ياسمينا العلواني ..تلك الضحية

ياسمينا العلواني ..تلك الضحية

17 فبراير 2015
سحاب عمل مع عبد الوهاب وفيروز ووقف خلف ياسمينا
+ الخط -
أبهرت ياسمينا العلواني المشاهدين منذ الإطلالة الأولى لها في برنامج "أراب غوت تالنت". غنت الفتاة المصرية البالغة من العمر 16 عاماً أغنيتين للسيدة أم كلثوم. الأغنية الأولى التي قدمتها هي الأصعب بلغة أهل المغنى.

أجادت ياسمينا في ألحان زكريا أحمد في أغنية "عن العشاق سألوني". فلقّبها الجمهور بـ "صاحبة الصوت الضخم"، "خليفة أم كلثوم"، "كوكب الشرق الصغير"، وغيرها من الألقاب.
كلمة المايسترو سحاب أتت من خبير عارف.

هو يعرف تلك الفتاة جيداً، كما عرف من قبلها شيرين عبد الوهاب وآمال ماهر، وخالد سليم وغيرهم. فياسمينا خرجت من كوراله. نحن نتكلم هنا عن قائد الفرقة القومية للموسيقى العربية وكورال أطفال الأوبرا سابقاً، وهو مسؤول عن مشروع كورال أطفال مصر لأطفال الشوارع حالياً. فإذا كانت هناك معايير لتوصيف الصوت فهو الأَولى بها.

المشكلة هنا تقع في مستوى الخفة التي تُدار به الأمور. تلك الخفة التي دارتها الفنانة أحلام على صفحات التواصل الاجتماعي. سواء أكان هناك إجماع على صوت الفتاة أم لا، فإننا بلا شك أمام موهبة تستحق العناية.

رعاية صوت يافع بإمكانيات كبيرة أولى بكثير من ذاك "التسليع" الحاصل للناشئة المصرية. فأهل المغنى الذين "طوشوا" بتغريداتهم أخرجونا من حالة "الموهبة" إلى حالتهم. ذابت ياسمينا إعلامياً لصالح فنانتين وأكثر، اعتمدن أسلوب الصراخ كي يحجبوا أصل الحكاية. كل ذلك لن يمنع ياسمينا من أن تتابع، وتشق طريقها.

أحلام المهاجمة ونجوى كرم وأصالة المدافعتان هنّ في النهاية مطربات. والفرق بين الموسيقي والمطرب شاسع وكبير. تلك ثغرة يعاني منها برنامج "أراب غوت تالنت". إذ تخلو لجنة الحكم فيه من أي موسيقي يضع حداً لكل ذاك النقاش. لكن مفهوم تماماً أنّ الصخب الذي دار هو لصالح الفنانتين صاحبتي النزاع والبرنامج.

أضحت برامج كهذه محرقة حقيقية لمواهب كثيرة. اسألوا محمد عطية وسعود أبو سلطان وعشرات المواهب وغيرهم. كل المواهب تجيّر لخدمة جيل كامل من الفنانين الذين يعجزون عن تأدية أغنية مثل "عن العشاق سألوني". كل المواهب تُجيّر للتغريدات حول البرنامج وعدد زوار اليوتيوب. أما الموهبة نفسها، فهي أسيرة انقسام مفتعل في الرأي العام حتى قبل أن تشق طريقها.

قالت أصالة في إحدى تغريداتها إنّ "كل شخص يحق له إبداء رأيه في هذا المجال". قد يكون ذاك صحيحاً، لو لم تشبّه أحلام صوت الفتاة بالقربة. طالما أننا دخلنا في مجال التوصيف، لذا من الأفضل اعتماد حالة "ع الأصل دوّر". والأصل هنا هو المايسترو سليم سحاب.

سحاب الذي قاد فرقة موسيقية ضخمة لتعزف وراء ياسمينا في أغنية "الرضا والنور" لأم كلثوم. سحاب الذي عمل مع عبد الوهاب وفيروز وغيرهم وقف خلف ياسمينا. أظن أن تلك المعلومات كافية جداً لتهزّ الفنانات افتراضياً. كافية جداً لابتلاع ياسمينا في عالم التسطيح والخفة الافتراضية.

دلالات

المساهمون