البيت الفلسطيني..شاهد على الحضارة

البيت الفلسطيني..شاهد على الحضارة

29 فبراير 2016
المنزل القديم في قطاع غزّة (عبد الحكيم أبو ريّاش)
+ الخط -


يجلس الفلسطيني، عاطف سلامة، كل صباح بين أروقة منزله القديم في غزة، والذي يعود إلى الحقبة العثمانية، بعد أن قام بشرائه وتحويله من مجرد أكوام من الحجارة الرثة، إلى قصر من القصور القديمة، الشاهدة على الحضارة الفلسطينية الممتدة على مدار التاريخ.

حجارة قديمة، وخارطة فلسطين المحفورة على أسوار المنزل الخارجية، ولوحات فنية تزاوج بين الماضي والحاضر، تلخّص حكاية المنزل الذي مر على بنائه أكثر من أربعة قرون، وتنقّلت ملكيّته خلالها بين أيدي أصحابه، الذين أبقوا عليه للشهادة على حقهم في أرضهم.

ويتكون المنزل من طابقين، فالطابق السفلي يضم أرض الديار والبحرة والمضافة الداخلية والخارجية وغرفتي معيشة ومكتبة خاصة. أما الطابق العلوي، فيتكوّن من غرفتي معيشة ومطبخ والإيوان بالإضافة للموقد الخاص، والذي استخدم فيه الأحجار الطينية، ليعطي شكلاً جماليّاً مواتياً للشكل العام الخارجي.

ويقول سلامة لـ"العربي الجديد"، إنّ الرغبة في الحفاظ على الآثار والتراث الفلسطيني، والسعي للمزاوجة بين الماضي والحاضر الفلسطيني، كان الدافع الأبرز وراء شراء منزله الجديد، وإعادة ترميمه ليصبح صالحاً للسكن مجدداً.

ويلفت سلامة إلى قيامه ببيع منزله الذي كان يقيم به سابقاً من أجل شراء المنزل الجديد، وإعادة ترميمه، وفقاً للتصوّر الذي أعده مسبقاً وعائلته لشكل المنزل، كي يخرج بصورته النهائية التي تظهر جمال العمارة العربية في البناء.




وخلال مرحلة ترميم المنزل، عثر العاملون به على الكثير من الصخور والحجارة القديمة التي تجاوز عمرها مئات السنين، والتي جرى استخدامها بشكل فني في البيت للخروج بمظهر جمالي يحاكي طابع البيوت العربية القديمة.

ويلفت إلى أنه تحمل الكثير من الأعباء المادية في مراحل ترميم المنزل الأثري، وذلك من أجل المحافظة على التراث والعمارة الفلسطينية القديمة، التي تعاني بشكل كبير منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، والمحاولات الدائمة لنزع أي إثبات للفلسطينيين في أراضيهم.

ويشير سلامة، إلى أنّ فكرة العيش في منزل يحمل في طابعه التراث الفلسطيني والعربي في العمارة، بدأت تراوده قبل أربع سنوات، وقرر البدء بالبحث عن منزل قديم مشيد من أجل إعادة ترميمه، وللانتقال إليه برفقة عائلته المكونة من ستة أفراد.

ويأخذ المنزل الذي تبلغ مساحته نحو 180 متراً الطابع العربي القديم في العمارة من خلال أسواره المرتفعة المبنية من الحجارة كبيرة الحجم وثقيلة الوزن، وذلك من أجل إكسابه عازلاً طبيعياً يمنحه البرودة في فصل الصيف، والدفء في فصل الشتاء.

ويبين سلامة، أنه أشرف بشكل كامل على عملية إعادة ترميم المنزل وتصميمه بالشكل الفني والهندسي، للخروج بالشكل الذي يريده. ويشير إلى وجود العديد من الصعوبات التي واجهته خلال عملية إعادة ترميم المنزل الأثري، كنقص المواد اللازمة، وعدم توفرها في الأسواق الغزية، واللجوء إلى استيرادها من الضفة الغربية ومصر، وارتفاع التكلفة المادية لعمليّة الترميم.




إقرأ أيضاً: بعد25 عاماً..ليوناردو دي كابريو يفوز بأول أوسكار

دلالات

المساهمون