الطربوش المصري .. صناعة من وحي التاريخ

الطربوش المصري .. صناعة من وحي التاريخ

الأناضول

avata
الأناضول
12 أكتوبر 2015
+ الخط -
لابد للباحث عن "الطربوش" في القاهرة، سواء كان سائحاً، أو هاوياً، أو صاحب حاجة، من أن يقصد حي "النحاسين" بشارع "المعز" الذي يعتبر أشهر وأقدم الشوارع الأثرية، وسط العاصمة المصرية، حيث ورش صناعة "الطرابيش"، وبعض المحال المترامية الأطراف في المنطقة، والتي ما زالت تعنى بتقديم هذا المنتج.

قرب الحي المذكور، تفوح رائحة تاريخ تنبعث من المكان، ممزوجة بغبار تركته أيام خلت على بضاعة معروضة تشتكي النسيان، سوى من ثلة قليلة تتجلى في شخصيات وطلاب أزهريين، أو سائحين جاؤوا لشرائه.

يجلس الأربعيني إبراهيم رمضان، في ورشته على "ماكينة" الحياكة، ممسكاً بورق مقوىً إسطواني الشكل، ويضع الخامة على آلة كيّ، لتأخذ شكل الطربوش، ويبدأ أولى خطواته وهي التبطين، ومن ثم الصمغ، فالكبس، فالضبط، وصولاً إلى إضافة الحلي والتغليف.

ويتم تبطين القالب الورقي، عبر تغليفه بقطعة من القماش الأحمر التي تم طلاء داخلها بمادة صمغية، ومن ثم يوضع على مكبس حديدي ساخن من أجل ضبطه وتجفيف تلك المادة. لتأتي المرحلة الأخيرة (الحلي)، وهي وضع الزر الذي يتكون من خيوط سوداء، ويتم تثبيته عن طريق إبرة تخترق أعلى منتصف الطربوش، وعقدها من الداخل، قبل كيه، ليصبح فيما بعد جاهزاً.

يقول رمضان للأناضول "صناعة الطربوش مهنة تعلمتها من أجدادي وأعمامي، وورثتها عنهم"، مشيراً أن رواده هم من السياح والمصريين المعجبين، إلى جانب الأطفال الذين يرتدونه كنوع من التسلية. وربط الحرفي بين زيادة بيع "الطرابيش"، وحركة السياحة، لافتاً إلى أنه كلما تراجعت السياحة، تأثرت نسبة مبيعاته.





واختلفت الروايات حول بداية ظهور "الطربوش" في مصر، حيث يقال إن بداية صناعته تعود إلى نحو 400 سنة، وأن أول ظهور له كان في اليونان، وألبانيا، ثم انتقل إلى العرب، خلال الحقبة العثمانية، فأصدر السلطان سليمان القانوني، عدة فرمانات في غرب المنطقة ومشارقها، بتعميمه، كزي بروتوكولي.

وعرفت مصر، صناعة "الطربوش"، في عهد الوالي محمد علي باشا، وكان ارتداؤه عادة عثمانية، ثم أصبح مكوناً أساسياً في زي موظفي الحكومة، ويعاقب من لا يلتزم به. وظل "الطربوش" ﻣﻈﻬﺮﺍً مهماً ﻟﻠﻮﻗﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ فى ﻣﺼﺮ، حتى قيام ثورة يوليو/ تموز 1952، حين قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلغاء فكرة إلزامية ارتدائه، ليصبح المصريون أحراراً فيما يرتدونه.

دلالات

ذات صلة

الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

شهدت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، موجة من السخط والدهشة، بعدما قارن حالة المصريين في ظل التردي الاقتصادي بحالة أهالي قطاع غزة.
الصورة

سياسة

كشف تحقيق لصحيفة "ذا غارديان"، الاثنين، عن أن الفلسطينيين اليائسين لمغادرة قطاع غزة يدفعون رشاوى لسماسرة تصل إلى 10 آلاف دولار، لمساعدتهم على مغادرة القطاع.

المساهمون