السعودية تدين جريمة "شارلي إيبدو" ثمّ تجلد مدوّناً

الرسائل الافتراضية والأوسمة والحملات المؤازرة، لم توفر الحماية للمدوّن السعودي ومؤسس "الشبكة اللبيرالية السعودية"، رائف بدوي. فقد نفذت الجهات الأمنية السعودية اليوم بحقه حدّ الجَّلد، عقب انتهاء صلاة الجمعة، وسط وجود أمني كثيف، وتجمهر أعداد كبيرة من المصلين.

 سجن بدوي في يونيو/حزيران 2012 بسبب انتقادات وجهها إلى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ودعواته عبر مدونته إلى "التحرر الديني". فحكم عليه بألف جلدة تنفّذ بمعدل 50 جلدة أسبوعياً لمدة 20 أسبوعاً، والسجن عشر سنوات، فضلاً عن تغريمه مليون ريال سعودي. 

استفزّ تنفيذ الحكم آلاف الناشطين، فنددوا بكثير من الاستهجان بممارسات السلطات السعودية، وطالبوا بإطلاق سراح بدوي، والتوقف عن تهديد الناس لمجرد التعبير الحر عن رأيهم. 

وما إن انتهى تنفيذ الحكم، حتى غصّت مواقع التواصل الاجتماعي، بآلاف الرسائل المتضامنة مع رائف، وانتشر بعدها وسم "#جلد_رائف_بدوي" ليصبح الوسم الأكثر انتشارا على "تويتر" في السعودية.

هكذا نشرت زوجة الناشط رائف بدوي على "تويتر" صورة مظاهرة في فيينا لدعم زوجها أمام "مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات" فيما حمّلت سابقاً السلطات السعودية أي ضرر يلحق بزوجها. 

فيما عبّر الناشطون عن سخطهم، فرأى بعضهم أن "العقوبات البدنية من جلد وقطع للرؤوس والأيدي والأقدام...إلخ، ليست إلا دليل ضعف وخوف وانعدام الحجة والمنطق أمام الطرف الآخر". 

كما أثار خبر "إدانة السعودية للهجوم علي الصحافيين في فرنسا" استغراب البعض فغرد أحمد صميدا "السعودية دانت الهجوم على الصحافيين ووصفته بالإرهاب، وتاني يوم يجلدون رائف بدوي الذي عبر عن رأيه ودفع ثمن ذلك".

هذا إلى جانب العديد من التساؤلات التي عمّت "تويتر"، كسؤال أحدهم:"سؤال إلى كل سعودي يؤيد إرهابيي فرنسا، عادي عندكم إنه رائف بدوي فقط يجلد بتهمة الازدراء بالدين وشارلي إيبدو يقتلون لنفس التهمة ؟"

أيضا تداول بعض الناشطين، شريط فيديو يظهر فيه والد رائف في مقابلة على إحدى الشاشات، وهو يطالب بالقصاص من ابنه، كما وصفه "بالملحد وأنه عاق لوالديه". 

كما أثار تنفيذ الجلد ردود فعل دولية، فأعربت الولايات المتحدة عن قلقها من قيام السلطات السعودية بجلد الناشط رائف بدوي، مطالبة إياها بإلغاء هذه العقوبة التي وصفتها بـ"الوحشية". كما نددت منظمة "مراسلون بلا حدود" بما اعتبرته "عقوبة غير إنسانية ومخالفة للقانون الدولي" وأطلقت عريضة تدعو العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى العفو عن رائف بدوي.