سعد لمجرد.. خوليو العرب الذي أصبح "المعلّم" في الشرق

سعد لمجرد.. خوليو العرب الذي أصبح "المعلّم" في الشرق

29 مايو 2015
سعد لمجرد.. بات منافساً حقيقياً لمطربي حفلات الخليج
+ الخط -
لم ييأس الفتى المغربي سعد لمجرد من تجاهل الجمهور العربي وشركات الإنتاج العربية لصوته وحضوره، أبان حلوله ثانياً في الموسم الرابع لبرنامج اكتشاف المواهب الغنائية "سوبر ستار" في العام 2007، حيث لم يعيره أحد أي اهتمام رغم أنه خرج من المسابقة بلقب "خوليو العرب" الذي منحه إياه إلياس الرحباني. فلمجرد كان يعلم أن ذاكرة الجمهور العربي قصيرة، وهو سرعان ما ينسى مبدعيه ولا يشغله إلا الحاضر أمامه في عصر أغنية الصورة.

صدمة لمجرد بعد "سوبر ستار" لم تثنه عن إكمال دراسته الموسيقية في الولايات المتحدة الأميركية والتي كان قطعها للمشاركة في البرنامج، فنجل المغني المغربي البشير عبدو والممثلة المغربية نزهة الركراكي، قرر أن يعود للغناء في الشرق العربي كفنان وليس كهاوٍ، فكان العام 2009 موعداً لأولى أغنياته "واعديني"، التي كانت بمثابة مشروع تخرجه الموسيقي، فلقيت الأغنية انتشاراً في منطقة المغرب العربي.

من تابع "سوبر ستار" والغناء الذي قدمه لمجرد في موسم البرنامج، يدرك أنه يغني من منطلق التمازج بين الصوت والشكل ـ "الكاراكتر" في ما يقدمه غناءً، فمن هذا الباب اشتهرت للمجرد في منطقة الخليج العربي والأردن أغنيته "سلينا" ذات الكلام المغربي والإيقاع الموسيقي العراقي، ولم تعرف شريحة كبيرة من الجمهور وقتها صاحب الأغنية التي حققت رواجاً كبيراً، فلم يبق مغنٍ شاب إلا وقدم الأغنية في حفلاته، حتى قرر لمجرد اختراق سوق الغناء العربي بلكنته المغربية بأغنية "إنت باغية واحد"، معتمداً على الإيقاع الخليجي الذي ميّز الأغنية، فنال لمجرد الشهرة، النجومية والانتشار التي يبحث عنها، فوصلت مشاهدات الأغنية على اليوتيوب لـ44 مليوناً، حتى بات في غنى عن شركات الإنتاج متسلحاً برغبة الجمهور الحقيقية بالتعرف إليه، فصار وجهاً مألوفاً في مهرجانات الشرق العربي ووسائل إعلامها.

الطفرة الغنائية التي صدمت الساحة الفنية تالياً بالانتشار الكبير لأشهر مغنٍ مغربي في المشرق العربي، جعلت من العاملين في الساحة الفنية يترقبون تحركات لمجرد الفنية، حتى من الفنانين أنفسهم، وخاصة الذين يحتكرون حفلات زفاف أمراء الخليج العربي وأصحاب المال، فلمجرد الذي صار مطلوباً بشدة في مختلف أرجاء الوطن العربي، ولم يعد موهبة تطلب الدعم لإثبات الوجود، بل صار مزاحماً لأهم النجوم في حفلات الأعراس الخاصة، وصارت دبي مقراً لإقامته لا ممراً لأغنياته.

فهذه الطفرة التي راهن البعض على انطفائها، نظراً لصعوبة تحقيق لمجرد لقفزة جديدة عبر أغنية توازي نجاح "إنت باغية واحد"، جعلت كثيرين يخسرون رهانهم، فأغنية "المعلم" التي لم يمض شهر واحد على إطلاقها، حققت فقط على صفحة لمجرد الشخصية على اليوتيوب أكثر من 25 مليون مشاهدة، ورسخت أقدامه فنياً، حيث صارت الأغنية تحمل للمجرد لقب "المعلم" وصار الفتى الموهوب الذي يبحث عن فرصة للظهور، أستاذاً في الغناء وركنا هاماً في مداميك الغناء العربي الحديث.

المطلوب من لمجرد أن يبقى خفيف الظل في أغنياته، قادراً على أن يحقق التوازن المطلوب بين فورته كمغن شاب، وبين الخيط الرفيع بين الغرور والثقة بالنفس. وأن يواصل اللعب بذكاء في الحالة الفنية التي اجترحها بالمزاوجة بين الكلام المغربي "المفهوم بالشرق" وبين الإيقاع الموسيقي المطلوب عربياً، ليبقى منتشراً بقوة. فهو إن وقع في فخ الاستهلاك الغنائي والتقليد، هوى.

إقرأ أيضا:
قطر: خليط فنيّ واجتماعي في "مهرجان الريان"

المساهمون