضيف الآيس كريم إلى قائمتنا".

وتختم فرح متحدّثة عن "طموحنا في افتتاح متجر صغير خاصّ بنا. ليس بالضرورة أن يكون كبيراً بل صغيراً". هي التي تحضّر الماجيستير في "دراسات الهجرة"، منذ عام قضته في لبنان. وتضيف: "هذا يكفي لصناعة وصفات منزلية تعكس الحبّ، ولتوصيل مبادئ جدّتي التي تعشق الطبخ، كي أعرّف الناس إلى وصفاتها الشهية المصنوعة في المنزل". وشعارها: "إذا كان لديك أحلام لا تتحدّث عنها، بل آمن بها والباقي على الله". مستخدمة صفحتها على mrsfarahmalhas إنستغرام للتعريف بوصفاتها.

هي المهاجرة من الأردن إلى لبنان لتدرس "الهجرة"، هاجرت إلى "صناعة الحلويات"، لحقت بشغفها لتحلّي مطاعم بيروت، متسلّحة بدراسات جدّتها عن أصول الطبخ وصناعة الحلويات.

المساهمون