"دار الشريط"..أيقونة توزر الثانية بعد "أبو القاسم الشابي"

دار الشريط، متحف تأسس في بداية التسعينيات من القرن العشرين، ويعتبر فضاء ترفيهياً يُبهر زواره بجمال هندسته المعمارية وفخامتها، ففي كل ركن من أركانه بمدينة توزر النائمة وسط واحات النخيل قصة، تروي للأجيال الحاضرة واللاحقة تجارب وحضارة من سبقونا.

و"دار الشريط"، متحف خاص أسسه عبد الرزاق الشريطي سنة 1990، ولا يخضع لإشراف الدولة وعمل في الدار في بداياتها قرابة المائة عامل. بعد سنوات قليلة من تأسيسها أصبحت الدار الأيقونة الثانية لمدينة "توزر"، بعد شاعر تونس الخالد "أبو القاسم الشابي"، أشهر من أنجبتهم المدينة.

عرفت "دار الشريط" عصرها الذهبي خلال السنوات الأولى من افتتاحها، وأصبحت مزاراً ووجهة للأجانب والتونسيين، ولكن بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، أغلق المتحف أبوابه لأربع سنوات، بسبب الظروف الأمنية، بعد الاتهامات التي وجهت لمؤسسه عبد الرزاق الشريطي، بأنه أحد المقربين لنظام "بن علي"  قبل أن يُعاد افتتاحه منذ أشهر، بالتزامن مع نجاح "الشريطي" في انتخابات مجلس نواب الشعب (البرلمان)، حيث كان يترأس قائمة "لمجد الجريد" المستقلة.

علي اللافي، المدير الإداري والمالي للمتحف، قال للأناضول: "تنقسم دار الشريط إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول، متحف العادات والتقاليد، يجد فيه الزائر كل ما يتعلق بحياة التونسي وما

شهدته من تطور على مرّ التاريخ، والجزء الثاني هي مدينة الأحلام، مدينة ألف ليلة وليلة المستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة، والجزء الثالث وهو الأهم: دار الزمان التي تتحدث عن آلاف السنين من تاريخ تونس".

وأشار اللافي إلى أن دار الزمان لا تزال تخضع إلى بعض التحسينات، وترميم بعض مكوناتها بعد أن أُغلق المتحف لأكثر من أربع سنوات. ولا يخلو المكان من الزوار، فما أن يغادره البعض حتى يمتلأ من جديد، خاصة في هذه الأيام التي تتزامن مع تظاهرة الكثبان الالكترونية في نسختها الثانية.

ومحافظة توزر الواقعة في الجنوب التونسي، كانت قبلة السياح المتيمين بالصحراء، وقد عرفت السياحة فيها عصرها الذهبي في الثمانينات من القرن الماضي، عندما اختارها الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، إحدى المحطات السياحية الهامة التي يقضي فيها نقاهته، خاصة في فصل الشتاء.

ولكن منذ أواخر التسعينات تأثر القطاع السياحي في محافظة توزر بالأزمة العالمية، فأغلقت عديد من النُّزل، وشُرِّد المئات من العمال الذين بقيت أمالهم معلقة، في انتظار انتعاشة جديدة، بدأت ملامحها بتنظيم تظاهرات كبيرة، لاقت رواجاً كبيراً، ومع عودة الحياة لفضاء "دار الشريط" أشرقت شمس الجريد من جديد.

اقرأ أيضاً: سهام بادي: الوزيرة المشاكسة