مشغولات يدويّة تحت سقف واحد بغزّة

مشغولات يدويّة تحت سقف واحد بغزّة

24 ديسمبر 2014
(تصوير عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

تجمّعت مختلف فنون المشغولات اليدويّة والتراثيّة تحت سقف معرض "إبداع من بين الركام"، الذي عرض منتجات محليّة ترمز إلى الهوية الفلسطينيّة وعراقة الحضارة المتجذرة في الأرض، وقد كسا عبق الماضي أروقة المعرض الذي أقيم في غزّة.

الثوب الفلسطينيّ المطرز والأقمشة المطرزة بأشكالها المختلفة، كانت إلى جانب اللوحات الفنيّة المنقوشة على الحجارة وقد ظهرت خريطة فلسطين فيها، جاورتها الزينة المصنّعة يدويّاً، وأقسام الرسم على الزجاج والتحف ومختلف المشغولات اليدوية.

تلك المصنوعات ضمّها معرض "إبداع من بين الركام" الذي نظمته مؤسسة "كرداش" للمشغولات اليدوية، بالتنسيق مع الجامعة الاسلاميّة التي استضافت المعرض، بحضور لفيف من الطلبة وعدد من المهتمين بالتراث والمشغولات يدوية الصنع.


الحاجة السبعينية، أم محمد الغماري، شاركت في المعرض بمطرزاتها التي توزعت بين الثوب الفلسطيني واللوحات الفنيّة المطرزة والرسومات والأدوات ذات الاستخدام اليومي وأدوات الزينة، وقالت إن التطريز ركن أساس من أركان التراث الفلسطينيّ.

وأكدت الغماري، لـ"العربي الجديد"، أهمية الحفاظ على التراث الفلسطينيّ العريق، وخاصة أنه من أهم المؤشرات على الحضارة والأصالة الفلسطينية الضاربة في الأرض، لافتة الى أهمية تلك المعارض في توعية المجتمع نحو أهمية المشغولات اليدوية ذات القيمة العالية.

إلى الجوار من المُسِنّة الغماري وقف الشقيقان حمدي وديما شعشاعة أمام عدد من القطع الزجاجية التي زيّنت بالرسومات اللافتة، والتي استخدموا فيها ألواناً زاهية وألواناً ترابية، إضافة الى البراويز الزجاجية والتي رُسمت عليها أشكال فنية مميّزة.



وقالت ديما، لـ"العربي الجديد"، إنها حاولا التميّز عن غيرهم في استخدام فن رسم الزجاج على مختلف القطع الزجاجية، وعدم الاقتصار على فن بعينه، مبيّنة أن انتشار ثقافة الاهتمام بالرسم على الزجاج، لدرجة أن عدداً من الفنادق والمطاعم والمؤسسات باتوا يطلبون لوحات زجاجية ضخمة لتزيين جدرانهم.

وفي ما يتعلق بالإكسسوارات يدوية الصنع، قالت المشاركة رانيا لظن، إنها حَوّلت هوايتها في صناعة تلك الزينة النسائية إلى مصدر للزرق، وأشارت إلى أنه على الرغم من الكلفة العالية وعدم توفر القطع اللازمة بشكل دائم، إلا أنها مُصرّة على إيصال هذا الفن الجميل إلى الجميع.

وعلى الناحية الأخرى، وقف الفنان علي الهندي أمام عدد من المنحوتات الوطنية التي شارك بها وقد نحت خلالها خارطة فلسطين وعبارات الانتماء للأرض، وقال، لـ"العربي الجديد"، إنه أراد من خلال تلك المشاركة توضيح أهميّة التراث الذي يعبّر عن الماضي والحاضر والمستقبل الفلسطيني.

وأشارت المسؤولة عن المعرض، المهندسة حليمة عبد العزيز، إلى أنّ المعرض يشمل المشغولات الصوفية والكروشيه بأنواعها، مشغولات الخرز، المطرزات التراثية، مشغولات السيتان المختلفة، أعمال الخيش والخشب والزجاج، إضافة الى الاكسسوارات والتحف والهدايا.

وبيّنت، لـ"العربي الجديد"، أن مؤسسة "كرداش" تسعى إلى توفير معرض دائم لعرض وبيع المشغولات اليدوية، سواء المصنّعة أو شبه المصنّعة وملحقاتها، إضافة إلى تقديم الدورات التدريبية في تعليم فن المشغولات اليدوية نظراً لأهميته البالغة في التعبير عن التراث الفلسطيني.

وأشارت الى أن المعرض جاء لتشجيع المرأة الفلسطينية للمساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال إنتاج المشغولات التراثية متقنة الصنع، وتهيئة البيئة السليمة والحياة الكريمة لمئات من الأطفال الأيتام الذين فقدوا المعيل الرئيسي للأسرة، إضافة الى الحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني.

دلالات

المساهمون