ماذا بعد هبة طوجي؟...بانتظار آل الرحباني

ماذا بعد هبة طوجي؟...بانتظار آل الرحباني

27 يناير 2015
الفنانة هبة طوجي (Getty)
+ الخط -
لم تكن فكرة الرحباني بتقديم اكتشافاته إلى الغرب بجديدة. فالشابة ألين لحود ابنة الفنانة الراحلة سلوى القطريب، قامت بالخطوة نفسها قبل عام. تجربة لحود انتهت بضجة إعلامية، من دون تمكنها من الفوز باللقب. سنة كاملة بعد المشاركة لم تنجح لحود بعدها في إصدار أو تقديم عمل يذكر، عدا بعض الإطلالات الإعلامية والمشاركة في عدد من المهرجانات.

كرّر الرحباني خطوة لحود بصوت الطوجي التي لاقت استحسان لجنة الحكم. لا أحد يدري مصير طوجي، لكن من الواضح أنّها خطوة لقرع باب العالمية من خلال برنامج مسابقات.
الجيل السابق للعائلة، خرج من لبنان إلى العالمية بمزيج من الإبداعات المسرحية والموسيقية. نتحدث هنا عن منصور وعاصي وفيروز وإلياس. الجيل الثاني فشل في مقارعة الجيل الأول.

لم تفلح محاولات أسامة وغدي في لبننة "سقراط " و"دون كيشوت" مسرحياً. غسان، بالكاد شكّل حدثا فنيا يذكر له في الآونة الأخيرة . أما زياد، فبين الكتابة والعزف في "البلو نايت"، فأغلب أخباره انحسرت بين مواقفه السياسية ومشكلته مع فيروز.

إذاً تجربة جديدة للرحابنة مع طوجي. بعيداً عن تقييم خامة صوت الفنانة الشابة، فإنّ أسامة حاول تقديمها عربياً بأغنية مليئة بالمواعظ وشعارات الربيع العربي، قبل أن يتجه غرباً. السؤال هنا، في حال فوز طوجي في المسابقة، فهل سيخوّلها النجاح لبنانياً بمعزل عن الضجة الإعلامية التي سيحدثها؟

دعونا هنا من التكريم الرسمي أو من عناوين ستحمل "رأس لبنان عاليا". هل يملك رحابنة الجيل الثاني جبلة فنية ناجحة لتجيير فوز طوجي لصالحهم؟ هل مَن يعاني من الشح الفني المحلي ينجح عالمياً؟ أسامة نفسه قام بتلك التجربة مع كارول سماحة في بداياتها، لكنها سرعان ما استقلت عن محاولاته، لتحصد النجاح في طريق مغاير.

يجرّب الرحابنة وننتظر. ننتظر من أسامة وغدي شيئا من مسرحية "صيف 840" مثلاً، وهم أبعد منها. ننتظر من غسان أغاني ساخرة للوضع السياسي، وهو أبعد منها. ننتظر من زياد إبداعا جديدا، وهو لا يلوح إلا بمشاكل من نوع آخر. ننتظرهم في الداخل، فيأتيك أحدهم من الخارج.

خرج الأخوان الرحباني سابقاً من لبنان إلى باريس، لتبهر فيروز العالم في مسرح أولمبيا. أما الجيل الثاني، بمحاولة أسامة، فيأمل العودة من باريس إلى لبنان، لضخ الدم في مسرح أو عمل موسيقي علّه يستعيد بعضاً من المجد. الفرق هنا بين التجربتين شاسع جداً. يبقى للبنانيين إرث الماضي، ومحاولات تعدت 25 عاماً للجدد، لا يذكر اللبنانيون منها إلا "بري بري بوا" لغسان سنة 2000، وحفلة زياد الرحباني في دمشق صيف 2000.

وحتى عودة طوجي من إنجازها، وفوز رهان أسامة بعد عدة كبوات، فعلينا أن نتأقلم مع المشهد. غسان في القطط الأربع، زياد يعزف في البلو نايت، وأسامة مع طوجي. النتيجة قد لا ترتقي إلى المنتظر من آل الرحباني، تماماً كما لم يرتق سقراط ودون كيشوت وجبران ونبيه إلى مستوى "لولو" إحدى أشهر مسرحيات فيروز. علينا أن نتأقلم جميعاً لحياة جديدة مع الإرث، أفضل بكثير من الانتظار أو محاولات التحديث.

المساهمون