غضب سينمائي مصري لحبس ابنة السبكي

تسود حالة من الغضب بين السينمائيين في مصر بعد الحكم القضائي الذي حصلت عليه رنا ابنة المنتج محمد السبكي بسبب برومو فيلم "ريجاتا" الذي عُرض منذ أشهر وقامت ببطولته الفنانة إلهام شاهين.

وتعود التفاصيل إلى تقدم المحامي سمير صبري ببلاغ إلى النيابة يتهم فيه محمد السبكي وابنته رنا التي أنتجت فيلم "ريجاتا" بالتحريض على الفاحشة بسبب برومو الفيلم الذي احتوى من وجهة نظره على إيحاءات جنسية وعبارات خادشة للحياء لا يصح أن تقال. وبعد التحقيقات ومشاهدة البرومو تم إصدار حكم بحبس رنا عاماً، بالإضافة إلى غرامة مالية تقدّر بعشرة آلاف جنيه، فيما تمت تبرئة والدها محمد السبكي.

وبعد صدور الحكم، أعربت جبهة الإبداع المصري عن استيائها من الحكم الصادر بحق فتاة صغيرة في عمر رنا، وأصدرت بياناً جاء فيه أن الجبهة تعلن تضامنها معها وشجبها للحكم الصادر، ووصفت الجبهة مثل هذه البلاغات بأنها إهانة لحرية الفكر والإبداع التي يكفلها الدستور المصري، كما أن الحكم إهانة لدولة المؤسسات التي حاربنا طويلا لترسيخ قواعدها.

وأضاف البيان أن الحكم الصادر ضرب بعرض الحائط سلطة الجهاز الوحيد في الدولة المخول له بتقييم ومنع أو إجازة الأفلام وهو جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والذي طالما أنه أجاز هذا الفيلم فتلك الإجازة تعني أنه لا مسؤولية قانونية على صاحب هذا المنتج بعد موافقة الجهات الحكومية عليه، ونحن نستغرب كذلك الصمت الكامل لتلك المؤسسة التي من دورها حماية الفنانين أمام القانون، كما هي من مسؤوليتها أن تكون رقيبة عليهم إزاء تلك القضية لأعوام طويلة.

من ناحيته، قال نائب رئيس غرفة صناعة السينما المخرج شريف مندور، عبر فيسبوك، إننا في دولة عبث لا تحترم لا دستوراً ولا قانوناً، وأوضح أن المادة 67 من الدستور مكتوب فيها نصا: "لا توقع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بسبب علانية المنتج الفني أو الأدبي أو الفكري".

أما المخرج محمد العدل فقال لـ"العربي الجديد"، إنه حكم غريب، لذا فلا ينبغي الصمت حياله. ومن المقرر أن يقيم اتحاد نقابات المهن الفنية ونقابة المهن السينمائية ونقابة المهن التمثيلية بالتعاون مع جبهة الإبداع مؤتمراً ضد دعاوى الحسبة وضد إهانة الحريات التي كفلها الدستور للحديث في هذا الموضوع الشائك والدعاوى التي تأتي ضد الحريات وذلك يوم السبت المقبل.

من جانبها، قالت بطلة الفيلم الفنانة إلهام شاهين إنها اندهشت جداً من الحكم الصادر، لأن الرقابة على المصنفات الفنية هي الجهة الوحيدة المنوطة بالموافقة أو الرفض للمنتج الفني الذي يعرض عليها، وما حدث يعد بكل المقاييس انتهاكاً للحريات والإبداع من قبل مقيم الدعوى القضائية.

وقالت الناقدة حنان شومان لـ"العربي الجديد"، إنها صدمت من الحكم الصادر على هذه المنتجة الصغيرة سنًّا، وهنا الأمر ليس له علاقة بالطبع بالسن ولكن له علاقة بالذي كان ضرورياً أن يحدث وهو محاكمة مسؤول الرقابة الذي وقّع على عرض الفيلم، فالرقابة فقط، "ونضع تحت فقط مليون خط"، هي الوحيدة التي من شأنها الرفض. وتساءلت شومان: ما دخل رنا أو والدها في عمل أنتجاه وأجازته الرقابة؟ وأنهت كلامها قائلة إنه يجب التصدي بكل قوة لمثل هذه الدعاوى الغريبة التي لا يهدف أصحابها سوى البروباغندا وتسليط الأضواء عليهم فقط.

اقرأ أيضاً: إلهام شاهين تعترف لـ"العربي الجديد": لهذا حلقوا شعري "زيرو"