الزيّ الأزهري: تفاصيله ومعانيه

الزيّ الأزهري: تفاصيله ومعانيه

09 يونيو 2015
طلاب الأزهر الصغار (Getty)
+ الخط -
لرجال الأزهر وأبنائه، شيوخه وطلبته، زيّهم التاريخي الذي عُرفوا به، وأغلب الظنّ أنّه وُحّد في عصر الدولة العثمانية، وهو ينسب غالباً إليها، حيث كان علماء الأزهر يحضرون المراسم والاحتفالات السلطانية المختلفة، ويرجّح ذلك مدى الشبه بين الأزياء العثمانية والزيّ الأزهري.
يتألّف هذا الزيّ من غطاء للرأس هو العمامة، وثياب للجسم تتمثّل في الكاكولة والجبّة.
ومن الرسوم والتصاوير المتوافرة والوثائق المحقّقة، يتبيّن أنّ الزي الأزهري لم يتبدّل كثيراً عن هيئته الأولى.

وحين تبنّت مشيخة الجامع الأزهر فكرة توحيد زيّ الطلاب والعلماء والمدرّسين في ستينيات القرن الماضي، تركت للطلاب حرية ما يرتدونه أسفل الكاكولة، مثل ارتداء الجلابية (الثوب) بدلاً من القفطان، إذ لم يكن يتيسّر شراء القفطان لجميع الطلاب.

كسوة رمضان
من تقاليد الأزهر أنّ العلماء كانوا يحصلون على بَدَل كسوة، تُصرف لهم من الإدارة المالية، كانت تُسمّى "الروزنامة"، وذلك في شهر رمضان من كلّ سنة. وكان الحدّ الأقصى لبدل الكسوة ثلاثين جنيهاً وثلثي الجنيه، والحدّ الأدنى تسعة جنيهات، وظلّ ذلك معمولاً به حتى أواخر القرن التاسع عشر.

في أوائل القرن العشرين حظي الطلاب ببدل كسوة، حين اشترط بعض الواقفين، الذين تبرّعوا بإنشاء معاهد أزهرية، صرف بدل كسوة سنوية للطلاب، فكان يؤخذ على وليّ أمر الطالب تعهدٌ بإحضار الكسوة حسبما هو مبين فى "كتاب الوقف"، وكانت الكسوة تتألّف من التالي: جبّة، وقفطان، وصديري، وقميص، ولباس، وحذاء، وعمامة، وطربوش، وحزام.

تمرّد فاشل
ومع دعوات التفرنج، حدثت بعض الانتكاسات للزيّ الأزهري. ففي عام 1928 تمرّد بعض طلاب الأزهر على ارتداء الجلابية أو القفطان أسفل الكاكولة، وقاموا بارتداء الزيّ الإفرنجي المعروف بالبدلة والطربوش، لكنّ الأزمة انتهت بعد إنذارهم وتنبيههم إلى ضرورة الالتزام بالزيّ التقليدي.


وبالرغم من تراجع التزام الطلاب في العصر الحالي بهذا الزيّ، إلا أنّ القادة من أصحاب الوظائف الدينية الكبرى لا يزالون ملتزمين به، كشيخ الأزهر، ومفتي الديار المصرية، وكبار الدعاة، وأئمة المساجد الكبرى.

كسوة التشريف
يُذكر أنّه كان هناك ما يُسمى بـ "كساوي التشريف"، وهي إما "علمية" تُمنح لصفوة العلماء، أو "مظهرية" تُمنح لمن تعلو منزلته بين الناس من أهل العلم.

ويمتاز أصحاب كساوي التشريف بأنهم يحضرون التشريفات، ويدعون إلى الاحتفالات العمومية والرسمية، كما يمنحهم هذا الزيّ ميزة السفر بنصف الأجرة في قطار السكة الحديدية.
أما الكسوة الأعلى مرتبة وشرفاً فكانت لشيخ الأزهر. وقد كان من مراسم الاحتفال بتعيين شيخ الأزهر في العصر العثماني، أن يقوم الوالي بإلباسه حلّة فرو سمّور، وهو حيوان ثديي يقطن شمالي آسيا وفروه غالي الثمن.


وقد ظلّ الاحتفال بتعيين شيخ الأزهر وخلع كسوة التشريف عليه تقليداً سائداً، طوال عهد محمد علي وخلفائه منذ 1805، ولم يتوقّف إلا بعد ثورة 23 يوليو/تموز 1952.

إقرأ أيضاً: الكردان.. الحلية الواقية من الحسد

دلالات

المساهمون