أحمد العمري: عائلتي تفتخر بي كراقص باليه فلسطيني

أحمد العمري: عائلتي تفتخر بي كراقص باليه فلسطيني

24 يونيو 2014
تصوير خليل العلي
+ الخط -
أحمد  العمري راقص باليه فلسطيني شاب عمره 20 عاما فقط. يدمج في رقصه الخيال والواقع. ويؤكّد في حديث لـ"العربي الجديد" "كلّ شخص ينظر إلى فنّ الباليه نظرة دونية أقول له إنّك مخطئ، فنحن لسنا راقصين مبتذلين بل راقصون لهدف وطني تعبيري فلكلوري ملتزم. وأنا أعاني كثيراً من نظرة المجتمع الشرقي إلى راقص الباليه، واستخفافه بحركاته على أرض المسرح، والكثير من الناس لا يقدّرون الفنّ والموهبة وينظرون إليّ نظرة سلبية لأنني أرقص مع الزميلات".
ويوضح: نضطرّ إلى أن نتعاون في بعض الحركات الاستعراضية مع بعضنا بعضاً. فهذا فنّ ويجب عدم الامتعاض منه، فأنا وزميلاتي في الرقص نكون كإخوة، هدفنا واحد هو تقديم الأفضل. وفي رأيه أنّ "الرقص سلاح لمواجهة كلّ جهل وتخلّف واضمحلال، فالاحتلال يهدف إلى إغراق الشعب الفلسطيني في هذا التخلّف كي ينسى قضيته وبلده الأم فلسطين".
والعمري قرّر أن يغرّد خارج السرب، وأراد أن يكسر الصورة النمطية المعروفة أو المنمطة في أذهان كثيرين عن الرقص، فجعل من رقصه وعشقه الباليه دافعاً كي تظهر موهبته ويتقدّم بها، في مجتمع لا يزال يحافظ على عاداته وتقاليده بصورة كبيرة: مرّت عليّ خمس سنوات وأنا أمارس رقص الباليه، وليس فقط الرقص فنحن نجسّد قضية وطنية فلكلورية، من خلال الحركات والرقصات والدبكة الشعبية على أرض المسرح، ونمارس الرقص بالدمج بين الباليه والرقص التعبيري والدبكة والفلكلور الفلسطيني، وينتهي العرض بمسرحية فيها كلّ العناصر والمكوّنات لأيّ رسالة نودّ توجيهها إلى الناس".

ويتابع: رقص الباليه بالنسبة لنا أسلوب حياة، رغم وجود نظرة سطحية إلى راقص الباليه، خصوصاً إذا كان رجلاً. لكنّ الراقص عندما يمارس موهبة الرقص تغيب عن ذهنه كل هذه الأقاويل والنظرات السلبية وينغمس بينه وبين روحه لإيصال رسالة إلى العالم أجمع، يعبّر بواسطتها عن كلّ ما في داخله من أوجاع وآلام، ويسعى إلى تحرير الذات والروح التي أثقلها العناء وما نعاني منه نحن الشباب المقبلين على الحياة.
وأضاف: عرض الباليه والدبكة والرقص والتمثيل، في آن واحد، فنّ بحدّ ذاته، فأنا لم أفعل أيّ شيء خطأ في رقصي الباليه..كي أخشى من نظرة المجتمع. بل إنّ عائلتي تفتخر بي. ربما لم يصل جميع أفراد المجتمع إلى هذه الدرجة من الانفتاح والتفهّم، وربما يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنّنا في حاجة إلى من يبدأ بنفسه، وأنا قرّرت أن أبدأ بنفسي حتّى أشجّع شباباً آخرين على رقص الباليه، لأنّه فنّ راقٍ.

وعن "فرقة خطى" التي أسّسها في لبنان ختم أحمد: هدف الفرقة هو التعبير عن ألم النزوح وأمل العودة ومعاناة الإقامة في خيم وبيوت سيئة. كما تعبر الفرقة عن معاناة الشعب الفلسطيني عموماً، وهي تضم تسعة أعضاء من النازحين ومن أبناء مخيم عين الحلوة، وهي فرقة باليه ودبكة فولكلورية، نمارس من خلالها أبرز اللوحات التعبيرية على المسرح ونتوحّد في الأفكار والحركات الإيقاعية على الخشبة، ونتقنها بحنكة ونتبادل الأدوار، ونمثّل ونغنّي.

المساهمون