"دكان" إليزابيث الثانية

"دكان" إليزابيث الثانية

21 يناير 2015
خضرة طازجة بمواصفات ملكية
+ الخط -
بعد أسبوع حافل بالعمل وروتينه أو متاعبه، وهرباً من ضجيج لندن، وبحثاً عن سويعات أو دقائق لملء الصدر بما أمكن من الهواء المشبع بالأوكسجين، وإراحة العين من ألوان الإسفلت والأسمنت القاتمة، يهرب الناس إلى "ويندسور" الوادعة، ليس بعيداً عن أقصى غرب لندن، للاستراحة وتناول وجبة ملوكية بين أحضان الريف الإنجليزي. 
مئات آلاف السياح يتقاطرون إلى "ويندسور" سنوياً لزيارة القصر الملكي الذي فتحت الملكة إليزابيث الثانية جناحاً منه للزوار منذ العام 1997، بعدما تعرض لحريق في العام 1992 واحتاج إلى كثير من الأموال لإصلاحه. والأكثر من زوار القصر الملكي هم رواد المدينة الذين يحجّون إليها في كل المواسم، وحتى في نهاية الأسبوع، إما للاستمتاع بالجولات النهرية في نهر التايمز أو بحيرة "دورني" التي تمتد على مساحة 2200 متر، أو للتسوق في متاجر المدينة التقليدية، أو زيارة صالة "ستانلي سبنسر" التي تعرض فيها أعمال الفنان البريطاني الشهير ستانلي سبنسر، أو ربما لممارسة إحدى الهوايات مثل المشي أو غيرها من الرياضات، أو ربما لتناول وجبة ملكية في مطعم المزرعة الملكية. 
مطعم المزرعة الملكية "ويندسور فارم شوب" الكائن في ظلال قلعة ويندسور، وعلى بعد حوالي 30 ميلاً إلى الغرب من مدينة لندن، ليس بالمكان العادي، فالمكان في غاية الجمال من ناحية الموقع والتصميم، حيث تنبسط مبانيه التي رممت بعناية فائقة بعد أن كانت اصطبلات للخيول الملكية خلف سور فيكتوري. يضم المطعم قاعة داخلية تستخدم غالباً عندما يكون الطقس بارداً أو ماطراً، أما الساحة الخارجية، والتي تبدو وكأنها جزء من الرياض الملكية، فقد وضعت فيها مقاعد خشبية مظللة ومحاطة بالكثير من الزهور وشجيرات الخزامى. 
يقدم المطعم وجبات ومشروبات كلها ممهورة بالشعار الملكي البريطاني، والأهم أن جميع الوجبات والمشروبات أعدّت طبقاً للمواصفات التي لا ترضى الملكة اليزابيث الثانية بأقل منها طالما أنها وسمت بالشعار الملكي. وجبات وسندويشات وفطائر إضافة إلى أصناف من أطباق المقبلات والخضر والشوربات، مع الكثير من أصناف الكعك والبسكويت، وطبعاً أصناف الشاي الإنجليزي والقهوة. 
أما في دكان المزرعة، فكل المعروضات من اللحوم إلى الخضر والفواكة والمعجنات والألبان والأجبان، حتى أن الدكان يبيع جلود الخراف الملكية التي نظفت ودبغت وباتت قطعاً تزين بها المنازل. تأتي جميع المنتجات المعروضة على رفوف الدكان، أو في السلال الأنيقة، من المزارع الملكية ويندسور، في غرب لندن، وسندرينغهام في نورفولك، في شمال شرق إنجلترا، وبالمورال في اسكتلندا. 
لحوم وخضرة 
في هذا القسم تجد في الثلاجات لحوم الطيور مثل الفيزانت (الدجاج البري) والبارتريج (الحجل) بالإضافة إلى الدجاج والبط والديك الرومي، وكلها تربى في مزارع ملكية، ثم هناك لحوم الأرانب والغزلان والأبقار والأغنام والخنازير، بالإضافة إلى عدة أصناف من الأسماك والمأكولات البحرية. وتباع مختلف أصناف اللحوم إما طازجة أو مقددة أو مصنعة مثل "نقانق اليوبيل". 
وتمتلئ رفوف دكان الملكة بقائمة طويلة من الخضروات والفواكه الطازجة والطبيعية أي المنتجة باستخدام السماد الطبيعي الخالي من أي مواد كيماوية، وتعرض الفواكه والخضروات بأسلوب يثير شهية المتسوقين في سلال ملكية فتبدو وكأنها جنيت من الحقول والبساتين الملكية للتو... في السلال والصناديق الخشبية تجد أشهى الخضر مثل الفطر البري، البندورة، الخيار، ومن الفواكه تجد التوت بكل أنواعه البرية، والتفاح والإجاص والحمضيات. 
الأجبان والعسل 
لا يخلو دكان الملكة من الألبان ومشتقاتها من الأجبان، ومعظمها من إنتاج محلي، أي من الأراضي الملكية. ويجد المتسوقون أكثر من 20 صنفاً من الأجبان والألبان بالاضافة إلى الحليب كامل الدسم والحليب الخالي من الدسم، كما تجد أصنافاً من الكريمات والآيس كريم المعبأة أو المغلفة بأسلوب ملكي يروق لأبناء الطبقة "الراقية" من الإنجليز الذين يعشقون العيش والتصرف تبعاً للتقاليد الملكية المتوارثة. كذلك سمحت الملكة "صاحبة الدكان" لابنها ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز بعرض وبيع بعض منتجات مزارعه في الدكان. 
والذي يستهويه البسكويت الإنجليزي لا بد له من أن يزور المكان، حيث يجد تشكيلة من أنواع البسكويت الإنجليزي، مثل «اليوبيل الملكي» الذي عمل خصيصاً بمناسبة «اليوبيل الذهبي»، عيد جلوس الملكة، وصمم على شكل تاج. وإذا كنت من محبي الـ"كريم تي" الإنجليزي (أي الشاي مع الكعك والقشطة والمربى) تصبح الزيارة ضرورة وملحّة. وهنا يجد عشاق العسل أصنافاً نادرة من العسل الطبيعي الخالص والمربى والعصائر بالإضافة إلى أصناف من الشاي الإنجليزي والقهوة الملكية.. وتطول القائمة إذا ما أضفنا إليها أصناف المشروبات الروحية والعصائر والحلويات وفطائر الزعتر البري وأنواع الخبز المعجون بزيت الزيتون والكعك والسندويشات والمعجنات والمعدّة بالكامل على الطريقة "المنزلية". 
المكان "ملوكي" بكل المواصفات ويمكن للزوار قضاء ساعات بعد يوم طويل والاستمتاع بتذوق الشاي والبسكويت والسندويشات ذات المستوى العالي... وتناول إفطار أو غداء في ضيافة ملكة بريطانيا وفي أجواء تحاكي أجواء قصر "ويندسور".

المساهمون