التراث في محفظة

التراث في محفظة

07 مارس 2016
تحولت الكوفية إلى موضة (العربي الجديد)
+ الخط -
الحفاظ على التراث الفلسطيني صار هاجس أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات، فلا يتركون أي وسيلة من أجل هذا الهدف، وخاصة بعد ابتعاد الجيل الجديد من أبناء الشعب الفلسطيني عن كل ما هو تراثي ليركب موجة الموضة العصريّة. وهو ما يقوم به بشكل خاص اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، إن كان داخل المخيمات أو خارجها.

وللحفاظ على هذا الإرث، قامت سيدات فلسطينيات بإدخال التطريز التراثي الفلسطيني على أشياء عدة سواء في الملابس أو الإكسسوارات النسائيّة وآخرها كان محافظ جلديّة نسائيّة مطرّزة بالقطبة الفلسطينيّة.

ألماظ الشرقاوي قالت لـ"العربي الجديد": "المحافظ الجلدية النسائيّة الصغيرة موجودة في الأسواق بكثرة وعليها طلب خاصة من السيدات والفتيات اللاتي في مقتبل العمر، وجاءت فكرة تطريزها بالقطبة والألوان الفلسطينيّة حفاظاً على التراث الفلسطيني، لأنها تعتبر فكرة سريعة لإحياء التراث ولاقت رواجاً في أوساط الفتيات".

وتضيف "نستخدم القطبة الفلسطينيّة في تطريز المحافظ الجلدية، وهي تختلف في ما بينها لأن كل منطقة في فلسطين لها قطبتها الخاصة وألوانها الخاصة، كذلك نستخدم ألوان الخيوط بنوعين، النوع الأول هو الألوان التي تتماشى مع الموضة الحالية، أما النوع الثاني فهي الألوان التراثية الفلسطينيّة المعروفة في مدن وقرى فلسطين، وأحياناً ندمج بين النوعين من الألوان لتتماشى مع ثياب الفتاة التي ترغب في اقتناء المحفظة لتكون ألوانها عصريّة".

تلفت الشرقاوي إلى أن الألوان الأساسية للتطريز الفلسطيني تنحصر في الأحمر والأزرق والأخضر والأبيض، ولكن تم إضافة ألوان أخرى كي تبدو عصريّة وتناسب أذواق الجيل الجديد من الفتيات، فامتزجت ألوان القطبة الفلسطينيّة بمشتقاتها حيث لكل لون سبعة مشتقات، بالإضافة إلى اللون البنفسجي والخمري والزهري، مع الحفاظ على شكل القطبة نفسها.
وتقول: إن المحفظة الواحدة تحتاج لمدة خمسة أيام لتنفيذها، والعمل يكون بأوقات متفاوتة لأنه مُتعب ويُرهق أعصاب اليد ويحتاج إلى تركيز، ورغم ذلك يتم بيع القطعة الواحدة بحوالي 20 دولاراً أميركياً.

يتم بيع هذه المحافظ في المعارض التي تُقام في المخيمات الفلسطينيّة في لبنان، وأحياناً يتم تسويقها خارج لبنان عن طريق المعارف والأصدقاء الذين يطلبون منها في بلدة عدة، لكن لم تستطع ألماظ أن تسوّق إنتاجها في معارض خارج لبنان لأن من الصعب على اللاجئ الفلسطيني الذي يحمل وثيقة سفر أن يحصل على تأشيرة دخول إلى البلدان العربية أو الأوروبيّة التي تتواجد فيها الجاليات الفلسطينيّة.

ويذكر أن بعض المتاجر غير الفلسطينية في لبنان، باتت تعرض منتجات معمولة بالكوفية الفلسطينية، إن كانت حقائب أو معاطف، أو ملابس، وهو ما تحوّل إلى موضة قبل سنوات في لبنان، لتعود وتنحسر هذه الموضة لصالح أشكال وأزياء أخرى.


اقرأ أيضاً: محمد عسّاف متهم بـ " التمييز ضد المرأة"

المساهمون