أليكس جونز... النهاية الإلكترونية لعرّاب المؤامرات

أليكس جونز... النهاية الإلكترونية لعرّاب المؤامرات

15 اغسطس 2018
أليكس جونز خلال إحدى التظاهرات عام 2016 (تويتر)
+ الخط -
اختارت منصات التواصل الاجتماعي الأشهر حظر الإعلامي الأميركي، الشهير والمثير للجدل، أليكس جونز. وهو الإعلامي الذي لا يتوقف عن إشعال النقاش بسبب نظريات المؤامرة التي ينشرها، خصوصاً لتأثيره الكبير وشهرته الواسعة. فمن هو أليكس جونز؟ 

ولد في تكساس في عام 1974، وهو ابن طبيب أسنان وأم مربية في المنزل. بعد طفولة "كلاسيكية"، كما يصفها، اكتشف وهو في المدرسة الثانوية كتاب None Dare Call It Conspiracy للصحافي غاري ألين، المثير للجدل والمعادي للسامية. لتتغير نظرته للعالم ويتبنى أفكار المؤامرة.

بعد انتهاء المدرسة الثانوية، تم توظيف الشاب أليكس في الإذاعة المحلية وصار يدير برنامجه الخاص، وبدأ يبث أفكار المؤامرة بحيوية مميزة بالفعل، كما تصفه صحيفة "لوموند" الفرنسية.
مكث الشاب في وظيفته لست سنوات، حتى عام 1999، عندما دفع خطابه المُلّاك الجدد للراديو لإقالته. لكن جونز لم يستسلم، بل أطلق منصّة Infowars.

وتحول InfoWars بسرعة إلى موقع أميركي يميني متطرف ينشر أخباراً مزيّفة تبث أفكار نظريات المؤامرة. أغلب برامج ومحتويات المنصة يتم إنشاؤها في مكان غير معروف في منطقة صناعية خارج أوستن، تكساس.
ويستقبل موقع InfoWars حوالي 25 مليون زيارة في كل شهر، مع مجموع زوار يصل إلى 200 ألف زائر، بحسب أرقام "لوموند".
نشر الموقع بانتظام قصصاً مزيفة، لا سيما حول تجارب علمية مزيفة مزعومة تجريها الحكومة الأميركية، وكانت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 أرضاً خصبة لنظرياته، إذ اعتبر الحادثة جزءاً من تجارب الحكومة.

ساهم جونز في نشر شائعة حول ولادة باراك أوباما في كينيا وليس في هاواي، وساهم في مكافحة النظام الصحي "أوباماكير". وربط عدد من موظفي "أنفو وورز" بين وجود أوباما ومواصلة نجاح الموقع، نظراً لاستخدامه كأرض خصبة لتوليد المزيد من الأفكار المرتبطة بنظرية المؤامرة.



اشتهر جونز كذلك بالحديث عن منظمات سرية تحكم العالم مثل Illuminati، وما يعتبره "نظاماً عالمياً من الزواحف التي تسيطر سراً على هذا الكوكب".
وعن غزو الزواحف تنقل "إندبندت" البريطانية عن جونز: "إنه في الأساس غزو بين المجرات في هذا الفضاء من خلال الناس. هذا ما قاله كل القدماء. هذا ما حذروا منه. هذا ما نتعامل معه. إنهم شياطين! إنهم غزاة. لا تهمني السخرية، هؤلاء الناس ليسوا بشراً، هيلاري كلينتون هي شيطان ملعون".

مع الوقت توسّع الموقع وصار أكبر من مجرد برنامج يقدمه جونز، بل صار يضم 21 موظفاً ينشرون بكثافة مواد مثيرة للجدل تخص نظرية المؤامرة، بينها أن "اللقاحات تسبب مرض التوحد" وأن "أحداً لم يطأ سطح القمر"، وعن "إبادة جماعية للبيض في جنوب أفريقيا"، وعن "الجسيمات الكيميائية الموجودة في الماء تجعل الضفادع مثلية"، و"هيلاري كلينتون هي على رأس شبكة إباحية للأطفال"، وغيرها الكثير.

بلغت شعبية جونز قمتها في أميركا، أكثر من 100 محطة إذاعية تبث برنامجه الآن. وفي عام 2006 انفجرت شعبيته أكثر بعد مقابلته مع الممثل الأميركي، تشارلي شين، حيث أعلن الأخير أنه لا يصدق النسخة الحكومية من المعلومات.
وهو أحد أكثر الشخصيات شعبية في أميركا في مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، إذ استطاع حصد جمهور يصل إلى 70 مليون متابع، وعبر قناته في "يوتيوب" ومواقع المختلفة InfoWars وNewsWars وPrison Planet.

كان الإثنين الماضي يوم إعلان شركات التكنولوجيا الكبرى حرباً شاملة على جونز. فأزالت "آبل" أرشيف خمسة برامج من "آيتيونز" و"بودكاستس". وأزال "فيسبوك" أربع صفحات للترويج لجونز وبرامجه، وعلّق متحدث باسم المنصة مبرراً حذفها بتضمنها "تمجيداً للعنف، الأمر الذي ينتهك سياسة الموقع، واستخدام لغة تهين المتحولين جنسياً والمسلمين والمهاجرين، وهو ما ينتهك سياساتنا ضد خطاب الكراهية".

وحذفت "سبوتيفاي" جميع حلقات برنامج أليكس جونز. وبنت قرارها على سياستها التي تحظر المحتوى الذي "يروّج أو يدعو أو يحرض على الكراهية أو العنف ضد مجموعة أو فرد على أساس خصائصه". كذلك حذف "يوتيوب" قناة الإعلامي، مشيراً إلى أنها انتهكت إرشادات المنتدى التي ترفض إطلاق بث مباشر من مكان آخر عند حذفه عبر القناة.

من جانبها رفضت "تويتر" حظر حسابات "إنفو وورز" ومؤسسها، وبرّرت رفضها بأن هذه الحسابات "لا تنتهك قواعد المنصة"، بينما يستمر الإعلامي المثير للجدل في نشر المزيد من أفكار نظريات المؤامرة الغريبة.