"الملبن العثماني".. حلوى العيد في صيدا اللبنانية

"الملبن العثماني".. حلوى العيد في صيدا اللبنانية

العربي الجديد

الأناضول

avata
الأناضول
16 يوليو 2015
+ الخط -


لا يزور عيد الفطر مدينة صيدا الساحلية، جنوب لبنان، إلا حاملاً معه "الملبن"، وهو حلوى العيد بالنسبة لأهالي المدينة، الذين يبدو أنهم توجوا "ملوكاً" على عرش هذه الصناعة.

محمود النقوزي (72 عاماً) يحمل سرّ صناعة الملبن العثماني، والتي ورثها عن جدته التي تعلمتها بدورها في مدينة إسطنبول التركية، حين كانت تبحث عن زوجها الذي ذهب للقتال مع الجيوش العثمانية، خلال الحرب العالمية الأولى ولم يعد.

بحسب النقوزي "يزيد الطلب على الملبن في موسم الأعياد، وتحديداً في العيد الصغير"، في إشارة إلى عيد الفطر كما يطلق عليه بعض اللبنانيين وفي دول عربية أخرى. وشرح عن توارثه صناعة الملبن العثماني، فقال "كان جدي يقاتل مع الجيش العثماني، وحين انقطعت أخباره ذهبت جدتي إلى إسطنبول لتبحث عنه، وخلال تواجدها هناك تعلمت مهنة صناعة الملبن العثماني، لتعود بعدها إلى لبنان".

مهنته الأساسية لم تكن صناعة الملبن، لكن رغبة النقوزي في إعادة إحياء هذه الصناعة دفعته إلى سؤال أبيه عن سبب توقف العائلة بعد وفاة الجدة عن ممارسة مهنة إنتاج الملبن، فشرح له الجد أن ذلك يعود لأسباب، منها أنها مهنة تتطلب عملاً وجهداً كبيرين، وعندها قرّر الحفيد إعادة إحياء المهنة في العائلة، وباشر بتجارب لإنتاج الملبن والعمل على تطويره، حتى وصل إلى مرحلة الإنتاج والبيع في الأسواق.

وعن طريقة صناعة الملبن، أوضح أن الأمر يحتاج إلى "البال الطويل"، إذ تبدأ بعملية "شك" الجوز بالخيط بواسطة الإبرة، أي إدخال حبات الجوز إلى الحبل الذي يتراوح طوله ما بين 125 و200 سم، وتبعد الحبة عن الأخرى حوالى 10 سم. وأشار إلى أن مكونات "الملبن" تتألف أيضاً من سائل مطبوخ، رفض الإفصاح عن مكوناته التي تمزج في حلة من النحاس وتوقد تحتها النار.




وبعد عملية الشك "يُغمس الحبل الواحد تلو الآخر في السائل المطبوخ، وتبقى حبال الملبن ثلاثة أيام معلقة حتى لا تصاب حبات الجوز بالعفن، ثم تُجمع وتغمس ثانيةً وثالثةً ورابعةً كل يوم حتى ينضج ونقوم بتقطيعه وبيعه".

ويضيف النقوزي "في البداية كنت جديداً في السوق، فكان التجار يحاربونني، أما الآن فالجميع ينتظرون إنتاجي، إذ قالت لي إحدى الزبونات مرة: أنت ملك الملبن". واستدرك قائلاً بفخر "بالفعل أنا ملك الملبن".

يعمل الرجل السبعيني، الذي تعاونه زوجته وابنته، في منزله الذي حوّله إلى مصنعه الخاص، ويقول "أسعى إلى توريث مهنتي هذه.. طبعاً سأعلم زوجتي وابنتي وابني، لكن سأشترط عليهم التالي: لا تعطوا سر المهنة لأحد، واحتفظوا به لأنفسكم".





اقرأ المزيد: "قيمر" العراق باقٍ

المساهمون