إنتاج من غزة: مسلسلات وبرامج... صناعة محلية

إنتاج من غزة: مسلسلات وبرامج... صناعة محلية

06 يونيو 2016
التحضيرات قبل الانطلاق (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

إلى وقت قريب، لم يكن أهل غزة يترقبون أعمالًا درامية فلسطينية في رمضان، تَعكس الواقع الصعب الذي يعيشونه، منذ 10 أعوام، لكن الزخم الذي يعيشه الفلسطينيون من مآس وأحداث، ساعد على إدراج غزة ضمن دائرة الإنتاج الدرامي التلفزيوني لشهر رمضان.
وظهر في السنوات الأخيرة، عددٌ من الأعمال الدرامية التي جسدت الواقع الفلسطيني، وحالة الكفاح والظلم الواقع عليهم من الاحتلال الاسرائيلي، وفصول الحياة التي يمرون بها، بطريقة درامية جدّية وأخرى ساخرة، بالرغم من قلة الإمكانات والمُعدات وانعدام الأرضية الخصبة للدراما الغزّية.


الفدائي 2

"الفدائي 2" مسلسل درامي يعكس الواقع الفلسطيني في مجابهة الاحتلال، حيث يعكف المشرفون، على الانتهاء من تصويره في قطاع غزة وهو من إنتاج فضائية "الأقصى"، بجزئه الثاني، لبثه بحلول الشهر الفضيل، بعد أن حقق نجاحاً واسعاً خلال عرض الجزء الأول منه في رمضان الماضي.
ويوضح المشرف العام على إنتاج المسلسل زهير الافرنجي، أن نجاح عرض المسلسل في 2015، وانتشاره الواسع، وبثه على إحدى القنوات التركية بعد دبلجته للغة التركية، ساعد على إقرار إنتاج جزء ثانٍ من "الفدائي"، والذي سيبث على قناة الأقصى، وقناة الزيتونة التونسية وأخيرًا اليرموك الأردنية.
ويقول الافرنجي لـ"العربي الجديد": "إن فكرة المسلسل نابعة من المعاناة اليومية للفلسطينيين من جرائم الاحتلال الاسرائيلي، وما يعانونه الأسرى في سجونهم، ومعاناة أهلنا في الضفة من الاعتقالات اليومية والانتهاكات ضدهم".
ويشير إلى أنّ "الفدائي 2" يعتمد على إبراز معاناة الأسرى وأساليب الإسقاط، وكيفية نزع الاعترافات القسرية منهم، وتصوير معاناة أهل الضفة في الخليل والبلدة القديمة بالقدس المحتلة ومدينة نابلس، اليومية من قطعان المستوطنين، وتسليط الضوء على المقاومة.
ويلفت الإفرنجي إلى الأحداث والتشويق التي سيتناولها الجزء الثاني من المسلسل، بالإضافة إلى الارتقاء في مستوى الإنتاج وأداء الطاقم والممثلين، بالرغم من قلة الخبرات والكفاءات، وعدم وجود أرضية خصبة للتصوير بغزة، وعدم توفر مدينة إنتاج إعلامي.

طول بالك 5

أما على صعيد الدراما الساخرة، فيعكف الفنان مؤمن شويخ على تقديم 30 حلقة جديدة، من غزة، ضمن برنامج المقالب الكوميدية "طول بالك 5"، والذي سوف تبثه قناة الكتاب، بعد أن لاقى البرنامج رواجًا واسعًا في الوسط الفلسطيني والعربي.
ويوضح شويخ لـ"العربي الجديد"، أنّ الجزء الخامس يعكس صورة الصمود للشارع الغزّي، متناولًا صورًا وطنية تستفز الشارع الفلسطيني، كشف عن بعض حلقاته، كحلقة خاصة عن "العلم الإسرائيلي"، بالإضافة لحلقة تناقش هجرة الشباب وآمالهم بالجنسية الأوروبية.
ويضيف الفنان الفلسطيني، أنّ ظهور حالات من الانتحار بين الوسط الغزّي، جعلهم يقرون إنتاج حلقة أخرى تناقش الظاهرة، وغيرها عن الوضع العام بغزة والحصار وقضايا المجتمع في صورة كوميدية تلفت انتباه المُشاهد.
وعن صعوبات الإنتاج التي يواجهونها في فريق العمل، يقول شويخ: "دائما نواجه إشكاليات في إيجاد الفكرة، وكيفية تصويرها بصورة درامية كوميدية بذات الوقت"، معربًا عن وجود صعوبات ماديّة تتعلق بضعف الميزانية المصروفة على الأعمال الفلسطينية، وعدم توفر بعض المواد المساعدة.

الإذاعة

أما على صعيد الدراما الإذاعية، فيعود الفنان الفلسطيني نبيل الخطيب، لتقديم 30 حلقة جديدة، عبر إذاعة الأقصى، موزعة بالتساوي على مسلسلي "المال الحلال" و"يوميات أبو عادل 2".
ويوضح الخطيب لـ"العربي الجديد" أنّ "المال الحلال" يروي تفاصيل الغزّيين بكيفية إيجاد مصدر رزق حلال لهم، وكيف لهم أن يقتنعوا أن الرزق أمر مُحتم عند الله، لكن كيف للإنسان أن يختار بين طريق الحلال أو الحرام، أما "يوميات أبو عادل 2" فيتناول عِبر كالغيبة والنميمة وصلة الرحم وغيرها.
ويلفت إلى أنّ الدراما الإذاعية لها جمهورها الخاص، كالبائعين وسائقي السيارات والتُجار وأصحاب المحلات، بغض النظر عن تطور الدراما التلفزيونية، منوهًا إلى أنّ "الإذاعة تتفوق في متابعيها في ظل انقطاع الكهرباء المستمر، والذي لا يتأثر به رواد الراديو".
ويقول الفنان الفلسطيني: "بالإضافة لقلة مصاريف الإنتاج، نواجه صعوبات في تناول موضوعات سياسية كمعبر رفح وحالة الانقسام، نظرًا لعدم توافقها مع الأطياف الفلسطينية المختلفة، لذلك عكفنا على التحدث عن قضايا عامة يُجمع عليها الناس".
من جانب آخر، يفيد المخرج المسرحي حازم أبو حميد، بأن فلسطين تربة خصبة للأعمال الدرامية، لكن الظروف السياسية الصعبة لعبت دورا كبيرا في تأخر الدراما الفلسطينية.
وينوه أبو حميد لـ"العربي الجديد" إلى أنه مع انتشار الفضائيات الفلسطينية ورغبتها في تقديم محتوي متنوع للجمهور، أصبحت تهتم بالدراما، لتواكب السباق المحموم الذي تتسابق به الفضائيات العربية في صناعة الدراما الخاصة برمضان.
ويشير إلى أن المُنتح الدرامي الفلسطيني لا يزال ضعيفا مقارنة بالأعمال العربية، التي تنتج في الشهر الفضيل، مُرجعا ذلك لضعف تكاليف إنتاج الأعمال الفلسطينية، إذا ما قورنت بغيرها العربية.




المساهمون